2024 يونيو/جوان 25 - تم تعديله في [التاريخ]

إضرابات مهنيي الصحة تنعكس بشكل خطير على أقسام المستعجلات والقادم أسوأ

التنسيق النقابي يعلن التصعيد وضمنه مقاطعة الفحوصات الطبية وبرنامج العمليات الجراحية غير المستعجلة ؟


العلم - نعيمة الحرار

يبدو أن منسوب الاحتقان داخل قطاع الصحة في تزايد نتيجة عدم تفاعل الحكومة مع الإضرابات المتتالية  التي يخوضها المهنيون طلبا لتنفيذ اتفاق 29 دجنبر 2023 الموقع بين الوزارة الوصية والنقابات الممثلة لشغيلة القطاع، وهو ما دفع التنسيق النقابي المكون من ثمان نقابات تمثل الشغيلة الصحية، الى اصدار بلاغ سادس ضمنته برنامجا نضاليا تصعيديا غير مسبوق سيكون له الأثر المباشر على المواطن المريض الذي يبحث عن العلاج خاصة أن ضمنه ستأتي مرحلة مقاطعة الفحوصات وحتى العمليات الجراحية غير المستعجلة..
 
برنامج التنسيق النقابي يتمثل في خوض إضراب وطني لمدة 3 أيام 25-26-27يونيو2024 ما عدى أقسام المستعجلات والإنعاش، مع تنفيذ مسيرات أو وقفات احتجاجية جهوية أو إقليمية، وضمن البرنامج تنفيذ إضراب وطني لمدة ثلاثة أيام 2-3-4يوليوز2024 مع تنظيم مسيرة وطنية حاشدة بالرباط يوم 3 يوليوز ابتداء من الساعة 12 زوالا، انطلاقا من باب الأحد في اتجاه البرلمان ، وضمن برنامج شهر يوليوز تنظيم اضراب وطني لمدة  ثلاثة أيام 9-10-11 وأيام 16-17-18 منه  ما عدى أقسام المستعجلات والانعاش ، وأكد بلاغ التنسيق النقابي الذي تتوفر"العلم" على نسخة منه  أنه خلال مدة الإضرابات ستستمر مقاطعة تقارير البرامج الصحية والحملات والتغطيات والاجتماعات مع الإدارة، وابتداء من يوم الاثنين 15 يوليوز 2024سيتم البدء في تنفيذ مقاطعة كل البرامج الصحية ومقاطعة تقاريرها، ومقاطعة الوحدات المتنقلة والقوافل الطبية، و مقاطعة برنامج العمليات الجراحية باستثناء المستعجلة منها..
 
وفي زيارة ميدانية لقسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط خلال يوم إضراب، كانت حالة الاكتظاظ  صادمة مرضى ومصابون قضوا الساعات في انتظار معاينة الطبيب ، والكثير منهم دخل في مشاداة مع حارس الأمن الخاص الذي يحاول جاهدا إيقاف دفق المرضى والمصابين للداخل حيث توجد أقسام الفحوصات والاشعة والعمليات، فيما كان زميل له يلح على احترام كل واحد  لدوره وهو ما كان مستحيلا بعد تأكيد كثيرين أنهم ينتظرون لأكثر من خمس ساعات، وسيارات الإسعاف تأتي بمصابين في حوادث سير أو حالات مستعجلة  والكل كان مستعجلا ..مسنون شبه غائبين عن الوعي في كراسي متحركة تعلوهم صفرة الموت، ينتظرون دورهم الذي قد يأتي أو لا يأتي للدخول عند الطبيب وأهلهم في حالة احتقان وسخط  ..
 
أطباء وممرضون واداريون يعانون إرهاقا شديدا بدا واضحا على وجوههم ،  طبيبة أكدت  أن سبب الاكتظاظ المهول  هو أن المرضى لما علموا بإضراب الأقسام الأخرى جاءوا ل"المستعجلات" ، فيما عبرت إدارية في قسم الفوترة  أن الضغط كبير واليوم كان شاقا بالنسبة لها ، فيما  دخل أهل بعض المرضى في حالة هستيريا، لأن وضعية مريضهم صعبة وخطيرة، وضمن  وجودنا بمستعجلات ابن سينا عاينا مدى تفاني الجهاز الطبي والتمريضي، حيث كان طبيب شاب مختص في جراحة العظام يراجع تقارير أشعة المرضى ويجري الفحص تلو الآخر وبمعنويات عالية، وكيف كان يخاطب بلباقة  المسنين منهم.. فيما كان عاملون يدفعون أسرة تحمل مرضى  الى قاعة العملياتـ أو الفحص ..
 
ووسط الزحام غير العادي للمرضى انسحبنا من قسم المستعجلات وكانت إحدى سيارات الإسعاف تنزل مصابين في حادثة سير...وطبعا لم يكن أحد في استقبالهم فالطاقم الطبي والإداري كان بدوره يحتاج لمن يدعمه ..غادرنا وصراخ أهل بعض المرضى ارتفع يائسا متوسلا إنقاذ مريضهم الذي دخل حسب أحدهم في حالة احتضار..
 
ومن أحد التقنيين علمنا أن قسم المستعجلات بابن سينا بالرباط  في حالته تلك هو الأكثر تنظيما بين باقي المستشفيات..
 
ويبقى السؤال الى متى سيستمر هذا الوضع داخل قطاع له علاقة مباشرة بصحة المواطن المغربي فهناك إضرابات وطنية، وهناك صمت حكومي وهناك مرضى بالآلاف يحتاجون للعلاج والخلاص من آلامهم ؟



في نفس الركن