العلم الإلكترونية - الرباط
لا يفتأ التعاون العسكري بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية يترسخ، فبالإضافة إلى التمرين السنوي الضخم للأسد الإفريقي بين جيشي البلدين، وعدد من الدول الإفريقية ودول من حلف الناتو ، يجري الجيشان عددا آخر من المناورات ذات الأهدف المتنوعة، وفي تخصصات مختلفة.
لا يفتأ التعاون العسكري بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية يترسخ، فبالإضافة إلى التمرين السنوي الضخم للأسد الإفريقي بين جيشي البلدين، وعدد من الدول الإفريقية ودول من حلف الناتو ، يجري الجيشان عددا آخر من المناورات ذات الأهدف المتنوعة، وفي تخصصات مختلفة.
فخلال الأيام الأخيرة أطلقت البحرية الملكية المغربية ونظيرتها الأمريكية نسخة 2023 من مناورة أطلس هاندشايك العسكرية.
وبحسب السفارة الامريكية بالرباط فقد وصلت مدمرة الصواريخ الموجهة من طراز يو إس إس بول إغناتيوس إلى مدينة أكادير من أجل المشاركة في هذا التمرين بجوار الفرقاطة البحرية الملكية المغربية السلطان مولاي إسماعيل.
ويهدف هذا التمرين وفق المصدر ذاته إلى تقوية وتعزيز الجاهزية القتالية للقوات المشاركة في العمليات البحرية والأمنية.
ويو إس إس بول إغناتيوس هي أحدث سفينة حربية في الأسطول البحري الأمريكي المنتشر في أوروبا. ومنذ يونيو 2022، ترسو المدمرة في قاعدة روتا العسكرية الأمريكية في إسبانيا. وتعود النسخة الأخيرة من مناورة أطلس هاندشايك إلى عام 2021، وشهدت آنذاك مشاركة السفينة الأمريكية “يو إس إس بورتر” (DDG 78) والفرقاطة علال بن عبد الله، التي دخلت الخدمة منذ شتنبر 2012.
وكان المغرب قد وقع مع الولايات المتحدة اتفاقية تعاون عسكري مدتها 10 سنوات في 2 أكتوبر 2020 بالرباط.
وكان البلدان قد نظما النسخة التاسعة عشرة من مناورات الأسد الإفريقي في الفترة ما بين 2 و16 يونيو المنصرم.
وقد شملت في البداية عددا من التكوينات استفاد منها ضباط، وضباط صف، وجنود من القوات المسلحة الملكية، وتوجت بشواهد للجنود المستفيدين من هذه التكوينات بمختلف رتبهم.
وهمت هذه التكوينات التي استفاد منها الجنود الذين شاركوا في مناورات الأسد الإفريقي عددا من التخصصات التي كانت موضوعات للمناورات المشتركة، مثل التخطيط العملياتي، والجوانب القانونية ، والإعلام العمومي، والتخطيط الطبي ، والأمن السيبراني، وتقنيات لتقييم التمارين.
وأجريت النسخة التاسعة عشرة من مناورات الأسد الإفريقي بين القوات المسلحة الملكية والجيش الأمريكي بمشاركة عدد من الدول الإفريقية والأوروبية في مناطق القنيطرة وأكادير، وطانطان، وتيزنيت، وبنكرير والمحبس.
وشهدت هذه النسخة كسابقاتها تمرينات في عدد من التخصصات العسكرية ، منها على الخصوص الطيران وتمارين للرماية بالمدفعية بعيدة المدى في منطقة المحبس وتمارين للمشاة، ومحاكاة لعملية واسعة النطاق.
وتميزت هذه السنة بمشاركة الحرس الوطني الأمريكي لتخليد 20 سنة من التعاون العسكري بين البلدين.
وكان المغرب هذه السنة المحتضن الرئيسي لهذه المناورات العسكرية بين القوات المسلحة الملكية، والقوات الأمريكية، وذلك على الرغم من الكثير من الضغوطات التي مارسها بعض نواب الكونغريس الأمريكي المناصر للجزائر ولصنيعتها البوليساريو وعلى رأسهم جيمس إنهوف لنقل المقر الرئيسي لهذه المناورات إلى بلد اخر، حيث أن قيادة الجيش الأمريكي ولاعتبارات تنظيمية أصرت على ضرورة الإبقاء المغرب كمقر رئيسي نظرا للكفاءة العالية للقوات المسلحة الملكية وحسن تنظيمها، كما أن هذا الإبقاء جاء تنفيذا للإرادة السياسية للإدارة الأمريكية، التي لم تكتف بذلك ، بل وافقت على بيع المغرب معدات عسكرية غاية في القوة والتطور ، وعلى رأسها راجمات الصواريخ « هيمارس»، وهي الراجمات التي جرى التدريب عليها في مناورات الأـسد الإفريقي للسنة الماضية، والتي تم التمرين عليها هذه السنة أيضا، وبالضبط في منطقة المحبس القريبة من تندوف، مع ما تحمله هذه المنطقة من رموز سياسية، أـولاها أنها تقع في الصحراء المغربية، مما يؤكد الاعتراف الأمريكي بمغربيتها، كما فند هذا التمرين، الادعاءات والبلاغات الوهمية للحرب الخيالية التي تخوضها جبهة البوليساريو في بلاغاتها اليومية والتي تدعي فيه قصف منطقة المحبس.
كما يستمر التعاون العسكري المغربي الأمريكي من خلال صفقات السلاح التي يوقعها المغرب مع الولايات المتحدة آخرها طلب دبابات برادلي الأمريكية المتطورة لتعزيز القدرات الدفاعية للقوات المسلحة الملكية. كما سلمت الولايات المتحدة للمغرب 500عربة نقل تشمل شاحنات أمريكية وعربات هيمفي الشهيرة كهبة للجيش المغربي بعد نهاية المناورات المشتركة بين البلدين.
وجدير بالذكر، أن المغرب يتمتع بصفة الحليف الاستراتيجي خارج حلف الناتو، وهي الصفة التي يملكها دول قلائل في الشرق الأوسط.