العلم الإلكترونية - رشيد زمهوط
كثفت الجزائر خلال الفترة الأخيرة اتصالاتها بموريتانيا , في خطوة وصفها الملاحظون بالهادفة الى التشويش على مسارات التقارب المسجلة بين الرباط و انواكشوط و الضغط على السلطات الموريتانية لحملها على رفض الانضمام الى مبادرة الطريق الى الأطلسي التي وضعتها المملكة رهن إشارة دول الساحل الافريقي لتمكينها من تسويق منتجاتها عبر البنيات الأساسية المغربية وتحقيق تنمية شاملة لمواطنيها .
كثفت الجزائر خلال الفترة الأخيرة اتصالاتها بموريتانيا , في خطوة وصفها الملاحظون بالهادفة الى التشويش على مسارات التقارب المسجلة بين الرباط و انواكشوط و الضغط على السلطات الموريتانية لحملها على رفض الانضمام الى مبادرة الطريق الى الأطلسي التي وضعتها المملكة رهن إشارة دول الساحل الافريقي لتمكينها من تسويق منتجاتها عبر البنيات الأساسية المغربية وتحقيق تنمية شاملة لمواطنيها .
النظام الجزائري يرى في المبادرة المغربية التي استقطبت بمجرد الإعلان عنها دول مالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد, تهديدا مباشرا للأمن القومي للجزائر التي تعاني من عزلة اقليمية قاتلة غدتها أزمتها الدبلوماسية المفتوحة مع مالي على كل التحديات الأمنية , و أيضا إدراك قصر المرادية أن نجاح مبادرة تسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي تعني مباشرة إنهيار المشروع الانفصالي الذي ترعاه و تموله بصحراء لحمادة و لذلك فالنظام العسكري يكابر و يعاند و يتحرك على جميع الجبهات الدبلوماسية المتاحة من أجل إفشال المبادرة المغربية أو على الأقل عزل موريتانيا من الحلقة الجغرافية للمبادرة المغربية التي ستتمدد مستقبلا الى أجزاء واسعة من منطقة الساحل و غرب افريقيا بعد التفكك التدريجي الذي يعتري منذ سنتين على الأقل تجمع المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا و الآفاق الاقتصادية و الاجتماعية الواعدة لمشروع الخط الغازي الرابط بين نيجيريا و المغرب و الذي أضحى يثير اهتمام العديد من الشركاء القاريين و الدوليين مما يعني أن قصر المرادية سيفقد بحكم الواقع رهانه على جارته الجنوبية الغربية كبوابة استراتيجية نحو غرب إفريقيا،
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يركز منذ مدة جهوده بشكل متعمد و غريب على موريتانيا بنوايا توثيق العلاقات الثنائية معها و استدراجها الى الأجندة الجزائرية المترصدة للتوسع الاستراتيجي للرباط بعمق القارة السمراء , وبعد أقل من ثلاث أيام على إيفاد وزير خارجيته عطاف الى نواكشوط حاملا رسالة خاصة للرئيس ولد الغزواني , ها هو يهاتف نظيره الموريتاني للتداول في قضايا ثنائية و جدول أعمال زيارة مرتقبة قريبا للرئيس الموريتاني للجزائر هي الثانية من نوعها للغزواني للجزائر منذ تقلده منصبه الرئاسي صيف سنة 2019 و تخصص لتوقيع اتفاقيات ثنائية ذات طابع اقتصادي وأمني ضمن مسعى قصر المرادية الى افشال المبادلات التجارية بين الرباط و جارتها الجنوبية و تقليص نشاط و الاشعاع الدولي للمعبر الحدودي الاستراتيجي بالكركرات .