وزان: ندوة تربوية حول موضوع محاربة الهدر المدرسي

العلم الإلكترونية - عبد الإلاه المهدبة

تنزيلا لأحكام القانون الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين و البحث العلمي، وتنفيذا لبرامج الإطار الإجرائي لخارطة الطريق 2023-2024 و أهدافها الاستراتيجية خاصة في مجال إعمال إلزامية التعليم الأساسي و الحد من ظاهرة الانقطاع عن الدراسة.، و تحت شعار " أحبك يا وطني – الطفل أمانة الحاضر وأمل المستقبل " احتضن المركز الثقافي لدعم مبادرات الشباب بمدينة وزان اليوم السبت 23 شتنبر 2023 الساعة الرابعة عصرا فعاليات الندوة التربوية حول موضوع " محاربة الهدر المدرسي و القضاء على ظاهرة تشغيل الأطفال مسؤولية الجميع " التي شارك في تنظيمها كل من مؤسسة الفقيه التطواني و وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولات الصغرى و التشغيل والكفاءات والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بوزان.

 

افتتحت أشغال الندوة التربوية بمداخلة خديجة بنعبد السلام المديرة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية و التعليم الأولي والرياضة بوزان، رحبت من خلالها بالمشاركات والمشاركين في الندوة، كما شكرت مؤسسة الفقيه التطواني و وزارة الإدماج الاقتصادي و المقاولة الصغرى و التشغيل والكفاءات على مشاركتهم في تنظيم وتنشيط هذه الندوة التربوية، كما شكرت رئيس المجلس العلمي المحلي وعضو اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان لجهة طنجة تطوان الحسيمة على مساهمتهم في تأطير فعاليات الندوة.

 

وأكدت المديرة الإقليمية في مستهل كلمتها على أهمية الموضوع باعتباره أحد الركائز الأساسية في إصلاح منظومة التربية و التكوين سيما و أن إلزامية التعليم حظيت بالأولوية داخل مسار خارطة طريق الإصلاح التربوي ببلادنا ، و يتضح هذا الإهتمام عبر مجموعة من المشاريع التربوية التي أطلقتها الوزارة والهادفة للحد من ظاهرة الهدر المدرسي ومنها :

 

- مشروع المدارس الرائدة؛

- تعميم التعليم الأولي؛

- برنامج من الطفل إلى الطفل؛

- برنامج من اليافع إلى اليافع؛

- توسيع شبكة مدارس الفرصة الثانية؛

- توسيع قاعدة المتعلمات والمتعلمين المستفيدين من الدعم التربوي؛

- توسيع شبكة المدارس الجماعاتية؛

 

وأشارت، إلى أن الجهود متواصلة سنويا بمعية كل الشركاء و الفاعلين في المنظومة من أجل ضمان حق التعليم للجميع وفق مسار من المبادرات الرامية إلى محاربة الهدر المدرسي و المساهمة في القضاء على ظاهرة تشغيل الأطفال . 

 

وأكد أبو بكر الفقيه التطواني، رئيس مؤسسة الفقيه التطواني ، ومن خلال مداخلته، على اهتمام المؤسسة بهموم الطفولة، معبرا عن قلق المؤسسة من ظاهرة تشغيل الأطفال وظاهرة الهدر المدرسي . منوها بجهود الوزارة الوصية على قطاع التعليم و مجددا دعوته لكافة الفاعلين المدنيين والسياسيين إلى ضرورة بذل المزيد من الدعم والجهود لتطويق هذه الظواهر المجتمعية نظرا لأرقامها المخيفة و تأثيرها على مستقبل الأجيال الصاعدة .

 

وأشار في المداخلة ذاتها، إلى أن العديد من الأطفال ببلادنا يشتغلون في ظروف قاسية تعرض صحتهم للخطر و تحرمهم من براءتهم وطفولتهم و تعليمهم داعيا المشاركين و المشاركات في الندوة إلى التعبئة لمحاربة تشغيل الأطفال و الحد من ظاهرة الهدر المدرسي.

