العلم - الرباط
بخطى وئيدة لا تسْتجعل القصيدة، تأتي بموعد أو بدونه.. "امرأة بتوقيت الأبد"، وهو عنوان ديوان سادس للشاعر والإعلامي المغربي محمد بشكار.
الديوان الذي يمتد في 114 صفحة من الحجم المتوسط، صادر عن دار مكتبة سلمى الثقافية بتطوان بدعم من وزارة الثقافة المغربية برسم سنة 2024، ويكتتف في فهرسه أربعا وعشرين قصيدة تُحلق ببنات أشْعارها، في طقس محفوف بالغَزَل.
تزين غلاف الديوان لوحة للفنان التشكيلي أنس البوعناني، أما التصميم فهو من إنجاز الفنان محمد العروصي.
بخطى وئيدة لا تسْتجعل القصيدة، تأتي بموعد أو بدونه.. "امرأة بتوقيت الأبد"، وهو عنوان ديوان سادس للشاعر والإعلامي المغربي محمد بشكار.
الديوان الذي يمتد في 114 صفحة من الحجم المتوسط، صادر عن دار مكتبة سلمى الثقافية بتطوان بدعم من وزارة الثقافة المغربية برسم سنة 2024، ويكتتف في فهرسه أربعا وعشرين قصيدة تُحلق ببنات أشْعارها، في طقس محفوف بالغَزَل.
تزين غلاف الديوان لوحة للفنان التشكيلي أنس البوعناني، أما التصميم فهو من إنجاز الفنان محمد العروصي.
وقد استبق النقاد المغاربة نجيب العوفي وصدوق نور الدين وعبد الرحمن التمارة، هذا الديوان قبل الطبع، بشهادات بليغة، حيث قال العوفي في كلمة واصفة إنه : "على امتداد ثلاثة عقود ونيّف، أصدر الشاعر محمد بشكار خمسة أعمال شعرية منتظمة المواعيد، بدْءا من ديوانه الأول (ملائكة في مصحّات الجحيم) 1999 إلى ديوانه الأخير لا الآخر (حلم أعلى الوسادة) 2022 ، مشفوعة بعملين نثريين – سرديين ، (رسائل الكفران) و(هزائمي المنتصرة)، جامعا بين سرّ الصناعتين حسب تعبير أبي هلال العسكري، صناعة الشعر وصناعة النثر .
وها هو ذا في ديوانه الجديد (امرأة بتوقيت الأبد)، يستكمل مساره الشعري الدؤوب والوئيد في آن بإضافة شعرية متميزة تجدّد أفق تجربته الشعرية وتوسّع مِروَحتها. وهي تجربة يانعة المواسم تحمل بصمته الجمالية الخاصة بلغتها المجازية المجنّحة وصورها واستعاراتها المبتكرة الفريدة وحُمولاتها الدلالية الإشراقية والوجودية والوجدانية، شاعرا بالأشياء ومتأمّلا مفكّرا فيها أيضا.
يُراهن الشاعر في تجربته الشعرية الجمالية على بلاغة الصور والاستعارات والجِناسات والتّوريات. أي يراهن بعبارة، على المكوّن الأساس للنص الشعري وهو اللغة، مُوائما بين جزالة الصّوغ الشعري وسلاسته ورُوائه في آن.
وها هو ذا في ديوانه الجديد (امرأة بتوقيت الأبد)، يستكمل مساره الشعري الدؤوب والوئيد في آن بإضافة شعرية متميزة تجدّد أفق تجربته الشعرية وتوسّع مِروَحتها. وهي تجربة يانعة المواسم تحمل بصمته الجمالية الخاصة بلغتها المجازية المجنّحة وصورها واستعاراتها المبتكرة الفريدة وحُمولاتها الدلالية الإشراقية والوجودية والوجدانية، شاعرا بالأشياء ومتأمّلا مفكّرا فيها أيضا.
يُراهن الشاعر في تجربته الشعرية الجمالية على بلاغة الصور والاستعارات والجِناسات والتّوريات. أي يراهن بعبارة، على المكوّن الأساس للنص الشعري وهو اللغة، مُوائما بين جزالة الصّوغ الشعري وسلاسته ورُوائه في آن.
وإذا كان الشاعر بشكار يتخفّف في تجربته الشعرية من الدّال الإيقاعي – العروضي، فإنه لا يتخفّف أبدا من موسيقية الجملة الشعرية وإيقاعها الجمالي - المُعجمي والتركيبي، من حيث الانتقاء المرهف للمُفردة الشعرية ومهارة سَبكها وتوليفها.
في عمله الجديد المخصّب لأعماله السابقة، إنصاتٌ لوجيب الذات حيث يهيمن الصوت الغنائي وضمير المتكلم كما يتبدّى ذلك بدءا من عناوين النصوص.
