Quantcast
2022 غشت 9 - تم تعديله في [التاريخ]

أنيروا طريق الأخوة بين الشعبين.. بقلم / / يونس التايب

قبل أيام، أعلن فريق الرجاء البيضاوي عن قراره التعاقد مع 4 لاعبين جزائريين دفعة واحدة، ليعززوا صفوفه خلال الموسم الجديد. ورغم أنه تم تبرير الصفقات الأربع بناء على اعتبارات تقنية وفنية صرفة، إلا أن عددا من المتابعين المغاربة تساءلوا عن جدوى تلك الاستثمارات في وقت يتعين فيه المراهنة على اللاعبين المغاربة وتعزيز مدارس التكوين والتأطير. وفي جميع الأحوال، نحن إزاء حالة غير مسبوقة، لا يمكن إلا أن تكون لها تداعياتها الإيجابية على جمهور الكرة في الجزائر، الذي سيلتفت إلى البطولة الوطنية لكرة القدم ليتابع لاعبي الجزائر الذين ينشطون فيها. كما سيتطلع الشباب إلى متابعة أصداء يوميات حياة لاعبيهم في الدار البيضاء، الذين سيكونون بمثابة سفراء في الاتجاهين وبناة جسور تواصل بين أهل هذه الضفة وتلك.


 
وقد سبق لعدد من المدربين الجزائريين أن لعبوا ذلك الدور، حين عاشوا بيننا وأطروا فرقا رياضية بالمغرب، منها الرجاء مع المدرب الكبير الشيخ رابح سعدان. كما درب بادو الزاكي بالجزائر، وخلف هنالك صدى كبيرا. ويوجد حاليا مدربون جزائريون جيدون بالبطولة المغربية، ومدربون مغاربة بالبطولة الجزائرية. وهو أمر يعزز علاقات التواصل ويقرب بين جماهير كرة القدم في البلدين.  
 
في نفس السياق، مساء أمس، أثارتني تهنئة جميلة موجهة من فريق الرجاء البيضاوي إلى فريق مولودية الجزائر و جمهوره، بمناسبة الذكرى 101 على تأسيس الفريق. تهنئة لن تمر دون أن تخلف صدى إيجابيا لدى جمهور مولودية الجزائر، ينضاف إلى ما لفريق الرجاء البيضاوي من رصيد تعاطف كبير سابق هناك. 
 
تعبيرات جميلة أخرى أثارت الانتباه هذا الأسبوع، خاصة تلك التي وصلتنا من مدينة بريست الفرنسية، حيث نشأت علاقة أخوة طيبة بين لاعب الوداد السابق أشرف داري واللاعب الجزائري يوسف البلايني، زميله في فريقه الجديد "بريست" الذي يلعب في القسم الممتاز بالبطولة الفرنسية. 
 
أشرف داري أبرز باعتزاز كبير صداقته تلك، خلال ندوة صحفية، و هو الأمر الذي أكده يوسف البلايني على حسابه على تويتر، حيث نشر صورة تجمعه مع أشرف، مصحوبة بعبارة "أخي Mon frère". صورة أخرى في تدوينة ثانية، نشرها البلايني مصحوبة براية الجزائر و راية المملكة المغربية، في إشارة لما يربط بين البلدين، أو ما يجب أن يربط بينهما رغم مصائب السياسة. 
 
بكل يقين، نحن في حاجة إلى مثل هذه السلوكات والمواقف الجميلة التي تبهج و تدفع إلى التأمل في مساحات يمكننا استثمارها للتقريب بين الشعبين الشقيقين المغربي والجزائري، عوض تعزيز التنافر و التجافي والإساءات المجانية التي لا ترضي ولا تنفع في شيء. وأتمنى أن تساهم هذه التعبيرات والقرارات الرياضية في كسر ديناميكية التحريض السلبي والعداء المجاني التي تحاول بعض الجهات تكريسها بين الشعبين، خاصة بين الشباب، بالاعتماد على خطابات رديئة وتسفيهية، تخلط بين القضايا والملفات وتروج المغالطات، وتفبرك معطيات بغرض تهييج انفعالات غير صحيحة على حسابات التواصل الاجتماعي، وفي أرض الواقع، كما رأينا ذلك في ألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران، من الجمهور الجزائري بشكل لم نكن نتوقعه بنفس الحدة و القسوة.
 
صحيح أن الاختلافات السياسية والإيديولوجية ستظل ترخي بظلالها على تشكيل وعي الرأي العام في البلدين. و صحيح، أيضا، أن قضية النزاع المفتعل بشأن الصحراء المغربية ستظل حجر عثرة في طريق تنقية الأجواء بين البلدين، طالما لم ترفع الجزائر يدها عن الملف وتتركنا نحله على أساس مقترح الحكم الذاتي ضمن السيادة المغربية. لكن، رغم كل شيء، من الضروري أن ننتصر للأخوة المغربية الجزائرية. و إذا كان ذلك متاحا عبر بوابة كرة القدم، فليكن ذلك، ما دام قد تعذر الأمر، لحدود الساعة، عبر بوابة الديبلوماسية، أو عبر بوابة الإعلام و الثقافة والاقتصاد، حيث لا مبادرات إرادية حقيقية تمت، لا من جانب الأشقاء، ولا من جانبنا نحن أيضا.  
 
وما دام موقفنا مشروعا وقضيتنا عادلة، علينا أن نصبر و نستمر في تذكير إخواننا الجزائريين أننا، مهما غضب بعضنا من بعض، ومهما كانت طبيعة الصراع بين بلدينا، لا معنى لاستمرار التجافي والعداء، لأن ذلك عيب أخلاقي وحضاري، والمنتصر في أي صراع بيننا، كيفما كانت طبيعته وساحته، لن يكون إلا منهزما لأنه لا قيمة لانتصار الأخ على أخيه. 
 

ليرزقنا الله الهداية، لنا جميعا و بصفة خاصة لزمرة التحريض و الاسترزاق، حتى تكف الألسن عن قول السوء، وتجف الأقلام عن كتابة مقالات وتدوينات التحريض، ونعود جميعا إلى كلمة سواء بيننا أن لا يظلم بعضنا بعضا، وأن نعمل ما يقرب بين وجهات نظر أبناء الشعبين الشقيقين لا ما يبعد، وأن نحترم مؤسسات دولتينا ورموزنا الوطنية، وأن نبني جسور الثقة ولا نهدم أسس التواصل، وأن نراعي و نحترم إرث الدماء الزكية للشهداء المغاربة والجزائريين الذين سقطوا في معارك الجهاد المشترك ضد الاستعمار من أجل أن يستقل المغرب وتستقل الجزائر ... 
 
و ... #سالات_الهضرة

بقلم / / يونس التايب

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار