* العلم: الرباط
يبدو أن المسؤولين الجزائريين أدمنوا على الكذب وعلى مناقضة كل التصريحات والبيانات التي تتلو اجتماعاتهم مع دول أو هيئات أجنبية .
فعقب الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير خارجية الجزائر باستدعاء من الإدارة الأمريكية لاستجلاء مواقفها من عدد من القضايا وفي مقدمتها موقف الجارة الشرقية من النزاع الروسي الأوكراني والتصريحات البلهاء التي أطلقها الرئيس الجزائري أمام الرئيس بوتين واصفا إياه بصديق الإنسانية، كان اللقاء استنطاقيا لوضع النقط على الحروف. خرجت الخارجية الجزائرية كعادتها ببيان محرف عن محتوى اللقاء الاستنطاقي والذي لم تكن قضية الصحراء المغربية نقطته المركزية لأن الجزائر تعرف الموقف الأمريكي من هذه القضية، إذ حاولت التنصل من مسؤوليتها كطرف في النزاع، وقالت «الطرفين» بدل الأطراف الواردة في البيان الأمريكي، وفي قرارات الأمم المتحدة والتي تعني أن الجزائر طرف في النزاع.
ومما جاء في البيان الجزائري أن عطاف وبلينكن «تناولا آخر تطورات قضية الصحراء، مجددين التعبير عن دعمهما لجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، السيد ستافان دي ميستورا، الرامية لتمكين طرفي النزاع من الانخراط بجدية ودون شروط مسبقة في المسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة.
وبعد وقت وجيز نشرت الخارجية الأمريكية، بيانا متناقضا مع البيان الجزائري، جاء فيه أن بلينكن جدد دعمه الكامل للمبعوث الشخصي للأمين العام ستافان دي ميستورا وهو يتشاور بشكل مكثف مع جميع الأطراف (بما فيها الجزائر) المعنية لتحقيق حل سياسي للصحراء
وكانت الجزائر قد وافقت، نهاية مارس في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، على المشاركة في «المشاورات غير الرسمية والثنائية» التي أطلقها دي ميستورا مع جميع الأطراف المعنية بالنزاع في الصحراء. كما التقى المبعوث الأممي بدبلوماسي جزائري بنيويورك، وقال هذا الأخير إن الجزائر تعيد التأكيد على أن دورها لا يتعدى «صفة مراقب» في نزاع الصحراء، وهو ما تحاول إقناع القوى الدولية به.
وفي تصريح للصحافة قبل بدء المحادثات مع نظيره الجزائري، ركز أنطوني بلينكين بشكل أساسي على «مكافحة الإرهاب» و«تعزيز السلام والأمن في منطقة الساحل الشاسعة».
وللتذكير، فخلال زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون للصين، الشهر الماضي نسبت الرئاسة الجزائرية إلى الصين «دعم تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية»، غير أن الحكومة الصينية لم تشر في بياناها إلى تغيير موقفها من نزاع الصحراء.