العلم الإلكترونية - الرباط
ربط الخطاب الملكي السامي بمناسبة الاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء ، ربطاً محكماً متداخل الحلقات ، بين الوفاء لقسم المسيرة بكل ما له من دلالات عميقة ، وبين استثمار المؤهلات التي تزخر بها بلادنا ، وخاصة الصحراء المغربية ، باعتبار أن المسيرة هي التي مكنت من استكمال الوحدة الترابية للمملكة المغربية ، مبرزاً أنه من أجل مواكبة التقدم الاقتصادي والتوسع الحضري اللذين تعرفهما مدن الصحراء المغربية ، ينبغي مواصلة العمل على إقامة اقتصاد بحري يساهم في تنمية المنطقة ويكون في خدمة سكانها ، واصفاً هذا الاقتصادَ بأنه متكامل ، قوامُه التنقيب عن الموارد الطبيعية في عرض البحر ، ومواصلةُ الاستثمار في مجالات الصيد البحري وتحلية مياه البحر ، من أجل تشجيع الأنشطة الفلاحية والنهوض بالاقتصاد الأزرق و دعم الطاقات المتجددة ، فيما يعد بحق طفرةً إنمائيةً لا عهد للمنطقة بها ، ولم تعرفها أية منطقة أخرى من أفريقيا على وجه الإطلاق . وهو ما يؤكد أن الطموح الذي يعمل المغرب لتحقيقه في أقاليمنا الجنوبية ، لا حدود له ، و أن الرؤية التي يعتمدها للنهوض بهذا الجزء الغالي من الوطن ، مستقبليةٌ تتجاوز المرحلةَ الراهنةَ إلى المراحل القادمة ، بمسافات بعيدة .
ربط الخطاب الملكي السامي بمناسبة الاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء ، ربطاً محكماً متداخل الحلقات ، بين الوفاء لقسم المسيرة بكل ما له من دلالات عميقة ، وبين استثمار المؤهلات التي تزخر بها بلادنا ، وخاصة الصحراء المغربية ، باعتبار أن المسيرة هي التي مكنت من استكمال الوحدة الترابية للمملكة المغربية ، مبرزاً أنه من أجل مواكبة التقدم الاقتصادي والتوسع الحضري اللذين تعرفهما مدن الصحراء المغربية ، ينبغي مواصلة العمل على إقامة اقتصاد بحري يساهم في تنمية المنطقة ويكون في خدمة سكانها ، واصفاً هذا الاقتصادَ بأنه متكامل ، قوامُه التنقيب عن الموارد الطبيعية في عرض البحر ، ومواصلةُ الاستثمار في مجالات الصيد البحري وتحلية مياه البحر ، من أجل تشجيع الأنشطة الفلاحية والنهوض بالاقتصاد الأزرق و دعم الطاقات المتجددة ، فيما يعد بحق طفرةً إنمائيةً لا عهد للمنطقة بها ، ولم تعرفها أية منطقة أخرى من أفريقيا على وجه الإطلاق . وهو ما يؤكد أن الطموح الذي يعمل المغرب لتحقيقه في أقاليمنا الجنوبية ، لا حدود له ، و أن الرؤية التي يعتمدها للنهوض بهذا الجزء الغالي من الوطن ، مستقبليةٌ تتجاوز المرحلةَ الراهنةَ إلى المراحل القادمة ، بمسافات بعيدة .
و يمثل هذا الطموحُ المعقلنُ ركناً واحداً للاستراتيجية التي وضعها المغرب لتطوير التنمية الشاملة المستدامة في أقاليمنا الجنوبية من المملكة ، أما الركن الثاني لهذه الاستراتيجية ، فهو خاص بالسياحة الأطلسية ، ويقوم على استثمار المؤهلات الكبيرة للمنطقة المطلة على المحيط الأطلسي ، بقصد تحويلها إلى وجهةٍ جاذبةٍ للسياحة الشاطئية و الصحراوية من الداخل و الخارج . و هو الهدف الاستراتيجي الذي دعا الخطاب الملكي السامي إلى تحقيقه من خلال اعتماد استراتيجية خاصة بالسياحة الأطلسية . و هذا شكل متطور من الاستثمار في الإنسان من جانب ، و الاستثمار في المؤهلات الكبيرة التي تتوفر عليها الصحراء المغربية من جانب آخر ، ينبني على افتراضات موثوقة بأن مستقبل الدول التي تقع على المحيط الأطلسي ، من الشاطئين الأفريقي و الأمريكي الجنوبي و الشمالي ، رهين بتطوير السياحية الأطلسية من جهة ، و استثمار المؤهلات الطبيعية في البر والبحر ، على حد سواء ، بأحدث الطرق العلمية للاستثمار في هذا الحقل التي تعمل بها الدول المتقدمة .
ومن خلال هذا المنظور الإنمائي ، واعتماداً على هذا النهج الاستراتيجي ، واستناداً إلى هذه الرؤية الاستثمارية ، ندرك الأبعاد الاقتصادية و الاندماجية للمشروع الاستراتيجي الرائد لأنبوب الغاز المغرب/ نيجيريا ، الذي ينتظر أن يحدث تغييراً عميقاَ في اقتصادات المنطقة ، و يحل المشاكل الإنمائية العويصة التي تعاني منها . ولا يمكن الفصل بين مواصلة تطوير تنمية الصحراء المغربية بخاصة ، و التنمية في مجموع التراب الوطني بعامة ، وبين العمل على إنعاش الاقتصاد في الدول المشاركة ، بطريقة أو بأخرى ، في هذا المشروع العملاق . لأن جلالة الملك محمد السادس ، حفظه الله و أيده ، مبدع هذه الاستراتيجية المتكاملة ذات الأبعاد المتداخلة والمندمجة بعضها في بعض ، يعمل من أجل بناء المستقبل ، برؤية متبصرة تندمج فيها التنمية الوطنية في التنمية الأفريقية ، باعتبار المغرب بلداً أفريقياً ، وقطباً جاذباً ، وقوةً إقليميةً تعمل من أجل الأمن والاستقرار و التقدم والازدهار في محيطه الإقليمي والقاري و الدولي أيضاً .
إن النجاح المطرد للجهود التي يبذلها المغرب لتطوير التنمية البشرية والاقتصادية في أقاليمنا الجنوبية ، و في إطار خطط العمل المتكاملة لدعم التنمية في جميع الجهات الإثنتي عشرة للمملكة ، هذا النجاح ينعكس إيجاباً ، وبدرجةٍ أو بأخرى ، على الجهود المبذولة بدول المنطقة في هذه المجالات الحيوية . وهو ما يتجلى في الخطاب الملكي الذي جاء فيه ( إن المغرب مستعد لوضع بنياته التحتية و المينائية والسكك الحديدية ، رهن إشارة هذه الدول الشقيقة ( دول الساحل ) ، إيماناً منا بأن هذه المبادرة ( التي اقترح جلالة الملك إطلاقها على المستوى الدولي لتمكينها من الولوج إلى المحيط الأطلسي) ستشكل تحولاً جوهرياً في اقتصادها وفي المنطقة كلها ) .
وهذا هو المفهوم العلمي والمدلول العملي للعمق الأفريقي ، و للتوجه الأفريقي ، وللبعد الأفريقي الذي هو الطابع المميز للسياسة المغربية على الصعيد القاري ، وعلى المستوى الدولي بطبيعة الحال .