العلم الإلكترونية - الرباط
مع ارتفاع درجة التطورات الخطيرة والعاصفة التي تعرفها الحرب في قطاع غزة، واشتداد حدة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفي ظل عجز مجلس الأمن الدولي عن إصدار قرار حاسم بوقف إطلاق النار فوراً، و توالي الزيارات المكوكية التي يقوم بها أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي للمنطقة، تتأكد ضرورة الرجوع إلى الخطاب الملكي السامي الذي قرأه بالنيابة السيد عزيز أخنوش رئيس الحكومة، في مؤتمر القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، التي عقدت في الرياض يوم 11 نوفمبر الماضي، والتي تضمنت الخطوط العريضة لخريطة الطريق للخروج من الأزمة الكارثية المدمرة وغير المسبوقة التي تعصف بالشعب الفلسطيني عصفاً لا يُبقي ولا يذر. وقد صيغت تلك الخريطة في أربع أولويات ملحة ، وأربع مسلمات بديهية ، تفرض نفسها بإلحاح شديد ، وكأنها قدمت اليوم أو أمس ، مما يجعلها محتفظةً بحيويتها و براهنيتها وبفعاليتها ، ومحتويةً على العناصر الرئيسَة لإنهاء هذا الصراع المحتدم الذي تجاوز سبعة عقود ، ولوضع حد لهذه المأساة الإنسانية التي صارت ، لهولها و شناعتها وفظاعتها ، وصمةَ عارٍ في جبين البشرية .
مع ارتفاع درجة التطورات الخطيرة والعاصفة التي تعرفها الحرب في قطاع غزة، واشتداد حدة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفي ظل عجز مجلس الأمن الدولي عن إصدار قرار حاسم بوقف إطلاق النار فوراً، و توالي الزيارات المكوكية التي يقوم بها أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي للمنطقة، تتأكد ضرورة الرجوع إلى الخطاب الملكي السامي الذي قرأه بالنيابة السيد عزيز أخنوش رئيس الحكومة، في مؤتمر القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، التي عقدت في الرياض يوم 11 نوفمبر الماضي، والتي تضمنت الخطوط العريضة لخريطة الطريق للخروج من الأزمة الكارثية المدمرة وغير المسبوقة التي تعصف بالشعب الفلسطيني عصفاً لا يُبقي ولا يذر. وقد صيغت تلك الخريطة في أربع أولويات ملحة ، وأربع مسلمات بديهية ، تفرض نفسها بإلحاح شديد ، وكأنها قدمت اليوم أو أمس ، مما يجعلها محتفظةً بحيويتها و براهنيتها وبفعاليتها ، ومحتويةً على العناصر الرئيسَة لإنهاء هذا الصراع المحتدم الذي تجاوز سبعة عقود ، ولوضع حد لهذه المأساة الإنسانية التي صارت ، لهولها و شناعتها وفظاعتها ، وصمةَ عارٍ في جبين البشرية .
البدائل الأربعة المرفوضة التي وردت في الخطاب الملكي السامي قبل شهرين، لا تزال غير ممكنة ، وهي : لا بديل عن سلام حقيقي في المنطقة يضمن للفلسطينيين حقوقهم المشروعة، في إطار حل الدولتين، ولا بديل عن دولة فلسطينية مستقلة و عاصمتها القدس، ولا بديل عن تقوية السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس أبو مازن ، و لا بديل عن وضع آليات لأمنٍ إقليمي مستدام قائم على القانون الدولي والمرجعيات الدولية المتعارف عليها. وهذا ما يفسر بأنه لا مجال لأي اقتراح أو مبادرة أو أفكار أو تصورات خارجة عن هذه الخطوط العريضة لخريطة الطريق التي رسمها الخطاب الملكي في عز الأزمة ، والتي هي لا تزال المخرج الوحيد من المشكلة المعقدة التي تعددت الطروحات ، خلال هذه الفترة ، لحل عقدتها وتفكيكها و إنهائها الأبدي بإدخالها متحف تاريخ المنطقة .
إن تعدد الحلول وتزاحمها و تعارض بعضها لبعضٍ ، على النحو الذي يزيد الأزمة تفاقماً و استعصاءً على التسوية، إنما يؤكد أن القوى الفاعلة قد ضاقت بها الحال، و باتت تضطرب اضطراباً يدل على انسداد الأفق أمامها لطي هذه الصفحات الدامية من سجل التاريخ، من خلال تحرك واقعي وعقلاني و إنساني يستند إلى القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني . وهذا ما عبر عنه الخطاب الملكي في قمة الرياض، بأوضح العبارات و أقوى الصياغات، بحيث جاء في الأولويات الملحة، التي هي القاعدة العريضة لخريطة الطريق ، ما يلي: الخفض العاجل والملموس للتصعيد، ووقف الاعتداءات العسكرية بما يفضي لوقف إطلاق النار ، وضمان حماية المدنيين وعدم استهدافهم وفقاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية بإنسيابيةٍ وبكميات كافية لسكان غزة ، وإرساء أفق سياسي للقضية الفلسطينية كفيل بإنعاش حل الدولتين المتوافق عليه دولياً . و مفتاح الحل، أولاً وقبل كل شيء، هو إرساء أفق سياسي للقضية الفلسطينية . فهل الزيارة الرابعة التي يقوم بها أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي للمنطقة تصب في هذا الاتجاه ؟.
ذلك هو السؤال المطروح بإلحاح خلال بداية الشهر الرابع من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة . والولايات المتحدة الأمريكية هي التي تملك أن تجيب عنه ، لأن بيدها 99% من الأوراق تجعلها قادرة، إذا أرادت، على فتح الأفق السياسي، ووضع آليات لأمن إقليمي مستدام، كما جاء في الخطاب الملكي في قمة الرياض ، الذي لا يزال ساري المفعول، ويمثل خريطة الطريق للولوج إلى مرحلة جديدة من السلام الذي تحلم به البشرية و تتطلع إليه، ليس في المنطقة العربية فحسب، و إنما في العالم بأسره .
ألم نقل إن الخطاب الملكي في قمة الرياض كأنه ألقي اليوم أو أمس؟.
ألم نقل إن الخطاب الملكي في قمة الرياض كأنه ألقي اليوم أو أمس؟.