2024 أغسطس/أوت 13 - تم تعديله في [التاريخ]

أحمد أفيلال يوضح أسباب إعلان 7659 مقاولة إفلاسها خلال النصف الأخير من السنة الجارية



*العلم‭ :‬شيماء‭ ‬اغنيوة*

أعلنت‭ ‬7659‭ ‬مقاولة‭ ‬إفلاسها،‭ ‬خلال‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬السنة‭ ‬الجارية،‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬أزيد‭ ‬من‭ ‬1276‭ ‬مقاولة‭ ‬مفلسة‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬42‭ ‬في‭ ‬اليوم، أي‭ ‬بزيادة‭ ‬بنسبة‭ ‬14‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬مقارنة‭ ‬بالفترة‭ ‬ذاتها‭ ‬من‭ ‬السنة‭ ‬الماضية‭.‬

أرقام‭ ‬كشفت‭ ‬عنها‭ ‬دراسة‭ ‬لمكتب‭ ‬الدراسات‭ ‬“أنفو‭ ‬ريسك”، الذي‭ ‬استنتج‭ ‬أن‭ ‬العدد‭ ‬يهم‭ ‬الشركات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬التشطيب‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬السجل‭ ‬التجاري،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬المقاولات‭ ‬التي‭ ‬توجد‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬مسطرة‭ ‬التصفية‭ ‬القضائية،‭ ‬أو‭ ‬تسوية‭ ‬صعوبات‭ ‬المقاولات‭. ‬

وتحتل‭ ‬طنجة‭ ‬الصدارة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬حالات‭ ‬الإفلاس،‭ ‬إذ‭ ‬سجل‭ ‬معدل‭ ‬الإفلاسات‭ ‬ارتفاعا‭ ‬سنويا‭ ‬بـ35في‭ ‬المائة،‭ ‬متبوعة‭ ‬بالرباط‭ ‬بـ30‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬وأكادير‭ ‬بـ15‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬ومراكش‭ ‬بـ13‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬وسجلت‭ ‬فاس‭ ‬والدار‭ ‬البيضاء‭ ‬أدنى‭ ‬المستويات،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يتجاوز‭ ‬المعدل‭ ‬فيهما‭ ‬7‭ ‬في‭ ‬المائة‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬اعتبر‭ ‬مولاي‭ ‬أحمد‭ ‬أفيلال‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬العام‭ ‬للمقاولات‭ ‬والمهن،‭ ‬أن‭ ‬الولوج‭ ‬إلى‭ ‬الوعاء‭ ‬العقاري‭ ‬يشكل‭ ‬أحد‭ ‬المعيقات‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬تحول‭ ‬دون‭ ‬نجاح‭ ‬المقاولات‭ ‬الصغرى‭ ‬وجد‭ ‬الصغرى،‭ ‬حيث‭ ‬يشكل‭ ‬تقلص‭ ‬الاحتياطي‭ ‬العقاري‭ ‬وندرة‭ ‬الوعاء‭ ‬العقاري‭ ‬الصناعي‭ ‬الملائم‭ ‬أكبر‭ ‬المعيقات‭.‬

وأبرز‭ ‬أفيلال‭ ‬أن‭ ‬ضعف‭ ‬ولوج‭ ‬المقاولات‭ ‬الصغرى‭ ‬وجد‭ ‬الصغرى‭ ‬إلى‭ ‬التمويل‭ ‬البنكي،‭ ‬خاصة‭ ‬الصغيرة‭ ‬جدا،‭ ‬التي‭ ‬تطلب‭ ‬منها‭ ‬ضمانات‭ ‬عينية‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬القروض‭ .‬وواصل‭ ‬المتحدث‭ ‬بأن‭ ‬تأخر‭ ‬المقاولات‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬ما‭ ‬بذمتها‭ ‬للمقاولات‭ ‬الصغرى‭ ‬التي‭ ‬تشغلها‭ ‬يعد‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬سببا‭ ‬مفسرا‭ ‬لإفلاس‭ ‬بعض‭ ‬المقاولات‭ ‬المغربية،‭ ‬حيث‭ ‬تنتج‭ ‬بعض‭ ‬حالات‭ ‬الإفلاس‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬التأخر‭ ‬في‭ ‬الأداء‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬أي‭ ‬قانون‭ ‬يحمي‭ ‬حقوق‭ ‬المقاولات‭ ‬الصغرى‭ ‬وجد‭ ‬الصغرى‭.‬

ويعتبر‭ ‬الاستثمار‭ ‬عنصرا‭ ‬فاعلا‭ ‬في‭ ‬حركة‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬باعتباره‭ ‬الحل‭ ‬الكفيل‭ ‬بضمان‭ ‬استمرار‭ ‬التنمية،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تصور‭ ‬تنمية‭ ‬مستدامة‭ ‬بدون‭ ‬وجود‭ ‬استثمار،‭ ‬لذلك‭ ‬اتجهت‭ ‬الدولة‭ ‬المغربية‭ ‬إلى‭ ‬نهج‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإصلاحات‭ ‬في‭ ‬السنين‭ ‬الأخيرة‭ ‬لأجل‭ ‬الرفع‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬الاستثمارات،‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬العام‭ ‬للمقاولات‭ ‬والمهن‭.‬

وفيما‭ ‬يخص‭ ‬المجهودات‭ ‬التي‭ ‬تروم‭ ‬دعم‭ ‬هذه‭ ‬المقاولات‭ ‬أوضح‭ ‬المتحدث،‭ ‬‮‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬عملت‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬آليات‭ ‬تسهيل‭ ‬الولوج‭ ‬إلى‭ ‬التمويل،‭ ‬عبر‭ ‬إغناء‭ ‬عروض‭ ‬الضمان‭ ‬للمقاولات،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تزويد‭ ‬السوق‭ ‬العقارية‭ ‬بجيل‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬الصناعية،‭ ‬يستجيب‭ ‬لمتطلبات‭ ‬المستثمرين‭ ‬ورهانات‭ ‬التنافسية‭ ‬الدولية،‭ ‬بكلفة‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬متناولهم،‭ ‬مع‭ ‬تحديد‭ ‬نوعية‭ ‬ومساحة‭ ‬الفضاء‭ ‬بتطابق‭ ‬مع‭ ‬الطلب،‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬المضاربة‭ ‬العقارية‭.‬

واقترح‭ ‬أفيلال‭ ‬لمعالجة‭ ‬هذا‭ ‬الوضع،‭ ‬ضرورة‭ ‬إرساء‭ ‬آلية‭ ‬فعالة‭ ‬لتثمين‭ ‬الوعاء‭ ‬العقاري‭ ‬الصناعي،‭ ‬وهي‭ ‬خطوة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬تخفيف‭ ‬أسعار‭ ‬الأراضي‭ ‬الصناعية‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬المضاربة‭ ‬العقارية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬سن‭ ‬تشريع‭ ‬يحمي‭ ‬الحقوق‭ ‬المالية‭ ‬للمقاولات،‭ ‬ويضمن‭ ‬حصولها‭ ‬على‭ ‬مستحقاتها،‭ ‬وانفتاح‭ ‬المقاولات‭ ‬الكبرى على‭ ‬نظيرتها‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسطة‭.



في نفس الركن