العلم الإلكترونية - أنس الشعرة
قضية استغلال النساء المغربيات العاملات موسميا بحقول جني الفواكه بإسبانيا، ليست جديدة، ومسلسل الاستنزاف والاستغلال، ليس له شكل محدد أو وضع وحيد، بل هو متعدد إن لم يكن متمددا، وهاهي إحدى حلقاته، منذ سنين عديدة والبنك الإسباني الشهير Caixabank وشركة Atlantic Blue يقومان بعملية اختلاس كبيرة في حق العاملات المغربيات، من خلال فرض اقتطاعات لرسوم طبية وهمية، ودون تقديم أي فواتير أو معلومات عن مزايا وفوائد العقد المتفق عليه، وقد بلغت هذه الاقتطاعات أحيانا الى مائتي يورو، بل وهناك من الضحايا اللواتي تعرضن لعملية النصب طيلة سنوات عديدة، علما أن البنك والشركة المشغلة، بعد أسبوع من كشف احتيالهم التزما الصمت وفضل التنصل من أية مسؤولية عن إعطاء تفسيرات وتوضيحات حول هذه الوقائع.
قضية استغلال النساء المغربيات العاملات موسميا بحقول جني الفواكه بإسبانيا، ليست جديدة، ومسلسل الاستنزاف والاستغلال، ليس له شكل محدد أو وضع وحيد، بل هو متعدد إن لم يكن متمددا، وهاهي إحدى حلقاته، منذ سنين عديدة والبنك الإسباني الشهير Caixabank وشركة Atlantic Blue يقومان بعملية اختلاس كبيرة في حق العاملات المغربيات، من خلال فرض اقتطاعات لرسوم طبية وهمية، ودون تقديم أي فواتير أو معلومات عن مزايا وفوائد العقد المتفق عليه، وقد بلغت هذه الاقتطاعات أحيانا الى مائتي يورو، بل وهناك من الضحايا اللواتي تعرضن لعملية النصب طيلة سنوات عديدة، علما أن البنك والشركة المشغلة، بعد أسبوع من كشف احتيالهم التزما الصمت وفضل التنصل من أية مسؤولية عن إعطاء تفسيرات وتوضيحات حول هذه الوقائع.
فجرت صحيفة «مار دي أنوبا» في تقرير لها، أول أمس، مفاجأة كبيرة، وبحسب الصحيفة أن صاحب المفاجأة هما البنك الإسباني الشهير «لا كايكسا بنك» وشركة «أتلنتيك بلو»، التي تقدر قيمتها السوقية بأكثر من240 مليون يورو، والمفاجأة بحسبها، عبارة عن قضية استغلال العاملات المغربيات اللواتي يعملن موسميا جني الفواكه، بالمزارع والحقول الإسبانية، بمنطقة لاويلفا « التي تستقطب أكثر من 2500 عاملة موسمية خلال حملات الحصاد».
تضيف الصحيفة أن الأمر ينطوي على احتيال كبير قامت به الشركة المشغلة، من خلال اقتطاعات لخدمات مثل التأمين الصحي وتأمين طبيب الأسنان وتأمينات أخرى غير محددة، دون موافقة مسبقة منهن ودون أن يتلقين أيضًا فواتير عن هذه الاقتطاعات أو السياسات التي تشرح بتفصيلٍ التغطية الصحية المتعاقد عليها والمزايا التي يتم الحصول عليها، إثرَ هذه الخدمات، وتؤكد الصحيفة «أن هذا الأمر ارتكبَ بصفة مستمرة ودونَ توقف منذ سنة 2013 إلى 2019، واعتبارًا من سنة 2020، أي في السنة التي تفشى فيه وباء COVID-19، لا توجد أي رسوم متعلقة بالتغطية الصحية للعمال الموسميين في هذا البنك الذي تتعامل معه شركة «أتلنتيك بلو»، بحسب ما توصلت إليه «مار دي أنوبا».
وتبرز الصحيفة ذاتها، أنه كان يتم مصادرة واقتطاع جزء من أجورهن دون وجه، ووفقًا للتحقيق الذي أجرته الصحيفة في الأسابيع الأخيرة، بالتعاون مع «جمعية الأجراء المناضلين في إيولفا» ونقابة «عمال الأندلس»، تقول أن: «العاملات المغربيات أجبرن على التوقيع، بشكل غير قانوني ودون الحصول على نسخ مما قمنا بالتوقيع عليه، ولم يحصلن أيضا على وثائق مختلفة لا يعرفون محتواها وتتعلق عمومًا بـمعرفة أنظمة الحماية الاجتماعية والصحية، ومستندات عن التعويض عن مخاطر العمل وحقوق العاملات في الشركة».
