
العلم الالكترونية - محمد الحبيب هويدي
في مشهد غير مألوف على شاطئ أكادير، تفاجأ رواد الشاطئ بلفظ أمواج البحر لحزم من المخدرات، مما استدعى تدخلًا أمنيًا سريعًا. فقد استنفرت السلطات المحلية والأجهزة الأمنية مختلف فرقها، حيث حلت عناصر الشرطة القضائية بعين المكان وشرعت في تحقيقات مكثفة لكشف ملابسات هذا الحادث الغامض.
باشرت السلطات عمليات تمشيط دقيقة للشاطئ والمناطق المحيطة بحثًا عن أي دلائل قد تساعد في كشف هوية المهربين أو الطرق التي تم بها التخلص من هذه الشحنة في البحر. كما تم الاستماع إلى شهود عيان ممن كانوا في الموقع لحظة العثور على المخدرات، في محاولة لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات حول توقيت ومصدر ظهورها.
وفي إطار التحقيقات، يعمل الخبراء الجنائيون على تحليل عينات من المواد المضبوطة لتحديد نوعيتها وكميتها، وما إذا كانت هذه المخدرات قادمة من شبكة تهريب دولية، أم أنها تابعة لتجار محليين تخلصوا منها خشية افتضاح أمرهم.
حادثة اليوم ليست الأولى من نوعها في المغرب، فقد شهدت السنوات الماضية عدة عمليات مشابهة، حيث يتم اللجوء إلى البحر كوسيلة لنقل المخدرات أو التخلص منها عند الشعور بالخطر. ففي مارس 2024، أحبطت السلطات محاولة تهريب ضخمة قُدرت بحوالي 10 أطنان و542 كيلوغرامًا من مخدر الشيرا، كانت في طريقها للخروج من البلاد عبر البحر. كما شهدت منطقة سواحل تزنيت عام 2022 حادثة مماثلة حين لفظت أمواج البحر كمية كبيرة من المخدرات، ما يعزز فرضية استخدام الطرق البحرية لنقل هذه المواد بعيدًا عن أعين المراقبة.
تضع السلطات المغربية مكافحة تهريب المخدرات على رأس أولوياتها، حيث تكثف جهودها لضبط الممرات البحرية التي يحاول المهربون استغلالها. وتشمل هذه الجهود مراقبة السواحل باستخدام الدوريات البحرية والطائرات المسيرة، إلى جانب تعزيز التعاون الأمني مع دول الجوار لمنع أي محاولات تهريب دولية.
شهدت أكادير في الأشهر الماضية عمليات أمنية ناجحة ضد تجار المخدرات، من بينها تفكيك شبكة إجرامية في يناير 2025، تم خلالها توقيف ستة أشخاص، وحجز 105 كيلوغرامات من مخدر الشيرا، في خطوة تعكس يقظة الأجهزة الأمنية في التصدي لهذه الظاهرة.
تؤكد هذه الحوادث أن تهريب المخدرات عبر البحر لا يزال يمثل تحديًا أمنيًا يستدعي مزيدًا من الحذر والتنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية. وفي ظل الاستراتيجيات الصارمة التي تتبعها السلطات المغربية، تبقى هذه العمليات الإجرامية تحت مجهر المراقبة، مما يزيد من صعوبة تحركات المهربين، ويدفعهم إلى اتخاذ قرارات متهورة، كما حدث اليوم في شاطئ أكادير.