العلم الإلكترونية - الرباط
قال زعيم منطقة دونيتسك الانفصالية إنه لا يرى سبباً لتغيير حكم الإعدام الصادرمن المنطقة الانفصالية بحق مغربي وبريطانيين بتهمة القتال في صفوف القوات الأوكرانية في وقت تتزايد فيه الانتقادات لحكم الإعدام بحق الأشخاص الثلاثة.
قال زعيم منطقة دونيتسك الانفصالية إنه لا يرى سبباً لتغيير حكم الإعدام الصادرمن المنطقة الانفصالية بحق مغربي وبريطانيين بتهمة القتال في صفوف القوات الأوكرانية في وقت تتزايد فيه الانتقادات لحكم الإعدام بحق الأشخاص الثلاثة.
وعبرت الأمم المتحدة الجمعة الماضي عن قلقها بعد صدور حكم الإعدام على أسرى الحرب من قبل الانفصاليين الموالين لروسيا.
وقالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان رافينا شمدساني «منذ عام 2015، لاحظنا أن ما يسمى النظام القضائي لهذه الجمهوريات المعلنة أحادياً لا يفي بالضمانات الأساسية لمحاكمة عادلة، مثل الجلسات العلنية، واستقلال المحاكم وحيادها، والحق في عدم الإكراه على الشهادة».
وتعرّضت حكومة المملكة المتحدة لضغوط من أجل الدفع باتّجاه الإفراج عن المغربي إبراهيم سعدون والبريطانيين المحكوم عليهما بالإعدام , فيما لا زالت الحكومة المغربية لم تصدر أي تعليق في شأن مواطنها الشاب إبراهيم المحكوم بالاعدام .
وطنيا جذبت قضية الطالب المغربي المحكوم اهتمام قنوات التواصل الاجتماعي التي غزاها وسم : “ انقذوا إبراهيم سعدون “ , كما وجهت جمعية «الصداقة المغربية الروسية»، ملتمساً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للتدخل لعدم تنفيذ إعدام الطالب إبراهيم لـ»اعتبارات إنسانية» و»اعتباراً للظروف المحيطة به في عمليات عسكرية لا تعنيه من قريب أو من بعيد، ومراعاة لحداثة سنه».
بالمقابل، طالب بيان مشترك أصدره «الائتلاف المغربي ضد عقوبة الإعدام» و»شبكة المحاميات والمحامين ضد عقوبة الإعدام» و»شبكة الصحفيات والصحفيين ضد عقوبة الإعدام» بضرورة تحرك السلطات المغربية «لإنقاذ حياة المواطن المغربي إبراهيم والمطالبة بضمان سلامته النفسية والبدنية وإطلاق سراحه وضمان حقه في التوجه للبلد الذي يرغب فيه».
فيما يترقب والده طاهر سعدون نهاية مهلة شهر لتقديم استئناف أمام محكمة «دونيتسك الشعبية» شرقيّ أوكرانيا، دون أن يفقد الأمل في أن تنتهي مأساة فلذة كبده.
يقول سعدون في تصريح لموقع « العربي الجديد » إن ابنه حاصل على الجنسية الأوكرانية في 2020، أي قبل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، «وعلى هذا الأساس يجب أن يعامل كأسير حرب، لا كمرتزق، وبالتالي الحكم عليه بخمس سنوات سجن على أكثر تقدير وليس الإعدام».
ويوضح سعدون الوالد أن ابنه اضطر إلى العمل مترجماً داخل الجيش الأوكراني، بعد الاستعانة به بمعية طلبة معهد علم ديناميكا وتكنولوجيا الفضاء، بالنظر لتمكنه من إتقان الإنكليزية والروسية بطلاقة. كذلك فإنه لم يوقع أي عقد من أجل القتال مع الأوكرانيين.
ويلفت الوالد إلى أن إبراهيم هو المغربي والعربي الوحيد الذي اختير ضمن برنامج تعليمي تموله الدولة الأوكرانية لدراسة علوم الفضاء، وأن ابنه كان في طريقه ليتخرج طياراً، وأنه كان يحلم بأن يتابع دراسته ليصبح رائد فضاء في المستقبل.
ولد إبراهيم سعدون في مدينة الرباط في عام 2001، وعاش طفولته ومراهقته بمدينة آسفي المغربية، قبل أن يقرر قبل 3 سنوات بعد حصوله على شهادة الباكالوريا بميزة حسن جداً الالتحاق بمعهد ديناميكا وتكنولوجيا علوم الفضاء في العاصمة الأوكرانية كييف.
رحلة الاغتراب في أوكرانيا من أجل تحقيق حلمه بأن يصبح رائد فضاء ستتحول في إبريل/ نيسان الماضي إلى جحيم، بعد أن أوقعه حظه السيّئ في أيدي القوات الانفصالية التي سلمته للمحكمة على أنه مقاتل مرتزق.
ومنذ ظهوره، أول مرة، بعد أن انقطعت أخباره عن أسرته، في مقطع فيديو وهو على قناة» يوتيوبر» روسي شهير، يرافق جيش بلاده، صارت قصة إبراهيم تشغل الرأي العام في المغرب، خاصة بعد أن قررت المحكمة التابعة للسلطات الانفصالية الموالية لروسيا في إقليم دونيتسك في شرقأوكرانيا، متابعته بمعية بريطانيين كمرتزقة.
وكانت المحكمة العليا في دونيتسك، قد قضت، أول من أمس الخميس، بإعدام إبراهيم (21 سنة) بتهمة «المشاركة في التحضير للأعمال العدائية وتنفيذها ضد جمهورية الدونيتسك» وكذلك «الارتزاق والتآمر الجماعي لتنفيذ أعمال تهدف إلى الاستيلاء بالقوة على السلطة وتغيير النظام الدستوري لمجلس النواب الشعبي بالقوة».