العلم الإلكترونية - رشيد زمهوط
دخلت الوساطة الأممية في ملف النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية مجددا منطقة المنزلقات، بعد سقوط المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي السيد دي ميستورا في فخ تمييع المسلسل السياسي الأممي الذي نصبته الجزائر وجنوب افريقيا ضمن مناورة ثنائية للتغطية على مسلسل الانتكاسات السياسية والدبلوماسية التي يراكمها الطرح الانفصالي وإقحام بريتوريا عنوة ضمن أطراف معادلة الحل السياسي السلمي الذي ترعاه الأمم المتحدة بشكل حصري و تؤطره منذ زهاء العقدين بشكل واضح و جلي قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ...
دخلت الوساطة الأممية في ملف النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية مجددا منطقة المنزلقات، بعد سقوط المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي السيد دي ميستورا في فخ تمييع المسلسل السياسي الأممي الذي نصبته الجزائر وجنوب افريقيا ضمن مناورة ثنائية للتغطية على مسلسل الانتكاسات السياسية والدبلوماسية التي يراكمها الطرح الانفصالي وإقحام بريتوريا عنوة ضمن أطراف معادلة الحل السياسي السلمي الذي ترعاه الأمم المتحدة بشكل حصري و تؤطره منذ زهاء العقدين بشكل واضح و جلي قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ...
المغرب الذي تفطن مبكرا لمناورة محور الجزائر/بريتوريا الجديدة، رد بقوة مشددا على أنه لن يسمح أبدا بأن يكون لجنوب إفريقيا أي دور في قضية الصحراء المغربية، ومبرزا أن بريتوريا كانت وما تزال تكن الضغينة لقضية الصحراء.
الموقف المغربي الحاسم والمنتفض، جاء في أعقاب حلول المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستافان دي ميستورا الأربعاء الماضي بجنوب إفريقيا، من أجل المشاركة في اجتماعات تتعلق بـ»قضية الصحراء « وهي الخطوة غير المحسوبة التي زكتها الأمم المتحدة حين أعلن عنها المتحدث باسم الأمين العام الأممي الثلاثاء الماضي موضحا أن دي ميستورا يتوجه إلى جنوب أفريقيا، بدعوة من حكومتها، لعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين في جنوب أفريقيا لبحث القضية .
المغرب الذي أعلن أول أمس السبت عن رفضه للزيارة ، شدد على أن المملكة المغربية قامت بتحذير دي ميستورا وبوضوح، من عواقب زيارته على العملية السياسية.
الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، السفير عمر هلال أكد في حوار نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء أن المغرب لم تتم، في أي لحظة، استشارته أو حتى إبلاغه بموضوع الزيارة مبرزا أن الخارجية المغربية وبمجرد علمها بمشروع هذه الزيارة، قبل عدة أسابيع، أعربت مباشرة للسيد دي ميستورا، وكذلك للأمانة العامة للأمم المتحدة، عن اعتراض المغرب القاطع وكذا رفضه لأي تفاعل مع بريتوريا بشأن قضية الصحراء المغربية استنادا لأسباب مشروعة و موضوعية.
الدبلوماسي المغربي فصل بأن المغرب قام بتذكير المبعوث الشخصي بأسس مهمته، المتمثلة في رسالة تعيينه من قبل الأمين العام للأمم المتحدة، والتي تنص على أنه سيتعين عليه العمل حصرا مع الأطراف الأربعة المعنية بالعملية السياسية، وفي إطار قرارات مجلس الأمن منذ سنة 2007، ومن بينها القرار 2703 بتاريخ 30 أكتوبر الماضي موضحا أن هذه القرارات لا تشير البتة إلى جنوب إفريقيا، فبالأحرى لأي دور أو مساهمة مزعومة لهذا البلد في العملية السياسية.
هلال أضاف أنه تم إطلاع المبعوث الشخصي على مختلف العوامل التي تمنع تدخل جنوب إفريقيا في قضية الصحراء المغربية، و منها أن هذا البلد يعترف بالكيان الوهمي ويدعم “البوليساريو” سياسيا ودبلوماسيا وإعلاميا وعسكريا و لذلك فإن المغرب لن يسمح أبدا بأن يكون لجنوب إفريقيا أي دور في الملف.
ممثل المغرب استغرب أيضا لتصريح وزيرة خارجية جنوب إفريقيا عقب لقائها بدي ميستورا قالت فيه إن المبعوث الأممي أحاطها علما بالمقاربات الراهنة التي تتم حاليا مناقشتها في الأمم المتحدة، وعبر عن اندهاشه لحديث وزيرة خارجية جنوب إفريقيا لأن المغرب ليس على علم بأي مقاربة. وإذا كانت هناك مقاربات، فمن الحري مناقشتها مع المغرب وباقي الأطراف، وليس مع جنوب إفريقيا إذ بالنسبة للمملكة، هناك مقاربة واحدة فقط، وهي المتمثلة في الموائد المستديرة، بمشاركة حصرية للمغرب والجزائر وموريتانيا والبوليساريو، طبقا لما أوصت به قرارات مجلس الأمن المتتالية.
عمر هلال دعا في الأخير المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء إلى «أن يكرس جهوده بشكل أكبر لإقناع الجزائر باستئناف مفاوضات الموائد المستديرة، كما كان الحال في سنتي 2018 و2019». مشيرا إلى أن «لديه تفويض واضح وقوي من مجلس الأمن بهدف تسهيل التوصل إلى حل سياسي وواقعي وعملي ودائم وقائم على التوافق لهذا النزاع الإقليمي».
سقطة الوسيط الأممي ستافان دي ميستورا تعيد الى الأذهان مصير سلفه الدبلوماسي الأمريكي كريستوفر روس الذي سحب المغرب ثقته منه بماي 2012 بسبب أسلوب عمله غير المتوازن والمنحاز جهارا للطرح الانفصالي وخاصة بعد تضمينه أحد تقاريره اتهاما خطيرا وغير مؤسس للمغرب بـ«تعقيد عمل» البعثة الأممية.