الافـتتاحية
تحقق الدبلوماسية المغربية نجاحاتٍ مطردة مكرسة بذلك الرؤية الملكيةَ الحكيمةَ الرامية إلى تعزيز العمل الدبلوماسي الدؤوب لتزايد التأييد الدولي لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، الذي تقدمت به المملكة إلى مجلس الأمن الدولي في سنة .2007وكانت جمهورية تشيك آخر الدول الأوروبية التي اعتبرت المقترح مجهوداً جاداً وذا مصداقية من جانب المغرب وأساساً جيداً لحل متوافق بشأنه بين الأطراف للنزاع المصطنع حول الصحراء المغربية منذ قرابة خمسة عقود.
وبتأييد تشيك لهذا المقترح، ارتفع عدد الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي تؤيد مشروع الحكم الذاتي في أقاليمنا الجنوبية وتثمنه، إلى أربع عشرة دولة، وهو ما يوازي نصف عدد الأعضاء في هذا التجمع الأوروبي زائد واحد، هذا فضلاً عن الدول الأخرى التي أيدت و دعمت و ثمنت المخطط المغربي للحكم الذاتي بالصحراء في إطار السيادة المغربية الكاملة غير المنقوصة، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية .
ويتزامن هذا الارتفاع في عدد البلدان المؤيدة لمقترح الحكم الذاتي، مع التحرك الذي يقوم به السيد ستيفان دي مستورا المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء المغربية، بشأن مواصلة مشاركة الأطراف الأربعة وهي المملكة المغربية و موريتانيا و البوليساريو والجزائر، في الموائد المستديرة من أجل مناقشة تفاصيل إنهاء هذا النزاع ووضع الترتيبات لطيه إلى الأبد .
ولكن النظام الجزائري لا يعترف بأنه طرف معني بهذا النزاع الذي تسبب فيه، جراء استرجاع المغرب للساقية الحمراء في 26 فبراير سنة 1976، ثم استكمال تحرير الصحراء المغربية في 14 غشت سنة 1979 باسترجاع وادي الذهب.
وإذا كنا لا نعرف إلى متى سيستمر هذا النزاع المفتعل حول صحرائنا المغربية، نظراً للموقف المعرقل للحل النهائي الذي تتخذه الجزائر، فإن السيد ستيفان دي مستورا المبعوث الشخصي للسيد الأمين العام للأمم المتحدة للصحراء المغربية، يؤمل فيه أن لا يكتفي بالدعوة إلى استئناف الموائد المستديرة التي تجمع بين الأطراف، بالأسلوب الذي يعمل به حالياً، وإنما يتوجب أن يصدر قرار لمجلس الأمن يشدد على ضرورة مواصلة المناقشة في إطار الموائد المستديرة، بين الأطراف الأربعة المهنية مباشرة بهذا النزاع الذي طال أمده.
وذلك ما يقتضي أن يكون المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء المغربية آخر المبعوثين المكلفين بهذه المهمة، فلا يأتي بعد المبعوث التاسع ، وهكذا دواليك تستمر الأزمة التي صارت تهدد الأمن والسلم في هذه المنطقة من القارة الأفريقية .
إن المملكة المغربية تواصل إحراز النجاحات على الصعيد الدولي، وتعمل على توسيع دائرة البلدان المؤيدة لمقترح الحكم الذاتي، وتراكم الانتصارات الدبلوماسية التي تعزز من الموقف المغربي أمام المجتمع الدولي وتكسب حلفاء جدداً، في الوقت الذي يتراجع النفوذ الجزائري قارياً و دولياً، وهو الأمر الذي يغيظ النظام الجزائري ويخيب آماله و يفشل مخططه.
فهذا الارتفاع المطرد في عدد البلدان التي تؤيد المقترح المغربي بشأن إنهاء النزاع المصطنع، يؤكد نجاعة الدبلوماسية المغربية وديناميتها وفعاليتها وقوتها في الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة المغربية في المحافل الدولية .
العلم