العلم الإلكترونية - ع. العياشي
احتضن مقر عمالة إقليم تاوريرت، يوم الخميس الماضي لقاء تواصليا، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثامنة عشرة لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تحت شعار : " حصيلة إنجازات ومكتسبات المرحلة الثالثة " .
احتضن مقر عمالة إقليم تاوريرت، يوم الخميس الماضي لقاء تواصليا، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثامنة عشرة لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تحت شعار : " حصيلة إنجازات ومكتسبات المرحلة الثالثة " .
وأكد العربي التويجر رئيس اللجنة الاقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في كلمة بالمناسبة، أن المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية اعتمدت في فلسفتها ورؤيتها الاستراتيجية على التوجيهات الملكية السامية الواردة في رسالة جلالته الموجهة إلى المشاركين في الدورة الأولى للمناظرة الوطنية للتنمية البشرية بالصخيرات يومي 18 و 19 شتنبر 2019 تحت شعار : "تنمية الطفولة المبكرة، التزام من أجل المستقبل" الرامية إلى النهوض بالرأسمال البشري، ودعم الفئات في وضعية صعبة، وإطلاق جيل جديد من المبادرات الخلاقة لفرص الشغل والمدرة للدخل.
وأشار العربي التويجر إلى أن هذه المرحلة اعتمدت من أجل ذلك هندسة تروم النهوض بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، عبر التصدي المباشر، وبطريقة استباقية، للمعيقات الأساسية التي تواجه التنمية البشرية للفرد، طيلة مراحل نموه، وكذا دعم الفئات في وضعية صعبة، وإطلاق جيل جديد من المبادرات المحدثة لفرص الشغل، وتطوير الأنشطة المدرة للدخل.
كما لم يفوت التويجر الإشادة بالمجهودات التي قامت بها اللجان المحلية بمختلف مكوناتها لتحسين مستويات مؤشرات التنمية البشرية باقتراح المشاريع الكفيلة بالاستجابة للحاجيات المعبر عنها من خلال التشخيص الترابي الذي أشرفت على إنجازه اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية التي عملت إلى غاية سنة 2023 على إنجاز وبرمجة 319 مشروعا وعملية، شملت مختلف البرامج الأربعة للمبادرة.
وحسب توضيحات عامل الإقليم، فإن هذه المشاريع تطلب تمويلها غلافا ماليا إجماليا بلغ 117,72 مليون درهم، ساهمت فيه المبادرة الوطنية بمبلغ 115,07 مليون درهم، أي بنسبة 97 في المائة، حيث وصل عدد المستفيدين بشكل مباشر من هذه المشاريع بإقليم تاوريرت، خلال هذه المرحلة ( 2019 – 2023 )، إلى 229 ألف و 321 شخصا.
وأضاف، أن الأمر يتعلق أيضا بتعزيز البنية التحتية بالوسط القروي على مستوى 19 دوارا من خلال دعم ولوج الساكنة المحلية للاستفادة من الماء الصالح للشرب والطاقة الكهربائية والطرق المعبدة.
وقد تمت منذ انطلاق المرحلة الثالثة من المبادرة سنة 2019، برمجة وإنجاز 12 مشروعا في إطار البرنامج الأول بكلفة إجمالية تقدر بـ 17,32 مليون درهم، و 131 مشروعا أو عملية في إطار البرنامج الثاني بمبلغ إجمالي يقدر بـ 28,57 مليون درهم، و 44 مشروعا ضمن البرنامج الثالث بكلفة إجمالية تقدر بـ 27,87 مليون درهم، و 132 مشروعا أو عملية في إطار البرنامج الرابع بمبلغ إجمالي يقدر بـ 43,96 مليون درهم.
وتميز اللقاء التواصلي، بتقديم عرض من طرف قسم العمل الاجتماعي بعمالة تاوريرت، حول منهجية عمل المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والحصيلة المنجزة خلال سنوات انطلاقها بالإقليم، بالإضافة إلى إبراز الدور الذي تضطلع به منصة الشباب في الإصغاء والتأطير ومواكبة حاملي المشاريع، وكذا عرض شريط مصور حول مختلف المشاريع التي تم إنجازها في إطار البرامج الأربعة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
كما تم تقديم شهادات حية لمجموعة من المستفيدين من هذه المشاريع، والذين أجمعوا على أهمية مساهمة المبادرة في تحسين وضعيتهم، ووقعها الإيجابي على حياتهم اليومية.
وتم بعد عصر الخميس، بجماعة العيون سيدي ملوك تدشين مركز للتربية والتكوين، تم بناؤه وتجهيزه من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
ويروم هذا الأخير، دعم قدرات النساء في وضعية صعبة، وتمكينهن من اكتساب كفاءات تساعدهن على الانخراط في سوق الشغل بشكل يضمن لهن التمكين الاقتصادي.
وتم بناء وتجهيز هذا المركز بغلاف مالي إجمالي بلغ 1,65 مليون درهم، بتمويل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في إطار اتفاقية شراكة بين عمالة إقليم تاوريرت، وجماعة العيون سيدي ملوك، والمندوبية الإقليمية للتعاون الوطني بتاوريرت.
وتصم هذه المنشأة الجديدة، قاعة متعددة التخصصات، وقاعات مخصصة لورشات الخياطة، والحرف اليدوية، وقاعة للإعلاميات، إضافة إلى مكتب إداري ومرافق صحية وفضاء خارجي.
وفي تصريح لوسائل الاعلام، أكد صديقي البشير، عن قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم تاوريرت، أن هذا المركز العصري الذي تم بناؤه على مساحة إجمالية تقدر بـ 848 متر مربع ( منها 225 متر مربع مغطاة ) سيمكن ساكنة حي عين الحجر، خاصة النساء في وضعية صعبة، من الاستفادة من برامج تكوينية في مجالات متعددة ( كالخياطة والتطريز والمعلوميات... ) لضمان تمكينهن الاقتصادي.
وأشار إلى أن هذا المركز يعد واحدا من بين مشاريع مولتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم تاوريرت وتروم العناية بالمرأة، خاصة التي في وضعية هشة، مبرزا أن المبادرة قد خصصت منحة مالية بنحو 50 ألف درهم سنويا، لضمان السير الجيد لهذا المركز ومساعدة القائمين عليه في تحقيق الأهداف المبتغاة.
ويرى فؤاد العز المكلف بتدبير شؤون المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني أن هذا المركز من شأنه المساهمة في تطوير القدرات الفردية للنساء المستفيدات، حيث سيمكنهن من تلقي مجموعة من التكوينات الحرفية، إضافة إلى الاستفادة من مجموعة من الورشات والدورات التكوينية الأخرى في مختلف المواضيع المرتبطة بالتمكين النسائي مثل إنشاء وتسيير التعاونيات، وتركيب وإعداد المشاريع التنموية.
كما أشرف العربي التويجر عامل الإقليم والوفد المرافق له، على افتتاح المعرض المحلي للمنتوجات المجالية، المنظم بالمناسبة ذاتها تحت شعار:" التشغيل الذاتي رافعة حقيقية للتنمية المحلية " .
وقد ضم المعرض 20 رواقا الذي كان الهدف منه ترويج لمنتوجات التعاونيات والمقاولات المستفيدة من دعم برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، ولتشجيع روح المقاولة والأعمال لدى الشباب.