Quantcast
2024 ماي 16 - تم تعديله في [التاريخ]

وطنية علال الفاسي المتجددة للفكر وللممارسة والمسايرة للتطور والملهمة للتقدم والمستشرفة للمستقبل


وطنية علال الفاسي المتجددة  للفكر وللممارسة والمسايرة للتطور والملهمة للتقدم والمستشرفة للمستقبل

الخطاب الجامع والمستفيض والمستوعب، الذي ألقاه الدكتور نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال، في الذكرى الخمسين لوفاة الزعيم علال الفاسي،  يؤكد بشكل قاطع، أن العائلة الاستقلالية واعيةٌ تمام الوعي ومدركةٌ عميق الإدراك، بأن إذكاء الوطنية كما كان يتخذها زعيم التحرير عقيدةً ومنهجاً ويؤمن بها فكراً وممارسةً، هي اليوم مذهبنا القويم الذي نحن في أمس الحاجة إليه، لمواكبة أوراش الإصلاح التي يقودها، بكل حكمة وتبصر، جلالة الملك محمد السادس، أيده الله، في مختلف المجالات الحيوية، وموقنةٌ مطلق اليقين بأن الوطنية بأبعادها المختلفة، شكلت دائماً منطلق تفكير الزعيم الفذ، وكان من أبرز تجلياتها فكره السياسي والاقتصادي والاجتماعي، تماماً كما كانت قبل ذلك إحدى ركائز نضاله الوطني من أجل الحرية والاستقلال، وأسست لتصوره المجتمعي لما بعد الاستقلال، لاقتناعه الراسخ بدورها الأساس في كل القضايا المجتمعية.

وقد اختزل الأمين العام العقيدة الوطنية عند الزعيم علال الفاسي في خطابه  بالمناسبة، فقال (لم تكن الوطنية عند الزعيم مجرد رد فعل لمقاومة الأجنبي، ولا مجرد تكتل موقت كأنه تحالف ضروري لدفع الخطر الداهم، ولا مرحلة من مراحل تاريخ المغرب، ولكنها انبعاث لوجود مغربي، بما يشتمل عليه من حضارة إسلامية وكيان أفريقي ورغبة إنسانية في البقاء). وهذا ما يؤكد أن الوطنية التي آمن بها الزعيم علال وعاش حياته مكافحاً من أجلها، لا يحددها التاريخ وحده، ولا الأرض وحدها، ولا الإنسان وحده، ولكنها مدينةٌ لكل ذلك ولأكبر من ذلك، وهي الإنسانية.

وأفاض خطاب الأمين العام في إبراز خصائص الوطنية وقيمها ومقوماتها عند زعيم التحرير، فوصف منظور الوطنية في الفكر العلالي، بأنه منظور شمولي، لا ترتبط فيه الوطنية بتحرير الأرض من المستعمر فقط، بل تتعداه إلى تحرير الإنسان من الظلم والجهل والأمية، ومن الهشاشة والفقر، وتحفزه إلى السعي في طلب الرزق، في إطار الوحدة الوطنية والعدالة الاجتماعية والمساواة و الإنصاف.

إن الدارس للتراث الفكري والعلمي للزعيم علال الفاسي، يدرك أنه كان يؤمن بوطنية تنشد التقدم والعدل والحرية وتحرير الإنسانية من الاستبداد والطغيان، كما تتوخى إقرار العدالة الاجتماعية التي لا تميز بين الطبقات والأفراد، واعتبار المصلحة العامة مقياساً لكل عمل صالح، وإقامة مجتمع مبني على الأخوة والتضامن والتعاون وفق القيم الروحية ومكارم الأخلاق التي جُبِلَ عليها المغاربة.

والوطنية بهذه الخصوصيات وبهذه المزايا، لا يمكن اختزالها في الكفاح من أجل الحرية والاستقلال وتحقيق السيادة المغربية والدفاع عن المقدسات، وإنما الوطنية الحقة هي التي تستهدف بناء مغرب المستقبل، على أساس الديمقراطية والثوابت الدينية والوطنية والأخلاقية. والارتقاء بالوطنية إلى هذا المستوى الرفيع، يجعل منها  ما يمكن أن نسميه بالوطنية المستشرفة للمستقبل، باعتبار أنها تتجاوز الحاضر وتتطلع إلى المستقبل ، من خلال رؤيةٍ استشرافيةٍ، وعبر أداةٍ توقعيةٍ.

وتلك هي إحدى الخصائص الفكرية التي امتاز بها الزعيم علال الفاسي، التي نستحضرها بهذه المناسبة، ونبرزها في التوجه الفكري الذي يعتمده حزبنا . وتأكيداً على الاستلهام من هذه المزايا الفكرية الراقية ، قال الأخ الأمين العام  لحزب الاستقلال (إن استحضارنا اليوم لمفهوم الوطنية عند الزعيم علال الفاسي، مرده إلى تفرده بنموذج قل نظيره من الوطنية العابرة لكل قضايا الأمة التي عالجها بفكره المتجدد والمتنور، وهو النموذج الذي أضفى على الزعيم التميز والقدرة على التأثير في الأحداث والإسهام في صنعها وتوجيه مسارها، لتبقى مدينةً له بما قدم لها من صدق التوجيه ونبل المقاصد وسمو الوطنية الحقة).  وتلك هي القيمة المضافة للوطنية في فكر الزعيم علال الفاسي وفي ممارسته لها في الواقع وتجسيدها في مواقف وقرارات و مبادرات واجتهادات.

وبهذا الاعتبار تكون الوطنية التي ارتبطت حياة الزعيم بها منذ نعومة أظفاره ويفاعته المبكرة، متجددةً على الدوام، ومسايرةً للتطور الذي تعيشه الإنسانية، وملهمةً للتقدم الذي يشهده عالمنا اليوم، ومستشرفةً للمستقبل. وقد عبر المفكر علال الفاسي عن هذه المعاني العميقة، حين رفع شعار معركة اليوم والغد، وجعله عنواناً لأحد مؤلفاته الغنية والدالة على علو كعبه في ساحة الفكر السياسي والاقتصادي والاجتماعي، على الصعيدين الوطني والدولي.

وقد عبر الأمين العام بعبارات قوية وواضحة وقاطعة، عن تشبث حزب الاستقلال بالمنهج الوطني والتعادلي الذي رسم معالمه زعيمنا علال الفاسي، حين قال (إن حزب الاستقلال الذي كان حاضراً في جميع المحطات التاريخية التحررية والدستورية والديمقراطية والسياسية والتنموية لبلادنا، وفاعلاً ومؤثراً فيها، سيظل انطلاقاً من مسؤوليته السياسية والوطنية، وفياً لالتزاماته تجاه الوطن والمواطنين، ومخلصاً للمقاصد النبيلة لوطنية علال الفاسي بأبعادها المختلفة، ومعنزاً بقيمه ومبادئه، ومتشبثاً بمنظومة الأخلاق القويمة، ومخلصاً لمرجعيته التعادلية التي تنظم المشروع المجتمعي الاستقلالي الذي أسس له علال).

وهكذا يكون حزب الاستقلال قد جدد وفاءه لوطنية الزعيم علال الفاسي ولقيمها و لمقوماتها بكل أبعادها.

*العلم*

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار