2021 دجنبر 6 - تم تعديله في [التاريخ]

أمام‭ ‬تحدي ‭ ‬‮‬ديلتا»‬‭ ‬بالداخل‭ ‬و«أوميكرون»‬‭ ‬بالخارج‭...‬

المغاربة‭ ‬على‭ ‬موعد‭ ‬مع‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬تشديد‭ ‬الإجراءات‭ ‬خلال‭ ‬رأس‭ ‬السنة‭ ‬


العلم الإلكترونية - عبد الناصر الكواي 

على‭ ‬بُعد‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬أسبوع‭ ‬على‭ ‬انتهاء‭ ‬مهلة‭ ‬إغلاق‭ ‬المغرب‭ ‬لحدوده‭ ‬تحسبا‭ ‬لأوميكرون،‭ ‬تواصل‭ ‬السلطات‭ ‬الصحية‭ ‬ترقبها‭ ‬لمستجدات‭ ‬ووتيرة‭ ‬تفشي‭ ‬هذا‭ ‬المتحور‭ ‬ومدى‭ ‬خطورته،‭ ‬لتواكبها‭ ‬بقرارات‭ ‬في‭ ‬مستهل‭ ‬السنة‭ ‬الميلادية‭ ‬الجديدة‭ ‬2022‭. ‬وقد‭ ‬اجتمعت‭ ‬اللجنة‭ ‬العلمية‭ ‬والتقنية‭ ‬لتدبير‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭-‬19‭ ‬أمس‭ ‬الاثنين،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬رفع‭ ‬توصيات‭ ‬جديدة‭ ‬بشأن‭ ‬خيارات‭ ‬تخفيف‭ ‬إجراءات‭ ‬التصدي‭ ‬لكورونا‭ ‬أو‭ ‬تشديدها‭.‬
 
وتسود‭ ‬المملكة‭ ‬حالة‭ ‬استنفار‭ ‬بيولوجي‭ ‬قصوى،‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التحاليل‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالفيروس‭ ‬التاجي،‭ ‬وكذا‭ ‬دراسة‭ ‬مكونات‭ ‬الفيروس‭ ‬ومتحوراته‭ ‬لتحديد‭ ‬مدى‭ ‬خطورتها‭.‬
 

الدكتور الطيب حمضي الخبير والطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية
في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬طرحت ‬‮ «‬العلم»‬‭ ‬على‭ ‬الطيب‭ ‬حمضي،‭ ‬الطبيب‭ ‬والباحث‭ ‬في‭ ‬السياسات‭ ‬والنظم‭ ‬الصحية،‭ ‬ثلاثة‭ ‬أسئلة‭ ‬تخص‭ ‬الوضع‭ ‬الوبائي‭ ‬بالمغرب‭ ‬وهي‭:‬‭ ‬أي‭ ‬نتيجة‭ ‬للإغلاق‭ ‬الذي‭ ‬فرضته‭ ‬السلطات‭ ‬منذ‭ ‬أسبوع‭ ‬حتى‭ ‬الآن؟‭ ‬وإلى‭ ‬أين‭ ‬وصلت‭ ‬الأبحاث‭ ‬بشأن‭ ‬خصوصيات‭ ‬متحور‭ ‬أوميكرون؟‭ ‬وهل‭ ‬ستكون‭ ‬هناك‭ ‬إجراءات‭ ‬مشددة‭ ‬أخرى‭ ‬لحماية‭ ‬مكتسبات‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬تصديها‭ ‬للجائحة‭ ‬عشية‭ ‬رأس‭ ‬السنة‭ ‬الميلادية؟
 
وقال‭ ‬حمضي،‭ ‬إن‭ ‬الوضع‭ ‬الوبائي‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬مازال‭ ‬مستقرا‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬تحديات،‭ ‬أولها‭ ‬وجود‭ ‬موجة‭ ‬ديلتا‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالفصل‭ ‬البارد،‭ ‬والتي‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬منذ‭ ‬أسابيع،‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬دجنبر‭ ‬الحالي،‭ ‬التحدي‭ ‬الثاني‭ ‬هو‭ ‬ظهور‭ ‬متحور‭ ‬أوميكرون‭ ‬والتخوفات‭ ‬المرتبطة‭ ‬به‭ ‬وما‭ ‬أثارته‭ ‬من‭ ‬أسئلة‭ ‬حول‭ ‬خطورته‭ ‬وجدوى‭ ‬اللقاحات‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الإصابة‭ ‬به،‭ ‬وهي‭ ‬أسئلة‭ ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬معلقة‭.‬
 
