العلم الإلكترونية - عبد الرحمان رفيق
تعتبر تركيا دولة كبيرة وهامة في المنطقة والعالم، ولها علاقاتها وتحالفاتها وعناصر قوتها، ولها أيضا علاقات تجارية واستثمارية هامة مع مصر؛ لهذا يشكل تصالح تركيا مع مصر وتسوية كل الخلافات بينهما بمثابة ترياق الحياة لتركيا، لأنها بدون مصر ستكون دولة معزولة ومنبوذة في محيطها، مع العلم أن البلدين، لا زالا يحتفظان بعلاقات دبلوماسية على مستوى القائم بأعمال السفارة دون مستوى السفراء، كما أن التجارة والاستثمار بين البلدين لم تتوقف طوال السنوات الماضية، وإن لم تتطور أو تأثرت بالسلب قليلا.
تعتبر تركيا دولة كبيرة وهامة في المنطقة والعالم، ولها علاقاتها وتحالفاتها وعناصر قوتها، ولها أيضا علاقات تجارية واستثمارية هامة مع مصر؛ لهذا يشكل تصالح تركيا مع مصر وتسوية كل الخلافات بينهما بمثابة ترياق الحياة لتركيا، لأنها بدون مصر ستكون دولة معزولة ومنبوذة في محيطها، مع العلم أن البلدين، لا زالا يحتفظان بعلاقات دبلوماسية على مستوى القائم بأعمال السفارة دون مستوى السفراء، كما أن التجارة والاستثمار بين البلدين لم تتوقف طوال السنوات الماضية، وإن لم تتطور أو تأثرت بالسلب قليلا.
لكن ما يهمنا هنا، هو تحسن علاقة بين (تركيا و مصر)
وهذا لن يتم إلا بشروط، وأتصور أن تركيا سوف تطالب بالآتي :
- أن يكون لها دور ونصيب في موارد الغاز في منطقة مياه شرق المتوسط، وهذا يتطلب دخولها في تحالف أو منتدى الغاز في شرق المتوسط بين مصر واليونان وقبرص وإسرائيل، وهو موضوع معقد ولا يتعلق فقط بمصر بل في الأساس بالدول الثلاث الأخرى، وهناك مشكلة كبيرة في ترسيم الحدود البحرية بين تركيا وكل من اليونان وقبرص، هذا بالإضافة إلى مشكلة تقسيم قبرص سياسيا وجغرافيا.
- من هنا فإن ربطت تركيا تحسين علاقاتها بمصر بتلك النقطة وهي تعلم أن مصر ليس لديها ما تقدمه لها بشأنها، وبالتالي فإنها نقطة أو شرط تعجيزي ربما يراد به فقط تفتيت التحالف المصري اليوناني القبرصي بشأن غاز المتوسط.
- وكذلك فأردوغان، لديه دوافع عديدة للتقرب من القاهرة؛ منها فشله في فرض القوة العسكرية في المنطقة لتحقيق حلم الهيمنة واستعادة الإمبراطورية العثمانية.
و بعد أن تأكد من هذا الفشل، بدأ في توجه نحو مصر لأنها مفتاح للتقارب مع الدول العربية ودول منطقة شرقي المتوسط.
اما الجانب المصري، فله أيضا مطالب واشتراطات من الجانب التركي، وفقا للرؤية المصرية؛ أي أن تترجم الأقوال إلى أفعال، بمعنى أن الأمنيات وحدها والخطاب السياسي الإيجابي وحده ليس المطلوب، بل يجب على أردوغان أن يتخذ سياسات وقرارات فعلية، من بينها عدم التدخل العسكري في ليبيا وسوريا والعراق، وتهديد الأمن المائي العربي، والتوقف عن استخدام دبلوماسية البوارج البحرية في الشرق المتوسط.
ولا ننسى هنا، تعيين مصر للحدود البحرية مع اليونان والتنسيق المصري اليوناني القبرصي، يصعب من التقارب مع تركيا لأن القاهرة أعلنت أنه لا تقارب مع أنقرة إلا إذا كانت أثينا ونيقوسيا شريكتين، و شراكة هذه الدول تفرض على أردوغان تسوية الخلافات معها، وأنه لن يكون هناك تقارب بين القاهرة وأنقرة على حساب شركاء مصر .
وقد أخطأ أردوغان، عندما لمح بأن تركيا أقرب لمصر من قبرص واليونان، لأن المصالح مع قبرص واليونان؛ أعلى بكثير وأكبر من المصالح مع تركيا والدول أخذت خطوات لا يمكن لمصر أن تتجاهلها في التعاون معها.
وبالتالي، مصر لن تتحرك بمفردها مع تركيا وإنما تراعي دول الخليج والتنسيق معها، وتراعي قبرص واليونان، وهذا سيجعل التقارب المصري التركي ليس سهلًا، وعلى أردوغان أن يتخذ خطوات لإرضاء كل هذه الأطراف أولا.
•بقلم: عبدالرحمان رفيق
•طالب جامعي وباحث في القانون