وأثناء تحقيقها، كشفت الصحيفة أن أحد مصادرها في شركة في «أتلانتيك بلو»، قامَ بتزويدها بمجموعة من الوثائق المختلفة التي وقعتها العاملات المغربيات بالعقود التي اشتركت بموجبها في التغطية الصحية، ويؤكد المصدر ذاته، أن قيمة التأمين تتراوح قيمتها ما بين 28 و 200 يورو شهريا، والتي تم كان البنك يحصل عليها كمستخلصات لرسوم الحساب.
كما علمت الصحيفة ذاتها، طبقا لمصادرها، أن مجموعة من عمال شركة «أتلنتبك بلو»، كانوا قد اجتمعوا للاحتجاج على الشركة قبل بضع سنوات للمطالبة بإعادة أموالهم التي تم الاستيلاء عليها بشكل غير قانوني من حساباتهم المصرفية، وتضيف الصحيفة لكنهم لم يظفروا بشيء!
وبحسب «نجاة باسيت»، أحد المتضررات من هذا الاستغلال، وهي مغربية عملت سابقا في الشركة ذاتها، ومقيمة حاليا في إسبانيا منذ سنة 2005، أوضحت يوم الأربعاء الماضي في برنامج «المذياع الوطني الإسباني» أنهم فيما مضى طالبوا البنك بإلغاء وثائق التأمين، التي وقعوا عليها دون معرفتهم، ويجب عليهم إعادة الأقساط المستخلصة منهم جميعا، التي تم تحصيلها بشكل غير قانوني، لكن البنك رفض ذلك، مؤكدا أن هذه السياسات كانت نتيجة «اتفاقية موقعة بين أتلانتيك بلو ولا كايكسا».
وتؤكد الصحيفة، أن الشركة والبنك، لم يقوما بتزويد العمال بالفواتير أو المستندات الداعمة للرسوم المفروضة عليهم، منذ سنة 2013، ولا توجد نسخة من العقود التي وقعوا عليها، دون علمهم، ولا حتى السياسات المقابلة للترجمة إلى لغتهم، (كما هو منصوص عليه من طرف جميع اللوائح المتعلقة بالتعاقد الأصلية)، والتي توضح بالتفصيل التغطية المتعاقد عليها والفوائد والمزايا التي سيحصلون عليها، وفي هذا الصدد تشير الصحيفة إلى أن بعض النساء، قد أصبن بالفعل أثناء العمل في الحقول ويعانين من أمراض شائعة، وتؤكد الصحيفة أنه لم يتم إبلاغهن مطلقًا بما إذا كان يحق لهن الحصول على أي مساعدة أو تعويض في حالة اكتمال وثائقهن.
وفي محادثة هاتفية أجرتها الصحيفة مع جوليا باريا الأمينة العامة للنقابة في مقاطعة إويلفا، الجمعة الماضية، أكدت هذه الأخيرة على رفضها القاطع لهذه السياسيات الاستغلالية، نافية أن يكون هناك اتفاقًا بين العمال والشركة المشغلة، وتضيف باريا، يحسب الصحيفة، أن جميع النساء العاملات في جني الفواكه يقدمن مساهمتهن في الضمان الاجتماعي بالفعل، لكن هذا يتم حجبه وإخفائه في كشوف المرتبات للحصول على مساعدة اجتماعية وصحية تقدمها إسبانيا لهن».
وفي محادثة هاتفية أجرتها الصحيفة مع جوليا باريا الأمينة العامة للنقابة في مقاطعة إويلفا، الجمعة الماضية، أكدت هذه الأخيرة على رفضها القاطع لهذه السياسيات الاستغلالية، نافية أن يكون هناك اتفاقًا بين العمال والشركة المشغلة، وتضيف باريا، يحسب الصحيفة، أن جميع النساء العاملات في جني الفواكه يقدمن مساهمتهن في الضمان الاجتماعي بالفعل، لكن هذا يتم حجبه وإخفائه في كشوف المرتبات للحصول على مساعدة اجتماعية وصحية تقدمها إسبانيا لهن».
وأثناء تصريحها للصحيفة ذاتها، أكدت جوليا باريا، أن النّقابة ستفتح تحقيقًا بحكم موقعها الدفاعي عن حقوق العمال، لمعرفة ملابسات هذه الحادثة، ولماذا تم اقتطاع هذه الأموال من أجور العاملات، بشكل غير قانوني طيلة هذه السنوات، وترى الصحيفة أن الأمينة العامة للنقابة، « ستقدم على تتبع ودراسة القضية واتخاذ جميع الإجراءات القانونية التي تراها مناسبة لحماية حقوق هؤلاء العمال والعاملات».
وفي نهاية التقرير، ذكرت الصحيفة أنه منذ يوم الثلاثاء الماضي، وهي تطلب من بنك «لا كيكسا» وشركة «أتلنتيك بلو» مهاتفة وكتابة عبر البريد الإلكتروني، توضيحات بشأن المعلومات التي عثرت عليها هذه والشهادات التي تم جمعها من الضحايا أنفسهن حول هذا الاحتيال الواضح، لكن بحسب الصحيفة لم يستجب أي طرف من الأطراف لتوضيح هذه الوقائع.