واعتبر‭ ‬الباحث،‭ ‬أن‭ ‬الإغلاق‭ ‬الذي‭ ‬فرضه‭ ‬المغرب‭ ‬لمدة‭ ‬أسبوعين‭ ‬يروم‭ ‬بالأساس‭ ‬تأخير‭ ‬وصول‭ ‬أوميكرون‭ ‬إلى‭ ‬التراب‭ ‬الوطني،‭ ‬وكذا‭ ‬لمعرفة‭ ‬معلومات‭ ‬حوله‭ ‬لتهييئ‭ ‬استراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬لمواجهته‭. ‬وأشار‭ ‬أنه‭ ‬لحد‭ ‬الساعة،‭ ‬لم‭ ‬يعلن‭ ‬عن‭ ‬تسجيل‭ ‬أي‭ ‬إصابة‭ ‬بهذا‭ ‬المتحور‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬رغم‭ ‬انتشاره‭ ‬محليا‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬بالجوار‭.‬
 
وبالنسبة‭ ‬لمتحور‭ ‬أوميكرون،‭ ‬أكد‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬يطرح‭ ‬أربعة‭ ‬أسئلة،‭ ‬أولها‭ ‬حُسم‭ ‬وهو‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬تشخيص‭ ‬الإصابة‭ ‬بهذا‭ ‬المتحور‭ ‬بالوسائل‭ ‬نفسها‭ ‬المستعملة‭ ‬مع‭ ‬المتحورات‭ ‬التي‭ ‬سبقته،‭ ‬والجواب‭ ‬نعم‭ ‬حسب‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭. ‬ثانيها‭ ‬سؤال‭ ‬الانتشار‭ ‬والذي‭ ‬لم‭ ‬يحسم‭ ‬فيه‭ ‬بعد،‭ ‬لكن‭ ‬الملاحظ‭ ‬هو‭ ‬سرعة‭ ‬انتشار‭ ‬هذا‭ ‬المتحور‭ ‬الكبيرة‭ ‬جدا،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يؤشر‭ ‬عليه‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬أفريقيا‭. ‬كذلك‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالشراسة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬مؤشرات‭ ‬كافية‭ ‬على‭ ‬كونها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ديلتا‭.‬
 
واستدرك‭ ‬بوجود‭ ‬مؤشرات‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬شراسة‭ ‬هذا‭ ‬المتحور‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬شراسة‭ ‬ديلتا،‭ ‬لكن‭ ‬انتشاره‭ ‬أسرع‭ ‬مما‭ ‬سيشكل‭ ‬ضغطا‭ ‬كبيرا‭ ‬على‭ ‬المنظومة‭ ‬الصحية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الحالاتُ‭ ‬الخطيرة‭ ‬والوفيات‭.‬
 
وفي‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬المناعة،‭ ‬نُشرت‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬الماضي‭ ‬دراسة‭ ‬بجنوب‭ ‬أفريقيا‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المصابين‭ ‬بالمتحورات‭ ‬الأخرى‭ ‬يعاودون‭ ‬الإصابة‭ ‬بالمتحور‭ ‬الجديد‭ ‬ثلاث‭ ‬مرات‭ ‬أكثر،‭ ‬مستنتجا‭ ‬أن‭ ‬أوميكرون‭ ‬يتجاوز‭ ‬المناعة‭ ‬المكونة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الإصابة‭ ‬بكوفيد‭-‬19،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬اللقاحات‭ ‬ستكون‭ ‬أقل‭ ‬فعالية‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬المتحور‭.‬
 
وكشف‭ ‬حمضي،‭ ‬أنّ‭ ‬الأيام‭ ‬القليلة‭ ‬المقبلة‭ ‬ستعرف‭ ‬صدور‭ ‬نتائج‭ ‬الاختبارات‭ ‬الخاصة‭ ‬بفعالية‭ ‬اللقاحات‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬لمتحور‭ ‬أوميكرون‭.‬
 
وشدد‭ ‬المتحدث،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬مطالب‭ ‬باتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬مستعجلة‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬الإسراع‭ ‬بتلقيح‭ ‬المواطنين‭ ‬بالحقنات‭ ‬الأولى‭ ‬والثانية‭ ‬والثالثة،‭ ‬لأن‭ ‬الخبراء‭ ‬يؤكدون‭ ‬أن‭ ‬الملقحين‭ ‬بثلاث‭ ‬حقنات‭ ‬سيكونون‭ ‬محميين‭ ‬من‭ ‬أوميكرون‭ ‬بشكل‭ ‬قوي‭ ‬مقارنة‭ ‬بغير‭ ‬الملقحين،‭ ‬كذلك‭ ‬الرجوع‭ ‬للالتزام‭ ‬بالكمامة‭ ‬والتباعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وتفعيل‭ ‬جواز‭ ‬التلقيح،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬إجراءات‭ ‬تقييدية‭ ‬أخرى‭ ‬يمكن‭ ‬اللجوء‭ ‬إليها‭. ‬
 



في نفس الركن