Quantcast
2021 أبريل 25 - تم تعديله في [التاريخ]

2020عام الاحترار العالمي بامتياز و2021 عام العمل من أجل المناخ

"بارتفاع 1.4 درجة مائوية أصبحت 2020 السنة الأعلى حرارة بالمغرب"


العلم الإلكترونية - محمد بنعبو

انضمت سنة 2020 إلى 2017 و2010 في صدارة السنوات الأعلى حرارة بالمغرب، فأصبحت بذلك ذروة عقد شهد درجات حرارة قياسية تشكل ناقوس خطر يستلزم "المسارعة" إلى اتخاذ خطوات إضافية تضع حدا لظاهرة الاحترار العالمي، وانتهت سنة 2020 بمعدل حرارة أعلى بـ1.40 درجة إذ فاق متوسط الحرارة لهذه السنة المعدل المناخي العادي لفترة 1981/2010، وهو المعدل نفسه الذي سجل عام 2017، ويتجاوز هذا الاحترار وبالتالي يضع تنزيل أهداف اتفاق باريس على المحك، لكن هذه الأهداف تخص الكوكب بأسره وليس المغرب لوحده، مع الإشارة إلى أن المغرب هو ضحية لتغير المناخ الذي تتسبب فيه الدول العظمى في مقدمتها الصين، الهند، الولايات المتحدة الأمريكية وكندا لكون المغرب لا يلوث الغلاف الجوي بمقدار ما تلوثه الدول المصنعة، هذا ويأتي الإعلان عن سنة 2020 هي السنة الأعلى حرارة على الإطلاق في المغرب مع تأكيد منظمة الأرصاد الجوية العالمية على أن سنة 2020 تبقى من ضمن الثلاث سنوات الأكثر دفئا والأكثر حرارة وهو ما يتطلب من الدول الأطراف في الاتفاقية الإطار لتغير المناخ دفع حركية الحوار الدبلوماسي من أجل حماية كوكب الأرض من الدمار، ومن المعروف أن ارتفاع درجة حرارة اليابسة أسرع من ارتفاعها في المحيطات، وأن بعض المناطق ترتفع درجة حرارتها بشكل أسرع، كالقطب الشمالي، حيث كانت درجات الحرارة في عام 2020 أعلى بست درجات مائوية عن المعدل المرجعي، كما أنه في هذه المنطقة القطبية الشمالية نفسها، وخصوصا في سيبيريا، اتسمت سنة 2020 أيضا بموسم نشطت فيه حرائق الغابات "على نحو استثنائي"، وانبعث منها 244 ميغا طن من ثاني أكسيد الكربون، أي أكثر من الثلث مقارنة بالرقم القياسي المسجل عام 2019.
 
إلا أن السيناريو الأسوأ لم يأت بعد، فقد ارتفع معدل حرارة الكوكب عن ما لا يقل عن 1.2 درجة مائوية عما كان عليه قبل العصر الصناعي، مترافقا من الآن مع عدد من الكوارث المناخية، ومع ذلك، لا تزال الالتزامات الحالية للدول فيما يتعلق بالحد من انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة دون مستوى الأهداف التي يهدف اليها اتفاق باريس والذي يرمي إلى إبقاء ارتفاع معدل الحرارة تحت مستوى الدرجتين مئويتين، وإذا أمكن 1.5 درجة مائوية، إلا أن الارتفاع الطفيف لتركيزات ثاني أكسيد الكربون لعام 2020 مقارنة بما كانت عليه عام 2019، لا يجيز العيش على الأمجاد، فما دام صافي الانبعاثات العالمية لم ينخفض إلى الصفر، وسيستمر تراكم ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وسيسبب مزيدا من التغير المناخي، إن غاز ثاني أكسيد الكربون يتراكم في الغلاف الجوي مثل الماء في حوض الاستحمام، فإذا قللنا تدفق الصنبور بنسبة 7 في المائة، فإن المستوى يرتفع بشكل أبطأ لكنه يستمر في الارتفاع وعلينا إغلاق الصنبور لتحقيق الاستقرار المناخي.
 
وعلى مستوى المملكة المغربية تميزت سنة 2020 بارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة السنوية الدنيا والعليا بشكل غير عادي ومن جهة أخرى بنقص في هطول الأمطار في جميع أنحاء البلاد، أما على المستوى الشهري شهد المغرب حالة مناخية استثنائية ملحوظة خلال شهري فبراير ويوليوز، حيث كان شهر فبراير جافا للغاية من ناحية التساقطات ودافئا من ناحية الحرارة، كما تميز شهر يوليوز بحرارة شديدة حيث عرف تحطيم عدة أرقام قياسية في مناطق عديدة من المغرب، في مقدمتها مدينة فاس التي عرفت خلال شهر فبراير تسجيل رقم قياسي جديد للمعدل الشهري للحرارة العليا بمعدل 23،78 درجة مائوية متجاوزا بذلك الرقم القياسي السابق بــــــــ 2،24 درجة مائوية، كما تم تحطيم الرقم القياسي لشهر يوليوز ب 2،15 درجة مائوية حيت تم تسجيل 40،4 درجة مائوية، أما مدينة المحمدية فقد عرفت تسجيل رقم قياسي جديد للمعدل الشهري للحرارة الدنيا خلال شهر فبراير 2020 ب 22،28 درجة مائوية.
 
موسم جاف كان له الأثر المباشر على المحصول الزراعي حيث تم تسجيل عجز سنوي شامل فيما يخص التساقطات في كامل ربوع المملكة فاق ٪50 في المناطق المتواجدة شمال مراكش ومنطقة سوس ماسة والأطلس الصغير، وكذا انعدام شبه تام للتساقطات في الأقاليم الجنوبية، كان له الاثر على الحمولة المائية لمجموعة من السدود كان في مقدمتها سد يوسف بن تاشفين الذي سجل أرقاما قياسية وخطيرة، وتعتبر هذه السنة من بين الأربع سنوات الأكثر جفافا التي عرفها المغرب منذ سنة 1981، إذ ناهز العجز السنوي حوالي ٪33 خلال الموسم الزراعي الممتد من فاتح شتنبر 2019 إلى 31 غشت 2020 مما أثر على الإنتاج الوطني للحبوب الذي شهد انخفاضا بنسبة ٪39، مقارنة بموسم 2018/2019، و ٪57 مقارنة بسنة متوسطة منذ 2008.
 
يعتبر الموسم الفلاحي 2019-2020 من بين الأربع مواسم الأكثر جفافا ومتخلفا بقليل عن مواسم الجفاف التاريخية 1992/1993 و 1994/1995 و1998/1999، مع معدل هطول وطني بلغ 131.2 ملم أي بعجز كبير يعادل 33,3% على اعتبار أن موسم 1993 ما زال يعتبر أجف موسم في المغرب.
 
يعتبر عام 2020 واحدا من أكثر الأعوام الثلاثة حرارة على الإطلاق، على الرغم من برودة ظاهرة النينيا، فقد اجتمعت الظروف الجوية القاسية وجائحة كورونا في ضربة واحدة مزدوجة فقد فشل التباطؤ الاقتصادي المرتبط بالوباء في كبح العوامل المؤدية إلى تغير المناخ و الآثار المتسارعة وفقا لتقرير جديد صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، حيث يوثق تقرير حالة المناخ العالمي لعام 2020 مؤشرات النظام المناخي بما في ذلك تركيزات غازات الاحتباس الحراري وارتفاع درجات حرارة الأرض والمحيطات وارتفاع مستوى سطح البحر وذوبان الجليد وانحسار الأنهار الجليدية والظروف الجوية القاسية، كما سلط التقرير الضوء على التأثيرات على التنمية الاجتماعية والاقتصادية والهجرة والنزوح والأمن الغذائي والنظم الإيكولوجية البرية والبحرية.
 
كان عام 2020 أحد أكثر الأعوام الثلاثة سخونة على الإطلاق، على الرغم من ظاهرة النينيا المنعشة، حيث كان متوسط ​​درجة الحرارة العالمية حوالي 1.2 درجة مائوية فوق مستوى ما قبل الصناعة (1850-1900) بينما كانت السنوات الست منذ عام 2015 هي الأكثر دفئا على الإطلاق وكان 2011-2020 هو العقد الأكثر سخونة على الإطلاق.
 
لقد مرت 28 عاما منذ أن نشرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أول تقرير عن حالة المناخ في عام 1993، بسبب المخاوف التي أثيرت في ذلك الوقت بشأن تغير المناخ المتوقع، على الرغم من تحسن فهم النظام المناخي بينما تظل الرسالة الأساسية كما هي ولدينا الآن 28 عاما أخرى من البيانات التي تظهر زيادات كبيرة في درجات الحرارة على اليابسة وفي البحر بالإضافة إلى التغيرات الأخرى مثل ارتفاع مستوى سطح البحر ، ذوبان الجليد البحري والأنهار الجليدية، والتغيرات في أنماط هطول الأمطار. 
 
وتسلط جميع مؤشرات المناخ الرئيسية ومعلومات الأثر المرتبطة بها الواردة في هذا التقرير الضوء على تغير المناخ المستمر والمستمر، وزيادة حدوث الأحداث المتطرفة وتكثيفها، فضلا عن الخسائر والأضرار الجسيمة التي تؤثر على الناس والمجتمعات والاقتصادات، حيث سيستمر الاتجاه المناخي السلبي لعقود قادمة، بغض النظر عن نجاحنا في التخفيف، لذلك من المهم الاستثمار في التكيف، من أكثر وسائل التكيف فعالية الاستثمار في خدمات الإنذار المبكر وشبكات مراقبة الطقس، العديد من البلدان الأقل نموا لديها فجوات كبيرة في نظم الرصد الخاصة بها وتفتقر إلى خدمات الأرصاد الجوية والمناخية والهيدروليكية المتقدمة. 
 
التقرير الرئيسي للمنظمة تم إطلاقه قبل ساعات قليلة من انطلاق أشغال قمة المناخ الافتراضية للقادة في الفترة من 22 إلى 23 أبريل التي ستعقدها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث سيسعى الرئيس بايدن إلى تحفيز جهود الاقتصادات الكبرى لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتحقيق أهداف اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ للحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة أقل بكثير من 2 درجة مائوية فوق مستويات ما قبل الصناعة بحلول نهاية القرن وعند 1.5 درجة حرارية إن أمكن، ويوضح هذا التقرير أنه ليس لدينا وقت لنضيعه، فالمناخ قد تغير والآثار باهظة التكلفة بالفعل على الناس والكوكب، فهذا هو عام العمل حيث يجب أن تلتزم البلدان بصافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، ويجب أن تقدم قبل وقت طويل من مؤتمر COP26 في غلاسكو ، خططا وطنية طموحة للمناخ ستعمل بشكل جماعي على تقليل الانبعاثات العالمية بنسبة 45٪ من مستويات 2010 بحلول عام 2030، ويجب أن تعمل الآن من أجل الحماية الناس من الآثار الكارثية لتغير المناخ
 
استمرت تركيزات الغازات الدفيئة الرئيسية في الزيادة في عامي 2019 و2020 قد تجاوز المتوسط ​​العالمي لثاني أكسيد الكربون بالفعل 410 أجزاء في المليون وإذا اتبع تركيز ثاني أكسيد الكربون نفس النمط كما في السنوات السابقة، يمكن أن تصل أو تتجاوز 414 جزء في المليون في عام 2021، وفقا للتقرير بينما أدى الانكماش الاقتصادي إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الجديدة مؤقتا، وفقا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، ولكن لم يكن له تأثير ملحوظ على التركيزات في الغلاف الجوي.
 
ويمتص المحيط حوالي 23٪ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون البشرية السنوية في الغلاف الجوي ويعمل كعازل ضد تغير المناخ، ومع ذلك ، يتفاعل ثاني أكسيد الكربون مع مياه البحر ، مما يؤدي إلى خفض درجة الحموضة والتسبب في تحمض المحيطات، وهذا بدوره يقلل من قدرتها على امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، بينما اذا استمر تحمض المحيطات وإزالة الأكسجين، مما أثر على النظم البيئية والحياة البحرية ومصايد الأسماك، يمتص المحيط أيضًا أكثر من 90٪ من الحرارة الزائدة من الأنشطة البشرية، حيث شهد عام 2019 أعلى محتوى حرارة للمحيطات على الإطلاق، ومن المحتمل أن يستمر هذا الاتجاه حتى عام 2020، وكان معدل ارتفاع درجة حرارة المحيطات على مدى العقد الماضي أعلى من المتوسط ​ مما يشير إلى استمرار امتصاص الحرارة المحتبسة بواسطة غازات الاحتباس الحراري، بينما يتعرض أكثر من 80٪ من سطح المحيط لموجة حرارة بحرية واحدة على الأقل في عام 2020. 
 
وارتفع المتوسط ​​العالمي لمستوى سطح البحر خلال مسح مقياس الارتفاع عبر الأقمار الصناعية منذ عام 1993، لقد زاد مؤخرا بمعدل أعلى جزئيا بسبب زيادة ذوبان القمم الجليدية في القطبين المتجمدين الشمالي والجنوبي، ومن المحتمل أن يكون الانخفاض الطفيف في متوسط ​​مستوى سطح البحر العالمي في صيف عام 2020 مرتبطا بتطور ظروف ظاهرة النينيا لكن بشكل عام استمر متوسط ​​مستوى سطح البحر على مستوى العالم في الارتفاع في عام 2020.
 
 ومنذ منتصف الثمانينيات من القرن الماضي ارتفعت درجات حرارة الهواء السطحي في القطب الشمالي بمعدل ضعف سرعة المتوسط ​​العالمي على الأقل وقد يكون لهذا آثار مهمة ليس فقط على النظم البيئية في القطب الشمالي ، ولكن أيضًا على المناخ العالمي من خلال ردود الفعل المختلفة مثل ذوبان التربة الصقيعية وإطلاق غاز الميثان في الغلاف الجوي، وتسببت درجات الحرارة القياسية شمال الدائرة القطبية الشمالية في سيبيريا في تسارع ذوبان الجليد البحري في بحر شرق سيبيريا وبحر لابتيف، والذي شهد موجة حرارة بحرية مطولة كان تراجع الجليد البحري خلال صيف عام 2020 في بحر لابتيف هو الأقدم الذي لوحظ في عصر الأقمار الصناعية.
 
واستمر الغطاء الجليدي في جرينلاند في فقدان كتلته، على الرغم من أن توازن الكتلة السطحية قريب من المتوسط ​​طويل الأجل إلا أن فقدان الجليد بسبب ولادة الجبال الجليدية و في نهاية 40 عاما من سجل الأقمار الصناعية. في المجموع ، فقد ما يقرب من 152 جيجا طن من الجليد من الغطاء الجليدي في جرينلاند بين شهر شتنبر 2019 وغشت 2020.
 
ووقعت أمطار غزيرة وفيضانات على أجزاء كبيرة من أفريقيا وآسيا في عام 2020، وقد أثرت الأمطار الغزيرة والفيضانات على جزء كبير من منطقة الساحل والقرن الأفريقي مما تسبب في انتشار وباء الجراد الصحراوي، كما شهدت شبه القارة الهندية والمناطق المجاورة والصين وجمهورية كوريا واليابان وأجزاء من جنوب شرق آسيا هطول أمطار غزيرة بشكل غير عادي في أوقات مختلفة من العام.
 
أثر الجفاف الشديد على أجزاء كثيرة من المناطق الداخلية من أمريكا الجنوبية في عام 2020 وكانت المناطق الأكثر تضررا هي شمال الأرجنتين وباراغواي ومناطق الحدود الغربية للبرازيل، تقدر الخسائر الزراعية بحوالي 3 مليارات دولار أمريكي في البرازيل مع خسائر إضافية في الأرجنتين وأوروغواي وباراغواي، واستمر الجفاف طويل الأمد في أجزاء من الجنوب الأفريقي، لا سيما في جنوب إفريقيا على الرغم من أن الأمطار الشتوية ساهمت في استئناف المناخ المستمر، وضع الجفاف الشديد الذي بلغ ذروته في عام 2018.
 
في منطقة البحر الكاريبي، حدثت موجات حرارة كبيرة في شهري أبريل وشتنبر 2020 حيث سجلت كوبا رقما قياسيا جديدا لدرجات الحرارة الوطنية بلغت 39.7 درجة مائوية يوم 12 أبريل، بينما شهدت درجات الحرارة الشديدة في شهر شتنبر تسجيل أرقام قياسية وطنية و إقليمية لجمهورية الدومينيكان وغرينادا وبورتوريكو، بينما حطمت أستراليا الأرقام القياسية في درجات الحرارة في أوائل عام 2020، بما في ذلك أعلى درجة حرارة سجلت بنريث 48.9 درجة مائوية، وكان الصيف شديد الحرارة في أجزاء من شرق آسيا حيث سجلت يوم 17 غشت بمدينة هاماماتسو 41.4 درجة مائوية ما يعادل الرقم القياسي لليابان
 
