2024 شتنبر 5 - تم تعديله في [التاريخ]

استحضارا‭ ‬للتوجيهات‭ ‬الملكية‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬معالجة‭ ‬الإشكاليات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالماء

وزارة‭ ‬التجهيز‭ ‬والماء‭ ‬تسرع‭ ‬وتيرة‭ ‬بناء‭ ‬16‭ ‬سدا‭ ‬كبيرا‭ ‬بسعة‭ ‬تخزينية‭ ‬تناهز‭ ‬4‭.‬9‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب


العلم الإلكترونية - نهيلة البرهومي

يواصل‭ ‬المغرب‭ ‬مساعيه‭ ‬الحثيثة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعجيل‭ ‬إنجاز‭ ‬المشاريع‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لتجاوز‭ ‬أزمتي‭ ‬الجفاف‭ ‬والإجهاد‭ ‬المائي،‭ ‬وهو‭ ‬مبتغى‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬الماء‭ ‬الشروب‭ ‬وتعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬المائي‭ ‬للبلاد‭.‬
 
وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬تعمل‭ ‬وزارة‭ ‬التجهيز‭ ‬والماء‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المستويات‭ ‬لمعالجة‭ ‬إشكالية‭ ‬الماء‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أبعادها‭ ‬وبالجدية‭ ‬اللازمة‭ ‬مستحضرة‭ ‬التوجيهات‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬حيث‭ ‬تأخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬خصوصية‭ ‬كل‭ ‬حوض‭ ‬مائي‭ ‬على‭ ‬حدة،‭ ‬ومن‭ ‬ضمن‭ ‬أبرز‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬تشتغل‭ ‬عليها‭ ‬الوزارة‭ ‬لتجاوز‭ ‬أزمتي‭ ‬الجفاف‭ ‬والإجهاد‭ ‬المائي،‭ ‬هناك‭ ‬مشاريع‭ ‬إنجاز‭ ‬السدود‭ ‬الكبرى‭ ‬بكل‭ ‬ربوع‭ ‬المملكة،‭ ‬حيث‭ ‬تواصل‭ ‬بناء‭ ‬16‭ ‬سدا‭ ‬كبيرا‭ ‬بسعة‭ ‬تخزينية‭ ‬تناهز‭ ‬4‭,‬9‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ .‬
 
والأكيد‭ ‬أن‭ ‬التساقطات‭ ‬المطرية‭ ‬والسيول‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬مناطق‭ ‬متعددة‭ ‬ببلادنا،‭ ‬وخاصة‭ ‬بالجنوب‭ ‬الشرقي،‭ ‬تبين‭ ‬الحاجة‭ ‬الماسة‭ ‬لاستكمال‭ ‬ورش‭ ‬بناء‭ ‬السدود‭ ‬في‭ ‬أسرع‭ ‬وقت‭ ‬ممكن‭ ‬لضمان‭ ‬تجميع‭ ‬واستقبال‭ ‬الواردات‭ ‬المائية‭ ‬وتجنب‭ ‬ضياعها‭.‬
 
ومن‭ ‬بين‭ ‬السدود‭ ‬التي‭ ‬تتواصل‭ ‬بها‭ ‬الأشغال‭ ‬بوتيرة‭ ‬سريعة‭ ‬هناك‭ ‬سد‭ ‬‮«‬غيس‮»‬‭ ‬بإقليم‭ ‬الحسيمة،والذي‭ ‬بلغت‭ ‬نسبة‭ ‬تقدم‭ ‬الأشغال‭ ‬فيه‭ ‬حوالي‭ ‬98‭,‬8‭ ‬في‭ ‬المائة،و‭ ‬تبلغ‭ ‬سعته‭ ‬التخزينية‭ ‬93‭ ‬مليون‭ ‬متر‭ ‬مكعب،و‭ ‬سد‭ ‬‮«‬الساقية‭ ‬الحمراء‮»‬‭ ‬بإقليم‭ ‬العيون،‭ ‬والذي‭ ‬بلغت‭ ‬نسبة‭ ‬تقدم‭ ‬الأشغال‭ ‬فيه‭ ‬74‭ ‬في‭ ‬المائة،و‭ ‬تبلغ‭ ‬سعته‭ ‬التخزينية‭ ‬113‭ ‬مليون‭ ‬متر‭ ‬مكعب،و‭ ‬‮«‬سد‭ ‬كدية‭ ‬البرنة»بإقليم‭ ‬سيدي‭ ‬قاسم،والذي‭ ‬بلغت‭ ‬نسبة‭ ‬تقدم‭ ‬الأشغال‭ ‬فيه‭ ‬88‭ ‬في‭ ‬المائة،و‭ ‬تبلغ‭ ‬سعته‭ ‬التخزينية‭ ‬12‭ ‬مليون‭ ‬متر‭ ‬مكعب،و‭ ‬سد‭ ‬‮«‬سيدي‭ ‬عبو‮»‬‭ ‬بإقليم‭ ‬تاونات،والذي‭ ‬بلغت‭ ‬نسبة‭ ‬تقدم‭ ‬الأشغال‭ ‬فيه‭ ‬78‭ ‬في‭ ‬المائة،و‭ ‬تبلغ‭ ‬سعته‭ ‬التخزينية‭ ‬200‭ ‬مليون‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭.‬
 
