العلم الإلكترونية - نهيلة البرهومي
يواصل المغرب مساعيه الحثيثة من أجل تعجيل إنجاز المشاريع الاستراتيجية لتجاوز أزمتي الجفاف والإجهاد المائي، وهو مبتغى يهدف إلى توفير الماء الشروب وتعزيز الأمن المائي للبلاد.
يواصل المغرب مساعيه الحثيثة من أجل تعجيل إنجاز المشاريع الاستراتيجية لتجاوز أزمتي الجفاف والإجهاد المائي، وهو مبتغى يهدف إلى توفير الماء الشروب وتعزيز الأمن المائي للبلاد.
وفي هذا السياق، تعمل وزارة التجهيز والماء على كافة المستويات لمعالجة إشكالية الماء في كل أبعادها وبالجدية اللازمة مستحضرة التوجيهات الملكية السامية في هذا الشأن، حيث تأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل حوض مائي على حدة، ومن ضمن أبرز المشاريع التي تشتغل عليها الوزارة لتجاوز أزمتي الجفاف والإجهاد المائي، هناك مشاريع إنجاز السدود الكبرى بكل ربوع المملكة، حيث تواصل بناء 16 سدا كبيرا بسعة تخزينية تناهز 4,9 مليار متر مكعب .
والأكيد أن التساقطات المطرية والسيول التي تشهدها مناطق متعددة ببلادنا، وخاصة بالجنوب الشرقي، تبين الحاجة الماسة لاستكمال ورش بناء السدود في أسرع وقت ممكن لضمان تجميع واستقبال الواردات المائية وتجنب ضياعها.
ومن بين السدود التي تتواصل بها الأشغال بوتيرة سريعة هناك سد «غيس» بإقليم الحسيمة،والذي بلغت نسبة تقدم الأشغال فيه حوالي 98,8 في المائة،و تبلغ سعته التخزينية 93 مليون متر مكعب،و سد «الساقية الحمراء» بإقليم العيون، والذي بلغت نسبة تقدم الأشغال فيه 74 في المائة،و تبلغ سعته التخزينية 113 مليون متر مكعب،و «سد كدية البرنة»بإقليم سيدي قاسم،والذي بلغت نسبة تقدم الأشغال فيه 88 في المائة،و تبلغ سعته التخزينية 12 مليون متر مكعب،و سد «سيدي عبو» بإقليم تاونات،والذي بلغت نسبة تقدم الأشغال فيه 78 في المائة،و تبلغ سعته التخزينية 200 مليون متر مكعب.
ويرى زين العابدين الحسيني، الخبير في التشريع البيئي والتغيرات المناخية، أن الخطوة التي عملت الوزارة على تنفيذها محمودة ومهمة، تستقي مرجعيتها من الخطاب الملكي الأخير، الذي يعد ورقة طريق ومخطط عمل من أجل مواجهة إشكالية الجفاف.
وأضاف الحسيني، في تصريح لـ»العلم»، أن الهدف الأساس من هذا التسريع، خصوصا في مناطق محددة، مثل حوض «واد لاو» الذي يسجل نسبة عالية من التساقطات، هو إيجاد بنية استقبالية تخزينية كافية تقدر في المرحلة الحالية بما يزيد عن 4 مليارات متر مكعب من الماء.
وأوضح الخبير في التشريع البيئي والتغيرات المناخية، أن الاختلالات المناخية تفرز من الظواهر ما من شأنه أن يحدث مشاكل كثيرة جدا على مستوى التزود بالماء، كما أنه يمكن أن يفاجئ الساكنة والجماعات بالظواهر القصوى، التي تتجلى في موجات حرارة مرتفعة، ومتتالية، تؤدي إلى ارتفاع نسبة التبخر بالنسبة للمياه السطحية. وتابع: « هذا أمر صعب جدا، لكون جل مواردنا سطحية».
وأشار إلى أن التغيرات المناخية تؤدي إلى فيضانات مفاجئة، وعواصف تتسبب في سقوط أمطار طوفانية، وهو ما سجلته المملكة أخيرا، حيث أن التساقطات التي كانت تتم في الماضي على مستوى شهرين، باتت تسقط في ظرف ساعات، وهو ما يتسبب في خسائر كبيرة، خاصة وأن كل هذه المياه تذهب إلى البحر.
وحسب الخبير، فقد صار من أولى الأولويات التوفر على بنية للتخزين، وهو ما تعمل الحكومة حالية على تنفيذه من خلال الإسراع في استكمال بناء السدود، وفي حال «فاجأتنا الأمطار الموسمية يمكننا الاحتفاظ بها ومنع ضياعها».
ودعا إلى ضرورة العمل المشترك وتعبئة الموارد المالية والبشرية والوقوف بوجه الاستهلاك غير المقنن والمسؤول، لضمان استكمال البرامج المسطرة من أجل مواجهة إشكالية الإجهاد المائي.