2022 دجنبر 20 - تم تعديله في [التاريخ]

أسعار‭ ‬النفط‭ ‬تتهاوى‭ ‬دَولياً‭ ‬وتستفحل‭ ‬وطنياً‭

غياب‭ ‬المنافسة‭ ‬الحقيقية‭ ‬بين‭ ‬الشركات‭ ‬يرسخ‭ ‬الاحتكار‭ ‬ويلهب‭ ‬جيوب‭ ‬المغاربة


العلم الإلكترونية - عبد الناصر الكواي

تواصل‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬الدولي‭ ‬هبوطها‭ ‬مسجلة‭ ‬79‭.‬75‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل،‭ ‬بينما‭ ‬أسعار‭ ‬السوق‭ ‬الوطنية‭ ‬لا‭ ‬تعكس‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬تراوح‭ ‬سعر‭ ‬اللتر‭ ‬الواحد‭ ‬من‭ ‬الغازوال‭ ‬نهاية‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬بين‭ ‬13‭.‬97‭ ‬و14‭.‬86‭ ‬درهماً،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أنّ‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بين‭ ‬11‭ ‬و12‭ ‬درهماً،‭ ‬مما‭ ‬يطرح‭ ‬السؤال‭ ‬القديم‭ ‬الجديد‭: ‬لماذا‭ ‬تنخفض‭ ‬أسعار‭ ‬السوق‭ ‬الدولية‭ ‬وتستمر‭ ‬أسعار‭ ‬السوق‭ ‬الوطنية‭ ‬مرتفعة‭.‬

كما‭ ‬يقف‭ ‬المتجول‭ ‬بين‭ ‬محطات‭ ‬الوقود‭ ‬المختلفة‭ ‬بالمغرب،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬وجود‭ ‬فوضى‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬المحروقات،‭ ‬يترجمها‭ ‬تخفيض‭ ‬بعض‭ ‬الشركات‭ ‬الثمن‭ ‬نسبيا‭ ‬تبعا‭ ‬للسوق‭ ‬الدولية،‭ ‬بينما‭ ‬امتنعت‭ ‬أخرى‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬دون‭ ‬حسيب‭ ‬ولا‭ ‬رقيب‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬آلية‭ ‬تضبط‭ ‬المنافسة‭ ‬بالقطاع‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬2015‭ ‬تاريخ‭ ‬تحرير‭ ‬الأسعار‭ ‬بالمملكة‭.‬

غياب‭ ‬القانون‭ ‬وسيادة‭ ‬العرف‭ ‬يرسخان‭ ‬وضع‭ ‬الفوضى،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤكده‭ ‬جمال‭ ‬زريقن،‭ ‬رئيس‭ ‬الفدرالية‭ ‬الوطنية‭ ‬لأرباب‭ ‬محطات‭ ‬الوقود،‭ ‬بالقول‭ ‬إن‭ ‬غياب‭ ‬قانون‭ ‬يلزم‭ ‬شركات‭ ‬المحروقات‭ ‬بخفض‭ ‬الأسعار‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬واحد،‭ ‬يجعل‭ ‬كل‭ ‬شركة‭ ‬تفعل‭ ‬ما‭ ‬تشاء،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عرف‭ ‬سائد‭ ‬فقط‭ ‬تتبع‭ ‬فيه‭ ‬عادة‭ ‬تغيير‭ ‬السعر‭ ‬في‭ ‬الأول‭ ‬والخامس‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شهر،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬المخزون‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يتحكم‭ ‬بالسعر‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬المحلية‭.‬

واعتبر‭ ‬زريقن،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ»العلم‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الإشكال‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬تحريك‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬البرلمان‭ ‬والمواطنين‭ ‬وجمعيات‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك‭ ‬ساكنا‭ ‬أمام‭ ‬زيادات‭ ‬الشركات‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2018‭ ‬بأزيد‭ ‬من‭ ‬درهمين،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المسألة‭ ‬سياسية‭ ‬أكثر‭ ‬منها‭ ‬اقتصادية‭. ‬وقدّر‭ ‬أن‭ ‬هامش‭ ‬ربح‭ ‬الشركات‭ ‬ضيق،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬العجز‭ ‬لدى‭ ‬بعضها‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬6‭ ‬ملايين‭ ‬درهم‭ ‬خلال‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وأن‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬له‭ ‬بالمكرر،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬التأكيد‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬فبراير‭ ‬خلال‭ ‬لقاء‭ ‬مع‭ ‬مجلس‭ ‬المنافسة‭.‬

