2023 يوليو/جويلية 19 - تم تعديله في [التاريخ]

إعلان روسيا‭ ‬توقيف‭ ‬اتفاق‭ ‬تصدير‭ ‬الحبوب‭ ‬يلقي‭ ‬بظلاله‭ ‬على‭ ‬بلادنا

مخزون‭ ‬القمح‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬ضعيف‭ ‬جدا‭ ‬والحكومة‭ ‬مطالبة‭ ‬بالبحث‭ ‬عن‭ ‬مزود‭ ‬جديد


العلم الإلكترونية - وكالات 
 
ما‭ ‬زالت‭ ‬آثار‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭ ‬ترخي‭ ‬بظلالها‭ ‬على‭ ‬تزود‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬المغرب‭ ‬بالقمح،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬بلادنا‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬المستوردين‭ ‬للقمح‭ ‬الأوكراني‭ ‬الذي‭ ‬تأثر‭ ‬بالحرب‭ ‬،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاقات‭ ‬بين‭ ‬الأطراف‭ ‬المتنازعة‭ ‬لإمكانية‭ ‬تصدير‭ ‬قمحها‭ ‬،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬عدم‭ ‬احترام‭ ‬جهة‭ ‬معينة‭ ‬لهذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬يعود‭ ‬بالوضع‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬الصفر،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬أعلن‭ ‬المتحدث‭ ‬الرسمي‭ ‬باسم‭ ‬الكرملين‭ ‬دميتري‭ ‬بيسكوف،‭ ‬أول‭ ‬أمس‭ ‬الإثنين،‭ ‬توقف‭ ‬اتفاق‭ ‬الحبوب،‭ ‬وأكد‭ ‬إمكانية‭ ‬عودة‭ ‬روسيا‭ ‬إليه،‭ ‬على‭ ‬الفور،‭ ‬بمجرد‭ ‬تنفيذ‭ ‬الجزء‭ ‬الروسي‭ ‬منه‭.‬
 
من‭ ‬جانبها،‭ ‬قالت‭ ‬المتحدثة‭ ‬الرسمية‭ ‬باسم‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الروسية،‭ ‬ماريا‭ ‬زاخاروفا،‭ ‬إن‭ ‬روسيا‭ ‬أبلغت‭ ‬نفس‭ ‬اليوم‭ ‬كلا‭ ‬من‭ ‬تركيا‭ ‬وأوكرانيا‭ ‬والأمانة‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬باعتراضها‭ ‬على‭ ‬تمديد‭ ‬“صفقة‭ ‬الحبوب”‭. ‬حسب‭ ‬وكالة‭ ‬“انترفاكس”‭.‬
 
وكان‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الروسي‭ ‬قد‭ ‬أكد،‭ ‬في‭ ‬الاجتماع‭ ‬46‭ ‬لمجلس‭ ‬وزراء‭ ‬خارجية‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للبحر‭ ‬الأسود،‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬ينفذ‭ ‬الجزء‭ ‬الروسي‭ ‬صفقة‭ ‬الحبوب‭ ‬فلن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬حديث‭ ‬عن‭ ‬تمديدها‭.‬
 
وقد‭ ‬تم‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬صفقة‭ ‬الحبوب‭ ‬بمبادرة‭ ‬من‭ ‬أنقرة،‭ ‬وباتفاق‭ ‬بين‭ ‬روسيا‭ ‬وأوكرانيا‭ ‬والأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬حيث‭ ‬تنص‭ ‬الاتفاقية‭ ‬على‭ ‬تصدير‭ ‬الحبوب‭ ‬الأوكرانية‭ ‬عبر‭ ‬ممر‭ ‬إنساني‭ ‬فتحه‭ ‬الأسطول‭ ‬الروسي‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأسود،‭ ‬شريطة‭ ‬إتاحة‭ ‬وصول‭ ‬الحبوب‭ ‬والأسمدة‭ ‬الروسية‭ ‬إلى‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية‭.‬
إلا‭ ‬أن‭ ‬الجزء‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬الصفقة،‭ ‬المتعلق‭ ‬بوصول‭ ‬الحبوب‭ ‬والأسمدة‭ ‬الروسية‭ ‬إلى‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية،‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذه‭ ‬نظرا‭ ‬لوقوف‭ ‬العقوبات‭ ‬الغربية‭ ‬حجر‭ ‬عثرة‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬تطبيق‭ ‬الاتفاقية‭.‬
 
وتعاقب‭ ‬شركات‭ ‬التأمين‭ ‬وخدمات‭ ‬الموانئ‭ ‬السفن‭ ‬التي‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬روسيا،‭ ‬كما‭ ‬ترفض‭ ‬أوكرانيا‭ ‬إطلاق‭ ‬خط‭ ‬أنابيب‭ ‬الأمونيا‭ ‬الذي‭ ‬يوفر‭ ‬الإمدادات‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬وقامت‭ ‬قوات‭ ‬كييف‭ ‬لاحقا‭ ‬بتفجير‭ ‬الخط‭ ‬بعد‭ ‬إعلان‭ ‬روسيا‭ ‬تعليق‭ ‬تسجيل‭ ‬السفن‭ ‬الأوكرانية‭ ‬في‭ ‬الموانئ‭ ‬حتى‭ ‬إطلاق‭ ‬خط‭ ‬أنابيب‭ ‬الأمونيا‭.‬
 