كما تحضر المرأة كهاجس شعري رئيس وقسيم . وهي التي تتصدّر أيضا عنوان الديوان (امرأة بتوقيت الأبد )، الذي يستعيد المناخ الغزلي بمُقاربة شعرية حداثية - مُنفتحة.
والشاعر من بعدُ يعرف جيدا كيف يتوكّأ على (عكاز المجاز) - عنوان نص في الديوان .
إن العمل الجديد للشاعر، تنويع جميل على تجربة الشاعر، وضخّة مُنعشة للمشهد الشعري المغربي".
بينما آثر الناقد صدوق نورالدين الاعتراف "بداية بأن التجربة الشعرية للشاعر محمد بشكار، تجربة ممتدة في الزمان والمكان. هذا الامتداد، يتم استجلاؤه تأسيسا من حيث الصوغ والمعنى الذي يعمل على إنتاجه. والواقع أن تجربة في هذا المستوى، إنما تتفرد بخاصاتها الجمالية، وبالقضايا التي يتم تناولها، مما يجعلها نسيج وحدة. وعلى السواء، الإضافة الثرية للمتن الشعري الحديث بالمغرب، إذا ما ألمحنا للتراكم المتحقق على مستوى الآثار شعرا ونثرا.
ولعل ما يعزز التجربة ويهبها قوتها، الديوان الذي نحن بصدده والموسوم بــ "امرأة بتوقيت الأبد"حيث تهيمن موضوعة الحب، ويتم استجلاء الحنين الذاتي انطلاقا من إحساس صوفي بالوجود، وبما يعتمل داخليا من أحاسيس تترجم الواقع في أبعاده الزمانية والمكانية، مما يترتب عنه الحوار الشفيف بين الذات والطرف الثاني بما هو الصورة عن امرأة مرغوب فيها، وفي ما يمكن أن تقدم عليه واقعا وصورة فنية وجمالية:
إذا جاء
قلبي قبلي
فلا تضعيه بكوب
الجليد، سيبرد
من كل إحساس.
ضعيه
جِوار محابق تُورِق
خارج سقف المناخات،
وارفةً، حيث لا
حرَّ أو قرَّ، يشبه طقسا
شمَمْته تحت
ضفائر إمرأة ليس
يَفسُد في ظلها أي قلب.
ومما يعضد القول السابق، الرهان في هذا الديوان على معجم طبيعي يرفع من قيمة هذه الموضوعة. ويخدم بالتالي المعنى المراد ترجمته، إذا ما ألمحت للتكرار القصدي لجمل بذاتها إذ من خلالها يتوسع أفق القصيدة ويمتد، علما بأن للتكرار القصدي وظيفة التثبيت والتأكيد. تثبيت واقع الحال، وتأكيده ارتباطا بالزمن والحلم والانتظار، انتظار الغائب الذي قد يمثل واقعا، أو خيالا:
ليس في عالمي
أي قلب
إذا طرت من
فرح كي أعانق
موعدها، فتأبطت كل
رصيف لنمشي
معا في الهواء.
يبقى القول بأن ديوان "امرأة بتوقيت الأبد"، من الدواوين الشعرية التي تستحق عن جدارة الذيوع والنشر والتداول، وبالتالي القراءة النقدية الموضوعية والموسوعة، لفيض الغنى الذي يسم معناه وطريقة الصوغ على السواء.
ولعل ما يعزز التجربة ويهبها قوتها، الديوان الذي نحن بصدده والموسوم بــ "امرأة بتوقيت الأبد"حيث تهيمن موضوعة الحب، ويتم استجلاء الحنين الذاتي انطلاقا من إحساس صوفي بالوجود، وبما يعتمل داخليا من أحاسيس تترجم الواقع في أبعاده الزمانية والمكانية، مما يترتب عنه الحوار الشفيف بين الذات والطرف الثاني بما هو الصورة عن امرأة مرغوب فيها، وفي ما يمكن أن تقدم عليه واقعا وصورة فنية وجمالية:
إذا جاء
قلبي قبلي
فلا تضعيه بكوب
الجليد، سيبرد
من كل إحساس.
ضعيه
جِوار محابق تُورِق
خارج سقف المناخات،
وارفةً، حيث لا
حرَّ أو قرَّ، يشبه طقسا
شمَمْته تحت
ضفائر إمرأة ليس
يَفسُد في ظلها أي قلب.
ومما يعضد القول السابق، الرهان في هذا الديوان على معجم طبيعي يرفع من قيمة هذه الموضوعة. ويخدم بالتالي المعنى المراد ترجمته، إذا ما ألمحت للتكرار القصدي لجمل بذاتها إذ من خلالها يتوسع أفق القصيدة ويمتد، علما بأن للتكرار القصدي وظيفة التثبيت والتأكيد. تثبيت واقع الحال، وتأكيده ارتباطا بالزمن والحلم والانتظار، انتظار الغائب الذي قد يمثل واقعا، أو خيالا:
ليس في عالمي
أي قلب
إذا طرت من
فرح كي أعانق
موعدها، فتأبطت كل
رصيف لنمشي
معا في الهواء.
يبقى القول بأن ديوان "امرأة بتوقيت الأبد"، من الدواوين الشعرية التي تستحق عن جدارة الذيوع والنشر والتداول، وبالتالي القراءة النقدية الموضوعية والموسوعة، لفيض الغنى الذي يسم معناه وطريقة الصوغ على السواء.
أما الناقد عبد الرحمن التمارة فاعتبر أن "محتويات ديوان الشاعر محمد بشكار «امرأة بتوقيتِ الأبدْ» تكشفُ تجربةً إبداعية غنية راكمها الشاعر في المشهد الشعري العربي والمغربي. لهذا، فَبعْدَ قراءة جميع قصائد الديوان تبيّن أنها تقترب من قضايا الذات الشاعرة في امتداداتها المختلفة وعلاقاتها المتنوعة. لهذا، فإنّ عمق البناء الرمزي الذي شكّل فيه الشاعر قصائده يقترن بدلالات متعددة، فيبقى من أهمها؛ أوّلاً، دلالات تخصّ الذات في كينونتها النوعية وما تواجهه في الحياة، بناء على وجودها الفردي ونظام علاقاتها المختلفة، من إشكالات متنوعة. وثانياً، دلالات تهمّ امتلاءها الذاتي المقترن بكينونة منخرطة في سيرورة أسّها التحوّل الدائم، مما جعلها تستحضر وجودها الإنساني في وضعية تتراءى شديدة الاتصال بقضايا الفكر والحلم والحب والصراع والقلق والرمز والإبداع.
وثالثا، على حياة فردية تنتسب للوجود عبْر رؤى أسّها تجربة «الأنا» التي تحاول ملامسة عمقها، وتتوخى تجاوز حدود الأنا واستشراف تخوم عالم إنساني ممتدّ وغنيّ. وهذا ما يستفاد من المعطيات الدلالية المشكلة لديوان «امرأةٌ بتوقيت الأبد». إضافة لذلك، فإنّ قصائد للديوان تشكّلها لغة رمزية منفتحة على تعدّد دلالي ورؤية إبداعية معبِّرة، فتراءت لغةً مُنشدّةً لروح الإبداع الشعري؛ حيث تنزاح لغته عن بلاغة الوضوح، لتبني، في اقتدار رفيع، صوراً رمزية تؤطِّرها شعرية الاقتصاد الإشاري، وبلاغة التلميح الملائمة لعالم الفن الشعري. لهذا، نحتفي بالديوان الشعري الجديد «امرأة بتوقيت الأبد»، للشاعر محمد بشكار، بوصفه شاعراً يسجل حضوراً إبداعياً دائماً ومستمراً، منذ فترة طويلة في المشهد الإبداعي المغربي والعربي، بعدما اطلعت على المحمولات الدالة لقصائد الديوان الأربع والعشرين، وأبعادها الرمزية المختلفة وأبنيتها الجمالية المتنوعة".
وثالثا، على حياة فردية تنتسب للوجود عبْر رؤى أسّها تجربة «الأنا» التي تحاول ملامسة عمقها، وتتوخى تجاوز حدود الأنا واستشراف تخوم عالم إنساني ممتدّ وغنيّ. وهذا ما يستفاد من المعطيات الدلالية المشكلة لديوان «امرأةٌ بتوقيت الأبد». إضافة لذلك، فإنّ قصائد للديوان تشكّلها لغة رمزية منفتحة على تعدّد دلالي ورؤية إبداعية معبِّرة، فتراءت لغةً مُنشدّةً لروح الإبداع الشعري؛ حيث تنزاح لغته عن بلاغة الوضوح، لتبني، في اقتدار رفيع، صوراً رمزية تؤطِّرها شعرية الاقتصاد الإشاري، وبلاغة التلميح الملائمة لعالم الفن الشعري. لهذا، نحتفي بالديوان الشعري الجديد «امرأة بتوقيت الأبد»، للشاعر محمد بشكار، بوصفه شاعراً يسجل حضوراً إبداعياً دائماً ومستمراً، منذ فترة طويلة في المشهد الإبداعي المغربي والعربي، بعدما اطلعت على المحمولات الدالة لقصائد الديوان الأربع والعشرين، وأبعادها الرمزية المختلفة وأبنيتها الجمالية المتنوعة".