في‭ ‬المقابل،‭ ‬أكد‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬نجيب‭ ‬أقصبي،‭ ‬أن‭ ‬أسعار‭ ‬البترول‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬العالمي‭ ‬تبقى‭ ‬منخفضة‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬تشهد‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬التذبذب‭ ‬بسبب‭ ‬الوضع‭ ‬غير‭ ‬الواضح‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬أوبك،‭ ‬لافتًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬استفاد‭ ‬من‭ ‬تراجع‭ ‬الأسعار‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬قطاعات‭ ‬أساسية،‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬تخفيض‭ ‬نسبة‭ ‬العجز‭ ‬في‭ ‬صندوق‭ ‬المقاصة،‭ ‬بما‭ ‬أن‭ ‬البترول‭ ‬مادة‭ ‬أساسية‭ ‬للإنتاج‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬قطاعات،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬المواطن‭ ‬المغربي‭ ‬لم‭ ‬يحس‭ ‬بهذه‭ ‬الاستفادة‭ ‬في‭ ‬محطات‭ ‬الوقود‭.‬

وأوضح‭ ‬أقصبي،‭ ‬أن‭ ‬الانخفاض‭ ‬الطفيف‭ ‬لأسعار‭ ‬المحروقات‭ ‬بالمغرب‭ ‬بعد‭ ‬تحريرها‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2015،‭ ‬لم‭ ‬يصل‭ ‬حتى‭ ‬إلى‭ ‬ربع‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬متوقعًا،‭ ‬‮«‬بما‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬يستورد‭ ‬كل‭ ‬حاجياته‭ ‬من‭ ‬المحروقات،‭ ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬قررت‭ ‬تحرير‭ ‬القطاع،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المنتظر‭ ‬أن‭ ‬تنخفض‭ ‬الأسعار‭ ‬بشكل‭ ‬أقوى‮»‬‭.‬

وعزا‭ ‬أقصبي‭ ‬عدم‭ ‬تراجع‭ ‬أسعار‭ ‬المحروقات‭ ‬بالشكل‭ ‬المنتظر‭ ‬إلى‭ ‬غياب‭ ‬المنافسة‭ ‬الشريفة‭ ‬بالمغرب،‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شروطها‭ ‬وجود‭ ‬تعددية‭ ‬حقيقية‭. ‬وفسر‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬رغم‭ ‬توفره‭ ‬على‭ ‬حوالي‭ ‬15‭ ‬مقاولة‭ ‬لتوزيع‭ ‬المحروقات،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ثلاثا‭ ‬أو‭ ‬أربعا‭ ‬منها‭ ‬تتحكم‭ ‬في‭ ‬80‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬السوق،‭ ‬متهمًا‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬بالاتفاق‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭ ‬لأجل‭ ‬رفع‭ ‬هامش‭ ‬الربح‭ ‬والتحكم‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭.‬

الجامعة‭ ‬المغربية‭ ‬لحقوق‭ ‬المستهلك،‭ ‬تؤكد‭ ‬بدورها‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬المنافسة‭ ‬لا‭ ‬يلزم‭ ‬شركات‭ ‬المحروقات‭ ‬إلا‭ ‬بالإعلان‭ ‬عن‭ ‬الأسعار،‭ ‬ويوضح‭ ‬رئيسها‭ ‬بوعزة‭ ‬الخراطي‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ»العلم‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬حكومة‭ ‬بنكيران‭ ‬قامت‭ ‬بتحرير‭ ‬هذه‭ ‬الأسعار‭ ‬منذ‭ ‬2015‭ ‬دون‭ ‬وضع‭ ‬آلية‭ ‬لضبط‭ ‬السوق،‭ ‬مما‭ ‬يخول‭ ‬لأصحابها‭ ‬رفع‭ ‬هوامش‭ ‬الربح‭ ‬دون‭ ‬حسيب‭ ‬ولا‭ ‬رقيب،‭ ‬والمواطن‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يدفع‭ ‬الثمن‭.‬

وطالب‭ ‬الخراطي،‭ ‬بضرورة‭ ‬تجاوز‭ ‬قاعدة ‬‮«‬الأقوى‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يحدد‭ ‬الثمن‮»‬،‭ ‬عبر‭ ‬إرساء‭ ‬آلية‭ ‬لضبط‭ ‬القطاع‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬موجود‭ ‬في‭ ‬جل‭ ‬القطاعات‭ ‬الأخرى‭.‬

وتراجع‭ ‬متوسط‭ ‬بيع‭ ‬اللتر‭ ‬الواحد‭ ‬من‭ ‬الغازوال‭ ‬بـ‭ ‬60‭ ‬سنتيما،‭ ‬والبنزين‭ ‬بحوالي‭ ‬20‭ ‬سنتيما‭ ‬لدى‭ ‬بعض‭ ‬الموزعين‭.‬



في نفس الركن