أسماء كاملي رئيسة قسم الصحة الحيوانية بأونسا
العلم الإلكترونية - سمير زرادي
تقدم الدكتورة أسماء كاملي رئيسة قسم الصحة الحيوانية لدى المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغدائية توضيحات مهمة عن ظاهرة اختفاء طوائف النحل، والتي شدت إليها الأنظار في الفترة الأخيرة، واحتلت مساحات مهمة في وسائل الإعلام قصد استجلاء الحقيقة وراء ما يعرف بانهيار الخلايا، كظاهرة غير مسبوقة في المغرب.
وتتحدث في سياق هذا اللقاء عن مضامين البرنامج لمواجهة هذه الظاهرة وتشكيل لجنة علمية تتضمن عدة فرق عمل لمباشرة أشغال ميدانية ومواكبة النحالين. وفيما يلي نص هذا الحوار:
بداية، أثارت ظاهرة اختفاء النحل الكثير من الاستفهامات، فما هي التفسيرات والأسباب التي تم استنتاجها حتى الآن؟ وما مدى الأضرار المسجلة؟
فيما يخص ظاهرة اختفاء النحل والتي تعرف بظاهرة انهيار طوائف النحل، وبعد التحريات الأولية التي قامت بها المصالح البيطرية الإقليمية التابعة لمكتب "اونسا"، توصلنا إلى أنها ظاهرة جديدة من نوعها بالمغرب، والتي تم الكشف عنها عند بعض مربي النحل في بعض المناطق بدرجات متفاوتة، وتتجلى هذه الظاهرة في اختفاء النحل من الخلية دون عودة، حيث تبقى فقط الملكة وبعض النحلات الشغالات، وتعزى هذه الظاهرة الى وجود عدد من المسببات والعوامل المتداخلة، منها جوانب بيئية كقلة المراعي من حيث الكمية وكذا جودتها، ثم عوامل بيولوجية ومناخية خاصة ندرة التساقطات، وكذا ممارسات مرتبطة بكيفية تربية النحل.
وخلال التحريات في عدة مناطق قامت الفرق الإقليمية بأخذ عينات من خلايا النحل لإجراء تحاليل مخبرية أبانت أن الظاهرة لا يمكن أن نربطها بمرض من الأمراض التي تصيب النحل عادة، لكن ما ينبغي توضيحه للرأي العام أن هذه الظاهرة تُسجل لأول مرة في المغرب، لكنها ظاهرة سبق أن عرفتها دول أخرىمنذ 2006 وتعايشت معها، حيث تكشف الأبحاث والدراسات المتواجدة عن رصدها في أوروبا وأمريكا والقارة الافريقية، والبارز في هذه الدراسات عدمتطرقهالسبب معين، لتداخل عدة أسباب.
أما بالنسبة للأضرار، فالمكتب لا يمكنه تحديد مدى الخسائر لأن مجال تدخله ينحصر فيما يهم الصحة الحيوانية.
كيف تسنى لمكتب "أونسا" التنبه لهذه الظاهرة؟
"صفارة الإنذار" أتت من شكايات تلقيناها من الفدرالية البيمهنية لمربي النحل بالمغرب كمخاطب لأونسا، فجندنا سريعا مصالحنا للقيام بمعاينات ميدانية وتحديد الأقاليم والعمالات والجهات المتضررة، لأننا كنا نحتاج لمعلومات وبائية مهمة،سيما وأن الجميع في البداية كان يتحدث عن مرض، وبالتالي فعمل المصالح البيطرية التابعة لأونسا شمل 21 عمالة وإقليم، و23 ألف خلية و173 نحال، واتضح أن مناطق مصابة وأخرى غير مصابة، وبالمناسبة فتحرياتنا لا تزال مستمرة، بحيث نجري مسحا على صعيد المغرب ككل، من خلال عشر مديريات جهوية و70 مصلحة بيطرية بهدف تجميع كل المعلومات وبشكل شامل، وضبط كل المعطيات بخصوص هذه الظاهرة ونتائجها.
كما نستحضر تجارب الدول التي سبقتنا في مواجهة هذه الظاهرة، وكما سبق أن أوضحت العوامل المؤدية لها متعددة ومجال التدخل كذلك يستدعي بدورهاستحضار عدة جوانب لكي نجد الحل لكل عامل على حدة.
ماهي الخطوات التي تم اتباعها بعد إجراء التحريات الميدانية؟
تم عقد اجتماع عاجل على المستوى الحكومي، وتم تنزيل برنامج بغلاف 130 مليون درهم يتضمن مجموعة إجراءات.