 

كما أكد أحمد الزريولي رئيس المجلس العلمي المحلي، على أن جميع أفراد المجمع المغربي مدنيا و مؤسساتيا معنيون و مسؤولون كافة عن تفشي ظاهرة الهدر المدرسي و تشغيل الأطفال مشددا على كون تعاون الجميع من أجل محاربة الظاهرتين معا هو واجب ديني قبل أن يكون وطني ، و مذكرا بأن المكان الطبيعي للأطفال هي المدارس، داعيا إلى ضرورة إنشاء مديرية تعهد إليها مهمة محاربة الهدر المدرسي بشكل نهائي ودائم يسهر على تدبير شؤونها متخصصون في الشأن التربوي ومجالات الدعم النفسي والاجتماعي.

 

وذكّر محمد حمضي عضو اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان لجهة طنجة تطوان الحسيمة، ومن خلال مقاربته الحقوقية، ببعض مضامين التقرير السنوي للمجلس الوطني لحقوق الإنسان لسنة 2022، مركزا على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وعلى رأسها الحق في التعليم والحق في الصحة و الحماية الاجتماعية . مستحضرا بعض أسباب توسع و انتشار ظاهرة الهدر المدرسي خلال السنوات الأخير ومنها أزمة وباء كوفيد(19) و التغيرات المناخية وغيرها.

 

وتناولت سلوى السماتي باحثة بسلك الدكتوراه تخصص القانون العام والعلوم السياسية بجامعة محمد الخامس، الموضوع من الجانب القانوني، مبرزة العلاقة بين ظاهرة الهدرة المدرسي و ظاهرة تشغيل الأطفال، كما تناولت الاختلاف بين المجالين الحضري و القروي و نوعية المجالات التي تستقطب تشغيل الأطفال في المهن الخطرة مما يضر بحياة الأطفال دون سن القدرة على العمل و أشارت أيضا إلى دور مفتش الشغل في الحد من ظاهرة تشغيل الأطفال.داعية إلى توحيد القوانين المرتبطة بالطفولة و إجبارية التعليم و دعم ربات البيوت و توسيع مهام مفتش الشغل لتشمل مجالات أخرى و غيرها ما دام هناك تناقض في بنود القوانين المؤطرة لظاهرة تشغيل الأطفال وخاصة مدونة الشغل .

 

من جانبه، تناول حمزة شينبو (أستاذ علم النفس الإكلينيكي النمائي بكلية علوم التربية التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط)، الموضوع من جانب علم النفس، معتبرا أن ظاهرة تشغيل الأطفال تمثل تجربة صادمة للطفل و لها تأثير سلبي على نمائه النفسي و العقلي . مشيرا إلى ضرورة تعزيز التعاون و التكامل بين الأسرة والمدرسة لتقوية جسور المصلحة الفضلى لبناء شخصية طفولة سليمة .

 

وعلى مستوى مواكبة الأطفال نفسيا و عاطفيا، اقترح حمزة شينبو إمكانية التنسيق بين المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية و التعليم الأولي والرياضة بوزان وكلية علوم التربية لتنظيم تكوينات لفائدة أطر الدعم الاجتماعي و النفسي في مجال متنوعة وذات الصلة بالقضايا الراهنة من أجل تجويد الارتقاء بالخدمات التربوية لتطوير أداء المدرسة العمومية. 

 

وعرف هذا الحدث التربوي الذي نشطته مريم بوتوراوت صحفية بالإذاعة الوطنية، حضورا متميزا لممثلي السلطات المحلية و المنتخبة و برلمانيي الإقليم و ممثلة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة طنجة تطوان الحسيمة و مدراء المؤسسات التعليمية بإقليم وزان، والسادة المفتشون والمفتشات بالمديرية الإقليمية للتعليم بوزان و مستشاري التوجيه و التخطيط و أيضا عدد هام من الأطر التربوية و الإدارية بمختلف أسلاكها الوظيفية ، وكذلك ممثلين عن جمعيات آباء و أمهات و أولياء التلاميذ ، و هيئات و شركاء و فاعلين في المجال التربوي و الجمعوي و الإعلامي ، و كذا ممثلي مختلف المصالح و الأقسام الإدارية للمؤسسات العمومية بالإقليم .