عادت إلى الواجهة ظاهرة انعدام الأمن الغذائي منذ عام 2014 بسبب الصراع والانكماش الاقتصادي بالإضافة إلى تقلب المناخ والظواهر الجوية الشديدة، حيث كان ما يقرب من 690 مليون شخص، أو 9٪ من سكان العالم، يعانون من نقص التغذية، وتعرض حوالي 750 مليونا أو ما يقرب من 10٪، لمستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي في عام 2019، وبين عامي 2008 و2018، كلفت آثار الكوارث القطاعات الزراعية في التنمية، أكثر من 108 مليار دولار من الإنتاج الزراعي والحيواني المتضرر أو المفقود، ارتفع عدد الأشخاص المصنفين في حالات الأزمات والطوارئ والمجاعة إلى ما يقرب من 135 مليون شخص في 55 دولة في عام 2019، بينما على مدى العقد الماضي تسببت الأحداث المناخية في نزوح ما معدله 23.1 مليون شخص كل عام، معظمهم داخل الحدود الوطنية، بينما تم تسجيل حوالي 9.8 مليون حالة نزوح، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى مخاطر وكوارث الأرصاد الجوية المائية، في النصف الأول من عام 2020، وتركزت بشكل رئيسي في دول جنوب وجنوب شرق آسيا وبدول القرن الأفريقي.
 
يمكن أن تقفز انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية المرتبطة بالطاقة 1.5 مليار طن هذا العام بعد الانخفاض الذي يعزى إلى الظروف الصحية للعام الماضي وستكون هذه ثاني أكبر زيادة سنوية في الانبعاثات منذ عام 2010 في أعقاب الأزمة المالية العالمية 2008-2009،حيث من المتوقع أن ترتفع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 5٪ لتصل إلى 33 مليار طن متري هذا العام، وستكون هذه الزيادة مدفوعة بشكل أساسي بالطلب على الفحم، في طريقه للنمو بنسبة 4.5 ٪ - مما سيسمح له بتجاوز مستواه في عام 2019 والاقتراب من الذروة التي تم الوصول إليها في عام 2014، ويبقى قطاع الكهرباء مسؤولا عن ما يقرب من ثلاثة أرباع هذه الزيادة.
 
وتعد الصين إلى حد بعيد أكبر مصدر لانبعاث الكربون ومستهلك للفحم في العالم تليها الولايات المتحدة التي تحتل المرتبة الثانية في الانبعاثات والثالثة في استهلاك الفحم، على الصعيد العالمي يطلق هذان البلدان وحدهما ما يقرب من نصف ملوثات الوقود الأحفوري التي تسبب الاحترار العالمي.
 
ويعتبر التعافي الاقتصادي من أزمة كوفيد 19 تعافيا غير مستدام في الوقت الحالي لمناخنا ما لم تتحرك الحكومات في جميع أنحاء العالم بسرعة للبدء في خفض الانبعاثات الغازات الدفيئة حيث من المحتمل أن نواجه وضعا أسوأ عام 2022 حيث تشير التقارير إلى أن الزيادة المتوقعة في استخدام الفحم ستتجاوز تلك الخاصة بمصادر الطاقة المتجددة بنحو 60٪، على الرغم من أن الطلب على الطاقة من المصادر المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، آخذ في الازدياد أيضا، لكن مع مبشرات قمة المناخ المنعقدة في العاصمة واشنطن تزامنا مع اليوم العالمي للأرض تؤكد أن الصين والولايات المتحدة الامريكية قد تعهدتا بالتعاون بشأن تغير المناخ، وتعتبر الصين مستهلكا رئيسيا للفحم الحجري من حيث القيمة المطلقة تعتبر الصين أكبر مصدر لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم، ولكنها أيضا الدولة الأكثر استثمارا في الطاقات الجديدة، إذن لا يمكننا حل أزمة المناخ هذه دون أن تكون الصين على طاولة المفاوضات
 
*المهندس محمد بنعبو: خبير في المناخ والتنمية المستدامة
* رئيس المكتب الوطني لجمعية مغرب أصدقاء البيئة
 
 

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار