العلم - رشيد زمهوط
بعد موريتانيا التي رفض رئيسها محمد ولد الشيخ الغزواني قبل شهر الانضمام إلى مشروع التكتل المغاربي الذي ابتدعته الجزائر كبديل لاتحاد المغرب العربي وتعمدت إقصاء المغرب وموريتانيا من عضويته، أطلقت ليبيا رصاصة الرحمة على رأس المشروع الجزائري حتى قبل ولادته الرسمية مبددة بذلك أحلام الرئيس الجزائري الذي كان يمني النفس بتوظيف إنجاز عزل المملكة في محيطها الإقليمي واحتواء نفوذها الإقليمي المتصاعد ضمن حصيلة عهدته الرئاسية الآيلة للانتهاء .
ليبيا جددت الأربعاء تمسكها باتحاد المغرب العربي، وطالبت بالعمل على تفعيله، في موقف يعبر عن رفض سياسي للمبادرة «المشبوهة» التي أطلقها الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون قبل شهر والهادفة إلى تأسيس تكتّل مغاربي جديد يستثني المغرب، ويحد من زخم إشعاعه الدبلوماسي بالمنطقة ويخول للجزائر هامش مناورة لإعادة إطلاقها خططها المسيطرة والمهيمنة التي تراجع منذ عقدين مفعولها الإقليمي بشكل كبير.
وكان قصر المرادية قد أعلن قبل أسابيع عن تأسيس كيان مغاربي ثلاثي يضم تونس وليبيا مع إقصاء المملكة المغربية، وزعم الرئيس الجزائري بعد ذلك عن وجود توافق حول مسعى تفتيت الإطار المغاربي التاريخي وذلك بعد اللقاء الثلاثي الذي جمعه مع كل من الرئيس التونسي قيس سعيد ورئيس المجلس الرئاسي في ليبيا محمد المنفي.
موريتانيا أخذت منذ البداية مسافة حذرة من المشروع الجزائري المفاجئ ورفضت الانصياع للصفقة الجزائرية المتجلية في مقايضة تمويل مشاريع تنموية بالتراب الموريتاني بمواقف سياسية تناهض المصالح العليا للجارة الشمالية لنواكشوط، التي تصور نظام قصر المرادية أن عزلها مغاربيا سيقيد مستقبلا من هامش تحركاتها الناجحة في عدد من الملفات الإقليمية الساخنة من قبيل الأزمة الليبية وقضايا الساحل.
وكان وزير الخارجية والتعاون الدولي المفوض بالحكومة الليبية، عبد الهادي الحويج قد أكد قبل أسبوع للزميلة «هسبريس» أن “المنطقة المغاربية ليست بحاجة إلى تأسيس كيانات جديدة، إذ لديها مؤسسات موجودة وقارة، تحتاج فقط إلى تفعيل عملها وتقويتها؛ وهو ما يتطلب بدوره الارتقاء بمستوى الشراكات بين الدول لما فيه مصلحة الشعوب المغاربية والعربية والإفريقية”.
المسؤول الليبي المتفاعل مع إعلان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بشكل رسمي وعلني عن نية بلاده تأسيس كيان مغاربي جديد يضم تونس وليبيا، و تلميحه إلى وجود اتفاق في هذا الإطار ما بين هذه الدول الثلاث شدد على أن ليبيا، التي تترأس اليوم الاتحاد المغاربي، تتشبث بهذا الخيار وتريد تقوية وتعزيز التعاون المشترك بين البلدان المغاربية التي يبقى حجم التبادل التجاري فيما بينها ضعيفا قياسا بالتكتلات الإقليمية الأخرى .
صفعة ليبيا التي تبدد أحلام وأوهام الرئيس تبون بعد التحفظ الموريتاني الدبلوماسي، تقبر بالمرة مناورة الجزائر التي لا تهدف إطلاقا خدمة الشعوب المغاربية بل تنطوي على سلوك إقصائي حاقد ومبيت تجاه المغرب تحت غطاء مبررات ومسوغات كاذبة وملفقة من قبيل شلل مؤسسات الاتحاد المغاربي الذي تتحمل الجزائر النصيب الأكبر من مسؤوليته على الأقل من منطلق توقفها منذ قرابة العقدين عن تسديد مستحقاتها المتراكمة و التزاماتها المالية غير المسددة لفائدة اتحاد المغرب العربي وتماطلها كما أكد ذلك في وقت سابق الأمين العام للاتحاد في تعيين ممثليها في لجان ومؤسسات الاتحاد .
تمسك ليبيا وموريتانيا بالاتحاد الخماسي في صيغته الأصلية بالتزامات موثقة بمعاهدة مراكش التأسيسية، دفع الرئيس تبون إلى مناورة ماكرة جديدة قبل أيام حين صرح وهو يعاين خطته التفتيتية والتفكيكية تتلاشى أمام مواقف صارمة لجيرانه، أن الباب مفتوح دائما أمام الجيران في الغرب( يقصد المغرب) للانخراط في تكتله الهش، ليتضح أن حرص قصر المرادية على استدراج حكام طرابلس لتكتله، يكشف عن رغبة دفينة ومتجددة لمحاولة قرصنة المسار السياسي لمسلسل الصخيرات الذي أطلقته الرباط قبل سنوات ولقي تجاوبا وترحيبا من أطراف الأزمة الليبية والمجتمع الدولي.
حرص قصر المرادية على تفكيك الاتحاد المغاربي يعتبر في نظر المتتبعين ردة فعل بليدة للسياسة الخارجية المرتبكة للنظام الجزائري على التأييد الذي قوبلت به المبادرة التي أطلقها المغرب وتهدف إلى تسهيل ولوج دول الساحل الأفريقي إلى المحيط الأطلسي .
وبما أن أجهزة الاستخبارات العسكرية الجزائرية التي كانت قد حذرت حكام الجزائر قبل شهرين من عواقب و«أضرار» التأثير المغربي المتصاعد بمنطقة الساحل، قد تكبدت فشلا ذريعا في إفشال مبادرة الساحل الأطلسي التي أطلقتها الرباط فقد دفع الجنرالات رئيسهم الباحث عن عهدة رئاسية ثانية إلى المغامرة مجددا بفتح جبهة حرب دبلوماسية جديدة ضد الامارات العربية المتحدة وتحميلها مسؤولية النكسات الدبلوماسية المتتالية التي تتكبدها الجزائر في الساحل وغرب إفريقيا، ليتأكد أن شطحات الرئيس تبون الإعلامية المتسلسلة لم تعد تجدي إلا كوقود لحملة انتخابية رئاسية باردة لم تعد رهاناتها تستهوي أو تقنع الجزائريين نفسهم.
بعد موريتانيا التي رفض رئيسها محمد ولد الشيخ الغزواني قبل شهر الانضمام إلى مشروع التكتل المغاربي الذي ابتدعته الجزائر كبديل لاتحاد المغرب العربي وتعمدت إقصاء المغرب وموريتانيا من عضويته، أطلقت ليبيا رصاصة الرحمة على رأس المشروع الجزائري حتى قبل ولادته الرسمية مبددة بذلك أحلام الرئيس الجزائري الذي كان يمني النفس بتوظيف إنجاز عزل المملكة في محيطها الإقليمي واحتواء نفوذها الإقليمي المتصاعد ضمن حصيلة عهدته الرئاسية الآيلة للانتهاء .
ليبيا جددت الأربعاء تمسكها باتحاد المغرب العربي، وطالبت بالعمل على تفعيله، في موقف يعبر عن رفض سياسي للمبادرة «المشبوهة» التي أطلقها الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون قبل شهر والهادفة إلى تأسيس تكتّل مغاربي جديد يستثني المغرب، ويحد من زخم إشعاعه الدبلوماسي بالمنطقة ويخول للجزائر هامش مناورة لإعادة إطلاقها خططها المسيطرة والمهيمنة التي تراجع منذ عقدين مفعولها الإقليمي بشكل كبير.
وكان قصر المرادية قد أعلن قبل أسابيع عن تأسيس كيان مغاربي ثلاثي يضم تونس وليبيا مع إقصاء المملكة المغربية، وزعم الرئيس الجزائري بعد ذلك عن وجود توافق حول مسعى تفتيت الإطار المغاربي التاريخي وذلك بعد اللقاء الثلاثي الذي جمعه مع كل من الرئيس التونسي قيس سعيد ورئيس المجلس الرئاسي في ليبيا محمد المنفي.
موريتانيا أخذت منذ البداية مسافة حذرة من المشروع الجزائري المفاجئ ورفضت الانصياع للصفقة الجزائرية المتجلية في مقايضة تمويل مشاريع تنموية بالتراب الموريتاني بمواقف سياسية تناهض المصالح العليا للجارة الشمالية لنواكشوط، التي تصور نظام قصر المرادية أن عزلها مغاربيا سيقيد مستقبلا من هامش تحركاتها الناجحة في عدد من الملفات الإقليمية الساخنة من قبيل الأزمة الليبية وقضايا الساحل.
وكان وزير الخارجية والتعاون الدولي المفوض بالحكومة الليبية، عبد الهادي الحويج قد أكد قبل أسبوع للزميلة «هسبريس» أن “المنطقة المغاربية ليست بحاجة إلى تأسيس كيانات جديدة، إذ لديها مؤسسات موجودة وقارة، تحتاج فقط إلى تفعيل عملها وتقويتها؛ وهو ما يتطلب بدوره الارتقاء بمستوى الشراكات بين الدول لما فيه مصلحة الشعوب المغاربية والعربية والإفريقية”.
المسؤول الليبي المتفاعل مع إعلان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بشكل رسمي وعلني عن نية بلاده تأسيس كيان مغاربي جديد يضم تونس وليبيا، و تلميحه إلى وجود اتفاق في هذا الإطار ما بين هذه الدول الثلاث شدد على أن ليبيا، التي تترأس اليوم الاتحاد المغاربي، تتشبث بهذا الخيار وتريد تقوية وتعزيز التعاون المشترك بين البلدان المغاربية التي يبقى حجم التبادل التجاري فيما بينها ضعيفا قياسا بالتكتلات الإقليمية الأخرى .
صفعة ليبيا التي تبدد أحلام وأوهام الرئيس تبون بعد التحفظ الموريتاني الدبلوماسي، تقبر بالمرة مناورة الجزائر التي لا تهدف إطلاقا خدمة الشعوب المغاربية بل تنطوي على سلوك إقصائي حاقد ومبيت تجاه المغرب تحت غطاء مبررات ومسوغات كاذبة وملفقة من قبيل شلل مؤسسات الاتحاد المغاربي الذي تتحمل الجزائر النصيب الأكبر من مسؤوليته على الأقل من منطلق توقفها منذ قرابة العقدين عن تسديد مستحقاتها المتراكمة و التزاماتها المالية غير المسددة لفائدة اتحاد المغرب العربي وتماطلها كما أكد ذلك في وقت سابق الأمين العام للاتحاد في تعيين ممثليها في لجان ومؤسسات الاتحاد .
تمسك ليبيا وموريتانيا بالاتحاد الخماسي في صيغته الأصلية بالتزامات موثقة بمعاهدة مراكش التأسيسية، دفع الرئيس تبون إلى مناورة ماكرة جديدة قبل أيام حين صرح وهو يعاين خطته التفتيتية والتفكيكية تتلاشى أمام مواقف صارمة لجيرانه، أن الباب مفتوح دائما أمام الجيران في الغرب( يقصد المغرب) للانخراط في تكتله الهش، ليتضح أن حرص قصر المرادية على استدراج حكام طرابلس لتكتله، يكشف عن رغبة دفينة ومتجددة لمحاولة قرصنة المسار السياسي لمسلسل الصخيرات الذي أطلقته الرباط قبل سنوات ولقي تجاوبا وترحيبا من أطراف الأزمة الليبية والمجتمع الدولي.
حرص قصر المرادية على تفكيك الاتحاد المغاربي يعتبر في نظر المتتبعين ردة فعل بليدة للسياسة الخارجية المرتبكة للنظام الجزائري على التأييد الذي قوبلت به المبادرة التي أطلقها المغرب وتهدف إلى تسهيل ولوج دول الساحل الأفريقي إلى المحيط الأطلسي .
وبما أن أجهزة الاستخبارات العسكرية الجزائرية التي كانت قد حذرت حكام الجزائر قبل شهرين من عواقب و«أضرار» التأثير المغربي المتصاعد بمنطقة الساحل، قد تكبدت فشلا ذريعا في إفشال مبادرة الساحل الأطلسي التي أطلقتها الرباط فقد دفع الجنرالات رئيسهم الباحث عن عهدة رئاسية ثانية إلى المغامرة مجددا بفتح جبهة حرب دبلوماسية جديدة ضد الامارات العربية المتحدة وتحميلها مسؤولية النكسات الدبلوماسية المتتالية التي تتكبدها الجزائر في الساحل وغرب إفريقيا، ليتأكد أن شطحات الرئيس تبون الإعلامية المتسلسلة لم تعد تجدي إلا كوقود لحملة انتخابية رئاسية باردة لم تعد رهاناتها تستهوي أو تقنع الجزائريين نفسهم.