2024 نونبر 14 - تم تعديله في [التاريخ]

أرقام مقلقة لداء السكري تنذر بتفاقم الوضع الصحي لدى المغاربة

حمضي يؤكد: قرابة ثلاثة ملايين مغربي مصابون بمرض السكري ونصفهم غير مدركين لإصابتهم


العلم الإلكترونية - هشام الدرايدي 

كشف الدكتور الطيب حمضي، الباحث في السياسات والنظم الصحية، عن حقائق مقلقة تتعلق بانتشار داء السكري في المغرب، حيث قارب عدد المصابين 3 ملايين شخص، مشيرا إلى أن نصف هؤلاء المصابين، أي حوالي 1.4 مليون مغربي، لا يعلمون أنهم مصابون بهذا المرض المزمن.

وأوضح حمضي أن انتشار السكري، خاصة النوع الثاني، يتزايد بوتيرة ملحوظة، وأن قرابة 10% من البالغين في المغرب يعانون من هذا النوع، فيما يقدر عدد الأطفال المصابين بالنوع الأول من السكري بين 25 و27 ألف طفل.
 
وبحسب حمضي، فإن نصف المصابين بداء السكري في المغرب غير مدركين لإصابتهم، مما يزيد من تعقيدات المرض وصعوبة التعامل معه. وفي حين يلجأ بعض المصابين للعلاج، هناك عدد لا يتبع العلاج بشكل منتظم، مما يعرضهم لمضاعفات صحية خطيرة. ويشدد حمضي على ضرورة الكشف المبكر والدوري عن السكري، حتى في غياب الأعراض، نظرًا للطبيعة المزمنة والمضاعفات المكلفة للمرض.
 
وقال الخبير، إن الأطفال يصابون بالنوع الأول من السكري في سن مبكرة، وتظهر الإصابة خلال الشهور أو السنوات الأولى من العمر. ويؤكد حمضي أن سبب هذا النوع لا يزال مجهولًا بدقة، مما يجعل الوقاية منه مستحيلة حاليًا. أما النوع الثاني، فترتبط الإصابة به بعوامل يمكن الوقاية منها مثل التغذية غير المتوازنة والإكثار من تناول السكريات والدهون، وقلة الحركة، وارتفاع الوزن والسمنة، بالإضافة إلى التدخين. ويساهم النظام الغذائي الصحي وممارسة النشاط البدني المنتظم والتحكم في الوزن في الوقاية من هذا النوع.
 
وأشار حمضي إلى أن مرض السكري، خاصةً عند عدم التحكم في المرض مبكرًا، يُعدّ مكلفًا للمريض وأسرته والمجتمع. فعند الوصول إلى مرحلة المضاعفات، يسبب السكري أعباء اقتصادية كبيرة نتيجة للعلاجات المكلفة والمتكررة مثل تصفية الكلى، وجراحات القلب، إلى جانب زيادة خطر التعرض للجلطات الدماغية والقلبية والإعاقات، ما ينعكس أيضًا على فقدان الإنتاجية في العمل.
 
وأوضح الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، أن 53% من المغاربة يعانون من زيادة الوزن، فيما يعاني واحد من كل خمسة من السمنة. ويلاحظ أن ما يزيد عن 20% من المغاربة لا يمارسون النشاط البدني الكافي. بالإضافة إلى ذلك، يستهلك المغاربة يوميًا 98 جرامًا من السكر في المتوسط، وهو ما يعادل أربعة أضعاف الحد الأقصى الموصى به من قبل منظمة الصحة العالمية، التي تنصح بعدم تجاوز 25 جرامًا من السكر يوميًا، كحدٍّ مثالي، وألا يزيد الحد الأقصى عن 50 جرامًا.
 
ويرى حمضي أن الدولة المغربية بحاجة إلى دعم الوقاية، والكشف المبكر، وتوفير الرعاية الكاملة للمصابين بالسكري، بما في ذلك تغطية تكاليف العلاج والتحاليل. هذا الاستثمار الوقائي سيخفض التكلفة العامة على المدى الطويل مقارنةً بكلفة المضاعفات المرتفعة.
 
في سياق الحديث عن التكاليف الصحية، كشف حمضي، أن 3% من المؤمنين في المغرب مصابون بأمراض مزمنة كارتفاع ضغط الدم والسكري، وينفقون أكثر من 50% من نفقات التغطية الصحية الإجبارية، في حين تتقاسم النسبة المتبقية البالغة 50% بقية المؤمنين. هذا الواقع يشير إلى ضرورة تعزيز الوعي الصحي المجتمعي واتخاذ إجراءات للحد من الأمراض المزمنة المنتشرة.
 
وأكد حمضي في الختام، أن اعتماد سياسات فعالة للكشف المبكر والتوعية المستمرة بالوقاية من السكري، وتشجيع نمط حياة صحي، يمثل حجر الزاوية للتقليل من انتشار هذا المرض ومضاعفاته.



في نفس الركن