أولا، المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغدائية سينظم حملة وطنية من أجل محاربة داء الفارواز كمرض طفيلي معروف منذ الثمانينيات، ومربو النحل يتعايشون معه، والمكتب بالمناسبة سبق أن نظم مؤخرا في أواخر 2021 حملة وطنية لعلاج الفارواز قبل بروز الظاهرة، من شتنبر حتى دجنبر 2021.
ثم هناك برنامج تحسيسي وتكويني لمربي النحل بغاية تجويد ممارسات تربية النحل. إضافة إلى تشكيل لجنة علمية وطنية متعددة التخصصات، لمواصلة الدراسات والأبحاث، لأن هذه الظاهرة والإحاطة بكل جوانبها يتطلب وقتا وزيارات ميدانية لصياغة مخرجات وتوصيات تتوافق مع البيئة التي يعيش فيها النحل،
أيضا وضع برنامج لإعادة إعمار خلايا النحل. وتعزيز نظام المراقبة وتتبع الوفيات عند النحل، فنحن لدينا برنامج اليقظة الوبائية والذي من خلاله نتتبع كل الأمراض الحيوانية بما فيها أمراض النحل، والأمراض التي تهدد الخلايا مقننة وعددها خمسة وهي ذات تبليغ إجباري.
محور أساسي في البرنامج يهم إعداد قاعدة وطنية من أجل تسجيل بيانات مربي النحل، وهي نقطة مهمة جدا تمكن من تنظيم الترحال والتنقل بحثا عن المراعي الخصبة أو النباتات العطرية التي يبحثون عنها، فهذه القاعدة تسمح بالتتبع traçabilité)) وتنظيم عملية الترحال، بما يتيح التدبير المعقلن للموارد الغذائية في المراعي وتفادي الضغط على جهة دون أخرى، أو نقل طوائف نحل تفوق ما يمكن أن تستوعبه المراعي.
هل من خطوات أخرى مواكبة لهذا البرنامج الذي تفضلتم بتفصيله، خاصة وان المطلب الملح للنحالين هو تقديم الحل في أسرع وقت، وتوفير الأدوية في الصيدليات ولدى البياطرة؟
أولا كانت صياغة برنامج العمل، والذي يعتبر في حد ذاته خطوة جد هامة، وستكون اجتماعات متواصلة مع كل الأطراف المتدخلة، لمعرفة متطلبات كل طرف.وما ينبغي تأكيده هو أنه منذ أن بدأت الظاهرة بدأنا العمل مع الفيدرالية البيمهنية لمربي النحل، ومديرية تربية سلاسل الإنتاج، والمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، والمعهد الوطني للزراعة والبيطرة، والمعهد الوطني للبحث الزراعي، وشكلنا فرق عمل متعددة ستتكلف بكل مجال إما الأبحاث والدراسات العلمية، أو التوعية والتحسيس، أو التكوين، وهناك الأطباء البياطرة الخواص عن طريق هيئة الأطباء البياطرة، والمصالح البيطرية الخارجية التابعة لأونسا، ومجموعة خاصة تشتغل على الممارسات الجيدة لتربية النحل، كل هذا لكي نمرر رسالة موحدة لمربي النحل أننا سنكون بجانبهم، وبخصوص حملة مكافحة الفارواز، فكما هو في علمكم تعتبر"أونسا" مؤسسة عمومية، وبالتالي لابد من طرح طلبات عروض واقتناء مواد علاج الفارواز، وبمجرد ما سنتوصل بها سنشرع مع الفيدرالية البيمهنية والمديريات الجهوية للفلاحة وباقي المتدخلين في تحديد أجندة زمنية للحملة والمناطق المستهدفة، فالتدخل يتطلب الوقت الملائم، لأن داء الفارواز له فترة معينة ولا يمكن أن نداوي النحل وهو سينتج العسل لتفادي الرواسب أو البقايا الملوثة للعسل والتي قد تهدد صحة المستهلك، لذلك هناك مجموعة عوامل تؤخذ في الاعتبار قبل مباشرة العلاج.
هذه التدابير مهمة، ولكن ما يجب تأكيده هو ضرورة طمأنة النحالين...
جانب الطمأنة أساسي، والإعلام كذلك يلعب هذا الدور، ونحن من جانبنا حاولنا أن نكون قريبين من الظاهرة، فعندما يكون سبب ونقوم بتشخيصه نتوصل إلى حل، ولكن بما أن الظاهرة متشعبة ومعقدة تتشابك فيها العوامل والمسببات، فمن الصعب الحديث عن حل معين، نحن كنا نتمنى أن يكون الأمر بهذه السهولة ونقدم الحل الأنجع، لذلك تضمن البرنامج عدة محاور تبعا لنتائج الدراسة الأولية، وبناء على الأبحاث الموالية يمكن أن نعزز البرنامج بتدابير أخرى.
تقدم الدكتورة أسماء كاملي رئيسة قسم الصحة الحيوانية لدى المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغدائية توضيحات مهمة عن ظاهرة اختفاء طوائف النحل، والتي شدت إليها الأنظار في الفترة الأخيرة، واحتلت مساحات مهمة في وسائل الإعلام قصد استجلاء الحقيقة وراء ما يعرف بانهيار الخلايا، كظاهرة غير مسبوقة في المغرب.
وتتحدث في سياق هذا اللقاء عن مضامين البرنامج لمواجهة هذه الظاهرة وتشكيل لجنة علمية تتضمن عدة فرق عمل لمباشرة أشغال ميدانية ومواكبة النحالين. وفيما يلي نص هذا الحوار:
بداية، أثارت ظاهرة اختفاء النحل الكثير من الاستفهامات، فما هي التفسيرات والأسباب التي تم استنتاجها حتى الآن؟ وما مدى الأضرار المسجلة؟
فيما يخص ظاهرة اختفاء النحل والتي تعرف بظاهرة انهيار طوائف النحل، وبعد التحريات الأولية التي قامت بها المصالح البيطرية الإقليمية التابعة لمكتب "اونسا"، توصلنا إلى أنها ظاهرة جديدة من نوعها بالمغرب، والتي تم الكشف عنها عند بعض مربي النحل في بعض المناطق بدرجات متفاوتة، وتتجلى هذه الظاهرة في اختفاء النحل من الخلية دون عودة، حيث تبقى فقط الملكة وبعض النحلات الشغالات، وتعزى هذه الظاهرة الى وجود عدد من المسببات والعوامل المتداخلة، منها جوانب بيئية كقلة المراعي من حيث الكمية وكذا جودتها، ثم عوامل بيولوجية ومناخية خاصة ندرة التساقطات، وكذا ممارسات مرتبطة بكيفية تربية النحل.
وخلال التحريات في عدة مناطق قامت الفرق الإقليمية بأخذ عينات من خلايا النحل لإجراء تحاليل مخبرية أبانت أن الظاهرة لا يمكن أن نربطها بمرض من الأمراض التي تصيب النحل عادة، لكن ما ينبغي توضيحه للرأي العام أن هذه الظاهرة تُسجل لأول مرة في المغرب، لكنها ظاهرة سبق أن عرفتها دول أخرىمنذ 2006 وتعايشت معها، حيث تكشف الأبحاث والدراسات المتواجدة عن رصدها في أوروبا وأمريكا والقارة الافريقية، والبارز في هذه الدراسات عدمتطرقهالسبب معين، لتداخل عدة أسباب.
أما بالنسبة للأضرار، فالمكتب لا يمكنه تحديد مدى الخسائر لأن مجال تدخله ينحصر فيما يهم الصحة الحيوانية.
كيف تسنى لمكتب "أونسا" التنبه لهذه الظاهرة؟
"صفارة الإنذار" أتت من شكايات تلقيناها من الفدرالية البيمهنية لمربي النحل بالمغرب كمخاطب لأونسا، فجندنا سريعا مصالحنا للقيام بمعاينات ميدانية وتحديد الأقاليم والعمالات والجهات المتضررة، لأننا كنا نحتاج لمعلومات وبائية مهمة،سيما وأن الجميع في البداية كان يتحدث عن مرض، وبالتالي فعمل المصالح البيطرية التابعة لأونسا شمل 21 عمالة وإقليم، و23 ألف خلية و173 نحال، واتضح أن مناطق مصابة وأخرى غير مصابة، وبالمناسبة فتحرياتنا لا تزال مستمرة، بحيث نجري مسحا على صعيد المغرب ككل، من خلال عشر مديريات جهوية و70 مصلحة بيطرية بهدف تجميع كل المعلومات وبشكل شامل، وضبط كل المعطيات بخصوص هذه الظاهرة ونتائجها.
كما نستحضر تجارب الدول التي سبقتنا في مواجهة هذه الظاهرة، وكما سبق أن أوضحت العوامل المؤدية لها متعددة ومجال التدخل كذلك يستدعي بدورهاستحضار عدة جوانب لكي نجد الحل لكل عامل على حدة.
ماهي الخطوات التي تم اتباعها بعد إجراء التحريات الميدانية؟
تم عقد اجتماع عاجل على المستوى الحكومي، وتم تنزيل برنامج بغلاف 130 مليون درهم يتضمن مجموعة إجراءات.
