العلم الإلكترونية - رشيد زمهوط
في خطوة انتحارية جديدة و غير محسوبة العواقب لنظام قصر المرادية، هددت الجزائر بوقف ضخ غازها في اتجاه إسبانيا في حالة قيام الأخيرة ببيع أسهم شركة ناتورجي ، أكبر متعامل للغاز الطبيعي بإسبانيا والتي تمتلك حصة أسهم في أنبوب الغاز الرابط بين الجزائر وإسبانيا .
في خطوة انتحارية جديدة و غير محسوبة العواقب لنظام قصر المرادية، هددت الجزائر بوقف ضخ غازها في اتجاه إسبانيا في حالة قيام الأخيرة ببيع أسهم شركة ناتورجي ، أكبر متعامل للغاز الطبيعي بإسبانيا والتي تمتلك حصة أسهم في أنبوب الغاز الرابط بين الجزائر وإسبانيا .
وأفادت قصاصة لوكالة رويترز للأنباء تأكيدا لمصدر مطلع بالجزائر بأن بلاده ستتوقف عن تسليم الغاز لشركة ناتورجي إذا بيعت أسهمها لشركة أخرى في إشارة ضمنية لمؤسسة طاقة الإماراتية التي كانت قد أعلنت قبل أسابيع عن مفاوضات جارية مع مساهمين بالمؤسسة الإسبانية لحيازة أغلب أسهمها.
وترتبط شركة سوناطراك الجزائرية مع ناتورجي الإسبانية بعقود تمتد إلى نهاية سنة 2032، لإمداد إسبانيا بالغاز الطبيعي ، كما تمتلك نصف أسهم أنبوب الغاز “ميدغاز”، الذي يربط الجزائر بإسبانيا عبر البحر الأبيض المتوسط، بينما تمتلك ناتورجي الباقي.
رويترز نقلت أول أمس الثلاثاء عن شركة ناتورجي تأكيدها أن عقودها لتوريد الغاز مع الجزائر لا تتضمن أي بنود قد تتأثر بالتغييرات التي قد تمس هيكل مساهمي المؤسسة.
و سبق للجزائر قبل سنتين أن هددت بفسخ العقد الذي يربط شركة الطاقة “سوناطراك” المملوكة للدولة مع زبائنها الإسبان، بعد قرار مدريد بترخيص التدفق العكسي عبر أنبوب الغاز المغاربي- الأوروبي في اتجاه المغرب .
وحذرت وزارة الطاقة الجزائرية حينها من أن أي كمية من الغاز الجزائري المصدرة إلى إسبانيا تكون وجهتها غير تلك المنصوص عليها في العقود، ستعتبر إخلالا بالالتزامات التعاقدية وقد تفضي بالتالي إلى فسخ العقد الذي يربط سوناطراك بزبائنها الإسبان.
و كان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قد أمر نهاية أكتوبر 2022، بعدم تجديد عقد استغلال خط أنابيب الغاز (المغاربي -الأوروبي) الذي يزود إسبانيا بالغاز الجزائري مرورا بالمغرب، وذلك بعد شهرا من قرار بلاده قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط للسبب ذاته.
ومنذ ذلك، اقتصرت إمدادات الغاز الجزائري لإسبانيا على أنبوب الغاز البحري “ميدغاز” الذي وضع في الخدمة عام 2011.
وبعد تخلي النظام الجزائري من طرف واحد عن أنبوب الغاز المغاربي العابر للمغرب في اتجاه جنوب إسبانيا، تحولت ملكيته للمغرب الذي أطلق من حينه أوراشا ضخمة لتأهيل الخط الغازي لاستقبال جزء هام من حاجياته من الغاز الطبيعي عبر عملية الضخ العكسي انطلاقا من الجنوب الإسباني .
وفشلت محاولات متعددة للجزائر لابتزاز حكومة مدريد و الضغط عليها بورقة الغاز لحملها على التراجع عن موقفها المساند لوحدة المغرب الترابية .
وبموجب الخطوة التحذيرية الجديدة لمدريد، يسعى حكام الجزائر الى تحدي دولة الامارات العربية المتحدة عبر إفشال مساعيها لانجاع صفقة تنتقل بموجبها أغلبية أسهم عملاق الغاز الإسباني ناتورجي إلى مؤسسة طاقة الإماراتية مما يعني وضع الامارة الخليجية اليد على أكبر خط غازي جزائري لتزويد شبه الجزيرة الإيبيرية بالغاز وفق عقود طويلة الأمد ملزمة للطرفين.
وسبق لوزيرة الطاقة والتحول البيئي الإسبانية، أن لمحت قبل سنتين الى اللجوء إلى التحكيم الدولي حال قطع إمدادات الغاز الجزائري إلى إسبانيا.
جاء ذلك عقب قيام الجزائر بتعليق معاهدة الصداقة وحسن الجوار التي تربطها منذ سنوات بمدريد انتقاما من موقف رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز حول الصحراء المغربية .