العلم الإلكترونية - الرباط
في مقالٍ له نشرته صحيفة (واشنطن بوست) السبت الماضي، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه ينبغي في وقت نسعى إلى السلام، إعادة توحيد قطاع غزة والضفة الغربية في بنية حكمٍ واحدةٍ، وفي ظل سلطة فلسطينية متجددة، فيما نعمل جميعاً من أجل حلٍ يقوم على مبدإ الدولتين. وقد أثار مصطلح (سلطة فلسطينية متجددة) الوارد في مقال الرئيس الأمريكي، علامات استفهام كثيرة، مما جعل بعض المراقبين يعودون إلى المادة الرابعة و العشرين من البيان الختامي للقمة العربية والإسلامية التي عقدت بالرياض يوم 11 نوفمبر الجاري، التي جاء فيها (التأكيد على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، و دعوة الفصائل والقوى الفلسطينية للتوحد تحت مظلتها ، وأن يتحمل الجميع مسؤولياته في ظل شراكة وطنية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية). وتُكمل المادةُ الثلاثون من بيان قمة الرياض، المادةَ الرابعةَ والعشرين، التي تنص على (تفعيل شبكة الأمان المالية العربية الإسلامية وفقاً لقرار الدورة الرابعة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامية وقرارات القمة العربية، لتوفير المساهمات المالية والدعم المالي والاقتصادي والإنساني لحكومة دولة فلسطين ووكالة الأونروا).
في مقالٍ له نشرته صحيفة (واشنطن بوست) السبت الماضي، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه ينبغي في وقت نسعى إلى السلام، إعادة توحيد قطاع غزة والضفة الغربية في بنية حكمٍ واحدةٍ، وفي ظل سلطة فلسطينية متجددة، فيما نعمل جميعاً من أجل حلٍ يقوم على مبدإ الدولتين. وقد أثار مصطلح (سلطة فلسطينية متجددة) الوارد في مقال الرئيس الأمريكي، علامات استفهام كثيرة، مما جعل بعض المراقبين يعودون إلى المادة الرابعة و العشرين من البيان الختامي للقمة العربية والإسلامية التي عقدت بالرياض يوم 11 نوفمبر الجاري، التي جاء فيها (التأكيد على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، و دعوة الفصائل والقوى الفلسطينية للتوحد تحت مظلتها ، وأن يتحمل الجميع مسؤولياته في ظل شراكة وطنية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية). وتُكمل المادةُ الثلاثون من بيان قمة الرياض، المادةَ الرابعةَ والعشرين، التي تنص على (تفعيل شبكة الأمان المالية العربية الإسلامية وفقاً لقرار الدورة الرابعة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامية وقرارات القمة العربية، لتوفير المساهمات المالية والدعم المالي والاقتصادي والإنساني لحكومة دولة فلسطين ووكالة الأونروا).
وحول هذا المعنى دارت المُسَلمة الثالثة من المسلمات البديهية التي أوردها خطاب جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، أمام القمة العربية والإسلامية غير العادية في العاصمة السعودية، وفيها (لا بديل عن تقوية السلطة الفلسطينية بقيادة أخي الرئيس محمود عباس أبو مازن) .
وبالعودة إلى قرارات القمة العربية المنعقدة بالرباط سنة 1974 ، نجد أن المملكة المغربية التي استضافت القمة، هي التي وقفت وراء اعتماد القرار التاريخي الذي يعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. وهو القرار الذي أعطى للقضية الفلسطينية مزيداً من الشرعية، وجنبها الضياع نتيجة لتعدد اللاعبين في الساحة الفلسطينية في تلك الفترة .
وتطرح الدول السبع والخمسون الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، ومنها إثنتان وعشرون دولة عضواً في جامعة الدول العربية، السؤال المحوري التالي: ماذا يقصد الرئيس الأمريكي بمصطلح (سلطة فلسطينية متجددة) في مقاله المنشور في (واشنطن بوست)؟. هل يعني تجاوز السلطة الفلسطينية التي هي وليس غيرها، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، باعتبارها منبثقة عن منظمة التحرير الفلسطينية؟. إذا كان المقصود هو ذاك، فهذا معناه الرد غير المباشر على أحد قرارات القمة العربية والإسلامية بالرياض، والحال أن هذه القمة الأولى من نوعها، قد دعت في المادة التاسعة والعشرين من بيانها إلى (عقد مؤتمر دولي للسلام في أقرب وقت ممكن، تنطلق من خلاله عملية سلام ذات مصداقية على أساس الشرعية الدولية، ومبدأ الأرض مقابل السلام، ضمن إطار زمني محدد و ضمانات دولية ).
ولكن كيف يمكن عقد مؤتمر دولي للسلام والولايات المتحدة الأمريكية ترفض على لسان رئيسها جو بايدن الدعوات المتزايدة لوقف إطلاق النار في غزة ، لأن ذلك لن يحقق السلام ؟ .
إننا أمام أزمة غير مسبوقة ، كما جاء في الخطاب الملكي السامي أمام قمة الرياض ، يزيدها تعقيداً تمادي إسرائيل في عدوانها السافر على المدنيين، ويضاعف من حدتها صمت المجتمع الدولي، وتجاهل القوى الفاعلة للكارثة الإنسانية التي يعيشها أهالي غزة و الضفة معاً ، علاوة على عجز مجلس الأمن الدولي . فأي معنى يبقى لقول الرئيس الأمريكي إننا نسعى إلى السلام ونعمل معاً لحل يقوم على مبدإ الدولتين؟.
الواقع أن العالم دخل خلال العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة ، متاهةً لا يعرف أحد كيف الخروج منها . فليتحمل الجميع مسؤولياته أمام التاريخ .