العلم الالكترونية - الرباط
تتواصل التفاعلات و ردود الفعل المتعلقة بارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية في مختلف الأسواق عبر التراب الوطني . وتركز ردود الفعل هذه على بعض الممارسات المخلة بالمنافسة الشريفة والتي تستهدف مراكمة الأرباح بطرق غير مشروعة على حساب القدرة الشرائية للمواطنين، وتزداد دائرة اتهام المضاربين وبعض الوسطاء اتساعا و اقتناعا لدى الرأي العام الوطني. وانتقل النقاش العمومي في هذا الصدد إلى مستوى عرض التفاصيل بالمعطيات و الأسماء.
هذه السلوكات تسببت في بعض الممارسات غير القانونية من طرف بعض الأشخاص، كما حدث في سوق إثنين، رباط الخيل / هرمومو بإقليم صفرو حيث تعمدت مجموعة من الأشخاص منع التجار من عرض سلعهم وبيعها مما تسبب في فوضى عمت السوق، ولولا تدخل السلطات المحلية وقوات الدرك الملكي في حينه لعرفت الأوضاع تطورات غير محمودة. وعلمنا في هذا الصدد أن الجهات الأمنية المختصة تعاملت بحزم مع هذه الأحداث، إذ باشرت مصالح الدرك الملكي بعين المكان تحقيقا معمقا قاد إلى اعتقال مجموعة من الأشخاص الذين حامت شكوك حول تورطهم في هذه الأحداث، وقدموا أمام النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بصفرو، التي أمرت بمتابعة ستة أشخاص منهم في حالة اعتقال وشخص سابع في حالة سراح ، بينما قررت حفظ المسطرة في حق سبعة آخرين بسبب غياب أدلة تورطهم في ما حدث. كان من ضمن المتابعين أيضا شخص اتهمته النيابة العامة بجنحة بث وتوزيع ادعاءات و وقائع كاذبة بقصد التشهير.
وفي نفس السياق فتحت مصالح الأمن بمدينة الفنيدق تحقيقا ضد شخص بث فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي تضمن ادعاءات خطيرة في حق المسؤولين بالإقليم والمدينة وقام بتحريض السكان على التظاهر ودعوتهم إلى التمرد بذريعة ارتفاع الأسعار، وتأكد بعد ذلك أن المعني فر إلى خارج أرض الوطن .
واتضح من خلال هذه الوقائع و غيرها كثير أن جهات مجهولة قد تكون تستخدم أشخاصا لاستغلال معطى تذمر المواطنين من ارتفاع الأسعار وتسخيرهم لخدمة أجندة خطيرة .
وموازاة مع ذلك تواصل مصالح وزارة الداخلية الإقليمية والمحلية حملتها للتصدي للممارسات غير القانونية المتعلقة بالاحتكار والزيادات المهولة في أسعار المواد الاستهلاكية، ونجحت هذه السلطات في وضع اليد على العديد من المخازن والمستودعات التي كانت تكدس فيها منتوجات غذائية كثيرة بهدف الاحتكار ، كما ضبطت هذه السلطات مستودعات خصوصا في مدينة الدار البيضاء تخزن موادا منتهية الصلاحية كانت معدة للتسويق الداخلي .
إلى ذلك أفادت مصادر وثيقة الاطلاع أن الحكومة لن تواصل العمل بتقديم الدعم المالي لموردي بعض المنتوجات خاصة اللحوم منها، بسبب أن هذا الاجراء لم يحقق الأهداف المرجوة منه، في حين تواصل العمل على تحصين القدرة الشرائية للمواطنين، وتأكدت فعالية التدابير الحكومية المتخذة في هذا الصدد حيث لم يسجل اي نقص في أية مادة استهلاكية أو غذائية خلال شهر رمضان المبارك .كما علمنا أن الحكومة بصدد إعداد قانون خاص بتنظيم القطيع من الغنم والماعز لمواجهة التراجع الكبير في الرصيد الوطني من القطيع، وتؤشر المعطيات الأولية على أن هذا القانون يقنن ذبح الشاة الولود .كما أن مجمل الأسعار لبعض المواد الاستهلاكية عرفت تراجعا مهما كما هو عليه الحال بالنسبة للحوم الحمراء وكثيرا من أنواع الخضر والفواكه.
وسادت أجواء من الارتياح والطمأنينة والثقة في أوساط الشعب المغربي قاطبة بعد أمطار الخير والبركة التي عرفتها مختلف مناطق المغرب خلال العشرة أيام الماضية، وهي كميات الأمطار التي غابت عن سماء بلادنا لسنين طويلة. وتجمع المعطيات الأولية على الآثار الإيجابية الكبرى للتساقطات المطرية الأخيرة على الفرشة المائية والسدود والفلاحة وتربية المواشي، وأسعار المواد الغذائية والاستهلاكية.