ويرى‭ ‬زين‭ ‬العابدين‭ ‬الحسيني،‭ ‬الخبير‭ ‬في‭ ‬التشريع‭ ‬البيئي‭ ‬والتغيرات‭ ‬المناخية،‭ ‬أن‭ ‬الخطوة‭ ‬التي‭ ‬عملت‭ ‬الوزارة‭ ‬على‭ ‬تنفيذها‭ ‬محمودة‭ ‬ومهمة،‭ ‬تستقي‭ ‬مرجعيتها‭ ‬من‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬الأخير،‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬ورقة‭ ‬طريق‭ ‬ومخطط‭ ‬عمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مواجهة‭ ‬إشكالية‭ ‬الجفاف‭. ‬
 
وأضاف‭ ‬الحسيني،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ»العلم‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬الأساس‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التسريع،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬محددة،‭ ‬مثل‭ ‬حوض‭ ‬‮«‬واد‭ ‬لاو‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يسجل‭ ‬نسبة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬التساقطات،‭ ‬هو‭ ‬إيجاد‭ ‬بنية‭ ‬استقبالية‭ ‬تخزينية‭ ‬كافية‭ ‬تقدر‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الحالية‭ ‬بما‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬4‭ ‬مليارات‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬من‭ ‬الماء‭.‬
 
وأوضح‭ ‬الخبير‭ ‬في‭ ‬التشريع‭ ‬البيئي‭ ‬والتغيرات‭ ‬المناخية،‭ ‬أن‭ ‬الاختلالات‭ ‬المناخية‭ ‬تفرز‭ ‬من‭ ‬الظواهر‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬مشاكل‭ ‬كثيرة‭ ‬جدا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التزود‭ ‬بالماء،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يفاجئ‭ ‬الساكنة‭ ‬والجماعات‭ ‬بالظواهر‭ ‬القصوى،‭ ‬التي‭ ‬تتجلى‭ ‬في‭ ‬موجات‭ ‬حرارة‭ ‬مرتفعة،‭ ‬ومتتالية،‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬نسبة‭ ‬التبخر‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمياه‭ ‬السطحية‭. ‬وتابع‭: ‬‮«‬‭ ‬هذا‭ ‬أمر‭ ‬صعب‭ ‬جدا،‭ ‬لكون‭ ‬جل‭ ‬مواردنا‭ ‬سطحية‮»‬‭. ‬
 
وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬فيضانات‭ ‬مفاجئة،‭ ‬وعواصف‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬سقوط‭ ‬أمطار‭ ‬طوفانية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سجلته‭ ‬المملكة‭ ‬أخيرا،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬التساقطات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تتم‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬شهرين،‭ ‬باتت‭ ‬تسقط‭ ‬في‭ ‬ظرف‭ ‬ساعات،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬خسائر‭ ‬كبيرة،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المياه‭ ‬تذهب‭ ‬إلى‭ ‬البحر‭.‬
 
وحسب‭ ‬الخبير،‭ ‬فقد‭ ‬صار‭ ‬من‭ ‬أولى‭ ‬الأولويات‭ ‬التوفر‭ ‬على‭ ‬بنية‭ ‬للتخزين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تعمل‭ ‬الحكومة‭ ‬حالية‭ ‬على‭ ‬تنفيذه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإسراع‭ ‬في‭ ‬استكمال‭ ‬بناء‭ ‬السدود،‭ ‬وفي‭ ‬حال‭ ‬‮«‬فاجأتنا‭ ‬الأمطار‭ ‬الموسمية‭ ‬يمكننا‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بها‭ ‬ومنع‭ ‬ضياعها‮»‬‭.‬
 
ودعا‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬العمل‭ ‬المشترك‭ ‬وتعبئة‭ ‬الموارد‭ ‬المالية‭ ‬والبشرية‭ ‬والوقوف‭ ‬بوجه‭ ‬الاستهلاك‭ ‬غير‭ ‬المقنن‭ ‬والمسؤول،‭ ‬لضمان‭ ‬استكمال‭ ‬البرامج‭ ‬المسطرة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مواجهة‭ ‬إشكالية‭ ‬الإجهاد‭ ‬المائي‭.‬
 



في نفس الركن