وكان‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭ ‬قد‭ ‬أشار،‭ ‬في‭ ‬محادثة‭ ‬هاتفية،‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬سيريل‭ ‬رامافوزا‭ ‬إلى‭ ‬العوائق‭ ‬القائمة‭ ‬أمام‭ ‬الصادرات‭ ‬الروسية،‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬ينبغي‭ ‬إزالتها‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬اتفاق‭ ‬الحبوب،‭ ‬وشدد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الالتزامات‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬مذكرة‭ ‬روسيا‭ ‬والأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬والخاصة‭ ‬بإزالة‭ ‬العوائق‭ ‬أمام‭ ‬تصدير‭ ‬الأغذية‭ ‬والأسمدة‭ ‬الروسية،‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذها‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬وإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬لم‭ ‬يتحقق‭ ‬أيضا‭ ‬الهدف‭ ‬الرئيسي‭ ‬من‭ ‬الاتفاق،‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬توريد‭ ‬الحبوب‭ ‬إلى‭ ‬البلدان‭ ‬المحتاجة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬القارة‭ ‬الإفريقية‭.‬
 
‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬سنة‭ ‬فلاحية‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬المتوسط‭ ‬يضطر‭ ‬المغرب‭ ‬إلى‭ ‬استيراد‭ ‬حاجياته‭ ‬من‭ ‬القمح‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المصادر‭ ‬،‭ ‬أهمها‭ ‬أوكرانيا‭ ‬،‭ ‬ومن‭ ‬شأن‭ ‬أي‭ ‬اختلال‭ ‬في‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬التي‭ ‬تسمح‭ ‬بتوريد‭ ‬القمح‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬البلد،‭ ‬أن‭ ‬تنعكس‭ ‬حتما‭ ‬على‭ ‬الواردات‭ ‬المغربية‭ ‬،‭ ‬مما‭ ‬يضطر‭ ‬الحكومة‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬مناشئ‭ ‬بديلة‭ ‬لتوريد‭.‬
 
وكان‭ ‬المكتب‭ ‬الوطني‭ ‬المهني‭ ‬للحبوب‭ ‬والقطاني‭ ‬قد‭ ‬ذكر‭ ‬على‭ ‬موقعه‭ ‬الإلكتروني‭ ‬أنه‭ ‬سيقدم‭ ‬دعما‭ ‬لاستيراد‭ ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬2‭.‬5‭ ‬مليون‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬قمح‭ ‬الطحين‭ ‬بين‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬يوليو‭ ‬إلى‭ ‬30‭ ‬شتنبر‭ ‬2023،‭ ‬وقال‭ ‬المكتب‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬له‭ ‬إن‭ ‬السلطات‭ ‬ستقدم‭ ‬دعما‭ ‬لمناشئ‭ ‬القمح‭ ‬التي‭ ‬تشمل‭ ‬روسيا‭ ‬وأوكرانيا‭ ‬وفرنسا‭ ‬وألمانيا‭ ‬والأرجنتين‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭.‬
 
وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬بموجب‭ ‬الخطة‭ ‬سيُدفع‭ ‬للمستوردين‭ ‬كل‭ ‬شهر‭ ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬تكلفة‭ ‬القمح‭ ‬الأجنبي‭ ‬وسعر‭ ‬الاستيراد‭ ‬المرجعي‭ ‬البالغ‭ ‬270‭ ‬درهم‭ ‬للقنطار‭ ‬أي‭ ‬يعادل‭ ‬271‭.‬60‭ ‬دولارا‭ ‬للطن‭.‬
 
وستحافظ‭ ‬الخطة‭ ‬على‭ ‬إجراء‭ ‬اتُخذ‭ ‬خلال‭ ‬حملة‭ ‬الاستيراد‭ ‬السابقة‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الجاري،‭ ‬والذي‭ ‬يسمح‭ ‬للمستوردين‭ ‬بتلقي‭ ‬الدعم‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬تحميل‭ ‬الشحنات‭ ‬بحلول‭ ‬نهاية‭ ‬الشهر،‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬السفن‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المغرب‭ ‬بحلول‭ ‬نهاية‭ ‬الشهر‭..‬
غير‭ ‬أن‭ ‬الاضطرابات‭ ‬الطارئة‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬بسبب‭ ‬تداعيات‭ ‬الحرب‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬الاستيراد‭ ‬وبالتالي‭ ‬على‭ ‬الاحتياطي‭ ‬المتوفر‭ ‬من‭ ‬القمح‭ ‬الموجه‭ ‬للاستهلاك‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يتعدى‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر،‭ ‬وقد‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬شهرين‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬استمر‭ ‬الوضع‭ ‬على‭ ‬حاله،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬مخزون‭ ‬القمح‭ ‬اللين‭ ‬الذي‭ ‬تتوفر‭ ‬عليه‭ ‬المطاحن‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬احتياطيا،‭ ‬بل‭ ‬أصبح‭ ‬آنيا؛‭ ‬إذ‭ ‬تعتمد‭ ‬عليه‭ ‬المطاحن‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬الخبز‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تقلبات‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية‭.‬
 



في نفس الركن