العلم الإلكترونية - بقلم يونس التايب
تأكد، هذا الصباح، أن انتشار أوميكرون ماض بسرعة في كل دول العالم. في فرنسا، مثلا، تم رصد 240 حالة، و تتوقع مصادر رسمية أرقاما أكبر، قبل نهاية الأسبوع. أما في بريطانيا، فمن بين كل الإصابات الجديدة التي تسجل يوميا بفيروس كورونا، تأكد أن 50% هي من سلالة أوميكرون و الباقي بفيروس دلطا. و حسب منظمة الصحة العالمية، أوميكرون موجود فعليا في ثمانين دولة صرحت بذلك حتى الآن.
تأكد، هذا الصباح، أن انتشار أوميكرون ماض بسرعة في كل دول العالم. في فرنسا، مثلا، تم رصد 240 حالة، و تتوقع مصادر رسمية أرقاما أكبر، قبل نهاية الأسبوع. أما في بريطانيا، فمن بين كل الإصابات الجديدة التي تسجل يوميا بفيروس كورونا، تأكد أن 50% هي من سلالة أوميكرون و الباقي بفيروس دلطا. و حسب منظمة الصحة العالمية، أوميكرون موجود فعليا في ثمانين دولة صرحت بذلك حتى الآن.
وعليه، من المؤكد أننا بصدد التفاعل مع سلالة فيروسية في طريقها لاكتساح المشهد، في انتظار ما ستكشف عنه الأسابيع المقبلة من سلالات أخرى جديدة ستكون بمواصفات مختلفة و متطورة، و ربما أكبر أثرا.
في المغرب، أفادت وزارة الصحة و الحماية الاجتماعية، أمس الأربعاء، أن الحالة المكتشفة لسيدة مصابة بفيروس كورونا من سلالة أوميكرون، بينت التحاليل المختبرية أنها تطورت محليا. هذا يعني أننا قد نكتشف حالات مماثلة أخرى في مدينة الدار البيضاء و في مدن غيرها، لأن الفيروس يتحور من تلقاء ذاته، و ما ظهر هنا قد يظهر هناك.
لكن، ضمن هذا الواقع الذي يحمل صورة سلبية، يبقى أن هنالك معطيات إيجابية :
- أولا، لحدود الساعة، لا زال مؤكدا أن الجرعة الثالثة من التلقيح تمنح مناعة فردية حقيقية مهمة ضد العدوى. و رغم كون الإصابة تبقى ممكنة من جديد، بنسبة 30% بين من استفادوا من التلقيح، إلا أن الإصابة لا تؤدي لغرف الإنعاش و الوفاة. و الحالة التي توفيت في بريطانيا قبل يومين، بسبب أوميكرون، كانت لشخص لم يكن ملقحا.
- ثانيا، لا زالت "الكمامة" تحمي من اختراق الفيروس عبر الأنف أو الفم. و هذا هو سد الدفاع الأول الذي يتعين أن نتحصن وراءه.
- ثالثا، لا يزال "تعقيم اليدين" يقتل الفيروسات و يمنع نقلها للذات عندما نلمس أعيننا، أو وجوهنا بشكل عام، بأيدينا و هي غير معقمة أو غير مغسولة جيدا.
ماذا نستنتج مما سبق؟؟ نستنتج أنه لدينا في المغرب، كما في دول العالم، حلول للتصدي للوباء، هي استمرار التعبئة من أجل التلقيح و تقوية الوتيرة و المرور بسرعة إلى أخذ الحقنة الثالثة لمن استوفى شرطها، و العودة إلى ارتداء الكمامة في الأماكن العامة، و احترام التباعد الجسدي، و تجنب التجمعات، و تعقيم الأيادي باستمرار.
ليس هنالك حل غير هذا، و إلا سنعود إلى نقطة الصفر، في المجال الاقتصادي و في حياتنا اليومية عموما، و ستنهار الوضعية الاجتماعية لعدد كبير من الأسر و المستخدمين و أصحاب الحرف و قطاعات إنتاجية كثيرة.
و يبقى من المهم جدا، و نحن نتحدث عن خطر سرعة انتقال العدوى بواسطة سلالة أوميكرون، أن ننتبه إلى أن أسوأ شيء يمكن أن نقع فيه هو ترك الناس يستسلمون للخوف أو القلق السلبي، بسبب غرقهم بين معلومات صحيحة و أخرى خاطئة، و عدم تطوير التواصل التوعوي عبر متواصلين جدد يقدمون شروحات رصينة، بأسلوب مقنع يبين حقيقة الوضع القائم و كيفية الصمود أمامه حتى الخروج من الأزمة سالمين.
بكل وضوح، الظرف ستكون دقيقة جدا، خلال الأيام القادمة، لذا نحتاج إلى استعمال العقل و المنطق، و مخاطبة ذكاء الناس، و المراهنة على روح المسؤولية لديهم، و تشجيع التعاطي بهدوء مع مستجدات الوضع الوبائي، و تعزيز ثقة المواطنين في أنفسهم و في منظومة تأطير الحملة الوطنية للتلقيح، و تكثيف التآزر بين مكونات المجتمع عبر انضباط الأفراد لمستلزمات الوقاية.
و لا شك، نحتاج في هذه المرحلة إلى خطاب يرفع معنويات الناس، لمواجهة الواقع بثقة في أنه بإمكاننا أن لا ننهزم في هذه المعركة، و أن الأفق الوحيد المتاح لنا كمغاربة، هو الانتصار. لذلك، علينا أن نساهم عبر نشر ثقافة إيجابية من حولنا، لتعزيز يقين المواطنين بأن تحقيق التغلب على الوباء، ممكن جدا بشرط الأخذ بمستلزمات الحماية التي يعرفها كل الناس، لكن كثيرا منهم يستهترون بها، للأسف، ظنا منهم بأن الخطر قد زال، بينما الحقيقة هي أننا نوجد في قلب عهد وبائي جديد مستمر و المعركة تتطلب النفس الطويل و التركيز.