أولا، المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغدائية سينظم حملة وطنية من أجل محاربة داء الفارواز كمرض طفيلي معروف منذ الثمانينيات، ومربو النحل يتعايشون معه، والمكتب بالمناسبة سبق أن نظم مؤخرا في أواخر 2021 حملة وطنية لعلاج الفارواز قبل بروز الظاهرة، من شتنبر حتى دجنبر 2021.
ثم هناك برنامج تحسيسي وتكويني لمربي النحل بغاية تجويد ممارسات تربية النحل. إضافة إلى تشكيل لجنة علمية وطنية متعددة التخصصات، لمواصلة الدراسات والأبحاث، لأن هذه الظاهرة والإحاطة بكل جوانبها يتطلب وقتا وزيارات ميدانية لصياغة مخرجات وتوصيات تتوافق مع البيئة التي يعيش فيها النحل،
أيضا وضع برنامج لإعادة إعمار خلايا النحل. وتعزيز نظام المراقبة وتتبع الوفيات عند النحل، فنحن لدينا برنامج اليقظة الوبائية والذي من خلاله نتتبع كل الأمراض الحيوانية بما فيها أمراض النحل، والأمراض التي تهدد الخلايا مقننة وعددها خمسة وهي ذات تبليغ إجباري.
محور أساسي في البرنامج يهم إعداد قاعدة وطنية من أجل تسجيل بيانات مربي النحل، وهي نقطة مهمة جدا تمكن من تنظيم الترحال والتنقل بحثا عن المراعي الخصبة أو النباتات العطرية التي يبحثون عنها، فهذه القاعدة تسمح بالتتبع traçabilité)) وتنظيم عملية الترحال، بما يتيح التدبير المعقلن للموارد الغذائية في المراعي وتفادي الضغط على جهة دون أخرى، أو نقل طوائف نحل تفوق ما يمكن أن تستوعبه المراعي.
هل من خطوات أخرى مواكبة لهذا البرنامج الذي تفضلتم بتفصيله، خاصة وان المطلب الملح للنحالين هو تقديم الحل في أسرع وقت، وتوفير الأدوية في الصيدليات ولدى البياطرة؟
أولا كانت صياغة برنامج العمل، والذي يعتبر في حد ذاته خطوة جد هامة، وستكون اجتماعات متواصلة مع كل الأطراف المتدخلة، لمعرفة متطلبات كل طرف.وما ينبغي تأكيده هو أنه منذ أن بدأت الظاهرة بدأنا العمل مع الفيدرالية البيمهنية لمربي النحل، ومديرية تربية سلاسل الإنتاج، والمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، والمعهد الوطني للزراعة والبيطرة، والمعهد الوطني للبحث الزراعي، وشكلنا فرق عمل متعددة ستتكلف بكل مجال إما الأبحاث والدراسات العلمية، أو التوعية والتحسيس، أو التكوين، وهناك الأطباء البياطرة الخواص عن طريق هيئة الأطباء البياطرة، والمصالح البيطرية الخارجية التابعة لأونسا، ومجموعة خاصة تشتغل على الممارسات الجيدة لتربية النحل، كل هذا لكي نمرر رسالة موحدة لمربي النحل أننا سنكون بجانبهم، وبخصوص حملة مكافحة الفارواز، فكما هو في علمكم تعتبر"أونسا" مؤسسة عمومية، وبالتالي لابد من طرح طلبات عروض واقتناء مواد علاج الفارواز، وبمجرد ما سنتوصل بها سنشرع مع الفيدرالية البيمهنية والمديريات الجهوية للفلاحة وباقي المتدخلين في تحديد أجندة زمنية للحملة والمناطق المستهدفة، فالتدخل يتطلب الوقت الملائم، لأن داء الفارواز له فترة معينة ولا يمكن أن نداوي النحل وهو سينتج العسل لتفادي الرواسب أو البقايا الملوثة للعسل والتي قد تهدد صحة المستهلك، لذلك هناك مجموعة عوامل تؤخذ في الاعتبار قبل مباشرة العلاج.
هذه التدابير مهمة، ولكن ما يجب تأكيده هو ضرورة طمأنة النحالين...
جانب الطمأنة أساسي، والإعلام كذلك يلعب هذا الدور، ونحن من جانبنا حاولنا أن نكون قريبين من الظاهرة، فعندما يكون سبب ونقوم بتشخيصه نتوصل إلى حل، ولكن بما أن الظاهرة متشعبة ومعقدة تتشابك فيها العوامل والمسببات، فمن الصعب الحديث عن حل معين، نحن كنا نتمنى أن يكون الأمر بهذه السهولة ونقدم الحل الأنجع، لذلك تضمن البرنامج عدة محاور تبعا لنتائج الدراسة الأولية، وبناء على الأبحاث الموالية يمكن أن نعزز البرنامج بتدابير أخرى.