* العلم الإلكترونية: لحسن الياسميني
ذكرت صحيفة «إيل فارو دي ميليا» الصادرة في مدينة مليلية المحتلة، أن زعيم الحزب الشعبي الإسباني ألبيرتو نونييث فيوخو سيقوم يوم الجمعة المقبل بزيارة لمدينة مليلية المحتلة.
وتأتي هذه الزيارة التي تعتبر الثانية من نوعها في ظرف ستة أشهر في إطار الاستعداد للانتخابات المقبلة في إسبانيا، حيث يتطلع الحزب الشعبي اليميني إلى الفوز بالأغلبية التشريعية، ومن ثم الصعود إلى سدة الحكم.
وإذا كان ظاهر هذه الزيارة هو الوقوف إلى جانب سكان مليلية من أجل تجاوز الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها المدينة المحتلة بسبب إغلاق المغرب للمعبر والكساد شبه التام الذي عرفه اقتصاد المدينة الذي كانت تجارة التهريب تشكل عموده الفقري، فإن باطنها هو التظاهر بالطابع الإسباني للمدينة المحتلة، ومحاولة استفزاز الجانب المغربي واستغلال ما يمكن أن يصدر من ردود فعل في الحملة الانتخابية لصالح الحزب الشعبي الذي ما زال يعيش على أحلام الماضي الاستعماري، وما زالت مطالبة المغرب باسترجاع المدينتين تقض مضجعه رغم كل التصريحات المؤيدة للاستمرار في الحلم بتأبيد وجود الاحتلال الإسباني بالمدينتين .
وكان فيوخو فور انتخابه زعيما للحزب قد انتقد موقف حكومة سانشيز الداعم لاقترح الحكم الذاتي المغربي، ولوح بالتخلي عن هذا التأييد إذا ما وصل إلى دفة الحكم في إسبانيا، هذا في الوقت الذي لم يقدم فيه أية وجهة نظر بديلة للموقف الحكيم الذي اتخذه سانشيز أخذا بعين الاعتبار ما يمثله حسن علاقات مع المغرب من مزايا سياسية وأمنية واقتصادية لإسبانيا.
وقد جرت هذه المواقف المتشنجة لزعيم الحزب الشعبي اتجاه المغرب انتقادات الحكومة الإسبانية.
فقد اتهمه وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، بقيادة حزبه إلى تبني مواقف معادية للمغرب. وقال في حوار له مع صحيفة «الإسبانيول» إن «نقطة التحول هذه هي في الأساس عودة إلى أصول الحزب الشعبي، وعودة إلى سياسة المواجهة مع المغرب، وعودة إلى أزمة جزيرة ليلى التي تعود إلى عام 2002.
وتابع رئيس الدبلوماسية الإسبانية حديثه قائلا إن الكل يجمع على أن المغرب يجب أن يكون على رأس أولويات السياسة الخارجية لإسبانيا. وأن وظيفة وزير الخارجية تتمثل في إقامة أفضل العلاقات مع الجيران.
واعتبر ألباريس أن المواقف المناهضة للمغرب لزعيم الحزب الشعبي لا يشاركها معه أعضاء ضمن الحزب الأكبر في المعارضة في مجلس النواب بالبرلمان الإسباني. واستشهد على وجه الخصوص برئيسي منطقة الأندلس المتمتعة بالحكم الذاتي، خوان مورينو بونيلا، وسبتة المحتلة، خوان فيفاس، اللذين، بحسب ألباريس، يؤيدان النهج السياسي لبيدرو سانشيز فيما يتعلق بالمغرب.
وكان رئيس سبتة المحتلة، خوان فيفاس، قد اتصل بوزير الخارجية الإسباني، في 20 مارس 2022، للتعبير عن دعمه لـ المرحلة الجديدة في العلاقات مع المغرب، التي تم تدشينها بعد دعم سانشيز للمبادرة المغربية للحكم الذاتي للصحراء المغربية.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تنتقد فيها الحكومة الإسبانية الحزب الشعبي اليميني المعارض، فقد سبق لوزير الخارجية الإسباني مانويل ألباريس أن اتهم زعيم الحزب الشعبي ألبيرتو نونييث فيوخو بالعمل على تقويض العلاقات مع المغرب وتسميمها، مضيفا أن الحزب الشعبي يتجه نحو منعطف معادي للمغرب في مواقفه السياسية، وأنه يريد الرجوع بهذه العلاقات إلى زمن التأزم الذي ساد إُثر أزمة جزيرة ليلى.
العلم الإلكترونية – وكالات