العلم الإلكترونية - سعيد الوزان
باتت الأنظار متجهة أكثر صوب المغرب باعتباره وجهة طموحة لإنتاج الطاقة البديلة نظير ما يتوفر عليه من موارد طبيعية تجعل منه نقطة جذب لكبار المستثمرين الأجانب، خصوصا في إنتاج الهيدروجين الأخضر الذي يعد مستقبل الانتقال الطاقي في المملكة وفي العالم.
باتت الأنظار متجهة أكثر صوب المغرب باعتباره وجهة طموحة لإنتاج الطاقة البديلة نظير ما يتوفر عليه من موارد طبيعية تجعل منه نقطة جذب لكبار المستثمرين الأجانب، خصوصا في إنتاج الهيدروجين الأخضر الذي يعد مستقبل الانتقال الطاقي في المملكة وفي العالم.
وفي الواقع، فإن كبريات الشركات العالمية في مجال الطاقة يسيل لعابها بحثا عن الاستفادة من العرض المغربي المغري في المجال، حيث قامت الشركة العملاقة «توتال إيرين» باقتناء 170 ألف هكتار داخل البلاد بهدف استغلالها في مشاريعها للطاقة المتجددة، مثلها في ذلك مثل شركة الطاقة الإماراتية التي كشفت نيتها استثمار 10 مليار دولار في مشروع مماثل.
وشكل مؤتمر ميونيخ للأمن في دورته الستين التي أسدل الستار عنها متم الأسبوع الفارط فرصة للمسؤولين المغاربة من أجل التسويق للوجهة المغربية، وذلك من خلال عقد ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة جملة من اللقاءات الهامة، ومن ضمنها المباحثات التي جمعتها ب»روبرت هاييك»، نائب المستشار الألماني ووزير الاقتصاد الفيدرالي، والتي انصبت حول السبل الكفيلة بتعزيز وتقوية التعاون الثنائي بين البلدين في مجال الطاقة.
وعلقت الوزيرة في أعقاب هذه المباحثات بالقول إن هذه الأخيرة شكلت فرصة ثمينة لمناقشة الشراكة الاستراتيجية القوية ببن الرباط وبرلين، خصوصا على صعيد انتقال الطاقة والتنمية المستدامة، كاشفة أن مسار المغرب المتنامي ليصبح فاعلا مركزيا ورئيسيا في اقتصاد الهيدروجين الجديد شكل عصب هذه المباحثات.
وبدوره، عبر نائب المستشار الألماني عن نيته زيارة المغرب في أقرب الآجال للمضي قدما في بلورة مضامين التقارب الطاقي الألماني المغربي، وهو ما يمثل خطوة أخرى نحو تعزيز التعاون بين البلدين، حسب قوله.
كما جمعت الوزيرة المغربية مباحثات أخرى أجرتها مع نظيرتها البلجيكية، «تين فان دير سترايتن» تمحورت حول سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجال الانتقال الطاقي.
وفي سياق مرافعتها حول العرض الطاقي المغربي خلال الدورة الستين لمؤتمر ميونيخ للأمن، قالت بنعلي خلال ندوة حول:» معضلة نزع الكربون، من أجل انتقالات عادلة وسلمية في بلدان الجنوب» إن المملكة تحبل بمزايا أكيدة فيما يخص الطاقات المتجددة، مع مؤهلات تعد ضمن الأفضل على صعيد العالم.
وبعد تذكيرها بكون المغرب أول دولة تقوم بالتوقيع على شراكة خضراء مع الاتحاد الأوروبي، شددت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة على أن البلاد لديها كل ما يلزم لإقامة شراكات ذات مصداقية، مشيرة بهذا الخصوص إلى أن المغرب يتمتع بخبرة تمتد خمسة عشر عاما في تطوير مشاريع الطاقة المتجددة التي تعتبر مهمة للانتقال الطاقي، فضلا عن خبرة طويلة في قطاع التعدين، والذي أصبح اليوم قطاعا مهما للمعادن الحيوية.
ويذكر أن صندوق التنمية الألماني كان قد أعلن خلال الشهر الجاري تخصيص 270 مليون يورو لدعم تطوير صناعة الهيدروجين الأخضر في المغرب ودول أخرى، فيما كشفت صحيفة «فيست دويتشه ألغماينه تسايتونغ» مطلع يناير الماضي عن طلب «ميغيل لويز»، مدير عام مجموعة «تيسن جروب» من بلاده بناء خطوط أنابيب مخصص لنقل الهيدروجين تربطها بالمغرب مرورا بإسبانيا والبرتغال.
وتواترت التقارير الإعلامية الأوروبية عن حاجة القارة العجوز إلى تأمين إمداداتها من الهيدروجين المغربي، مسلطة الضوء على الاقتراح المغربي بإنشاء خط ضخم من أنابيب الهيدروجين بطول 5600 كيلومتر يربط بين 11 دولة من غرب أفريقيا، على أن يتم تشغيله بالتوازي مع خط أنابيب الغاز المغربي النيجيري الذي تبلغ تكلفته حوالي 25 مليار دولار.