اندلع المزيد من أعمال العنف في العديد من البلدات والمدن في جميع أنحاء بريطانيا، في أسوأ موجة احتجاجات تشهدها البلاد خلال 13 عاماً، وذلك على خلفية مقتل ثلاث فتيات في مدرسة، وإصابة عدة أشخاص. وحلقت مروحيات تابعة للشرطة في سماء المنطقة، ونقل شرطي مصاب واحد على الأقل إلى المستشفى مع تصاعد التوتر في الأجواء.
وتوترت الأجواء في مدينة ميدلسبره شمال شرقي إنجلترا، حيث تمكن بعض المتظاهرين من الفرار من حراسة الشرطة.
وقامت مجموعة من المتظاهرين بتحطيم نوافذ المنازل والسيارات في منطقة سكنية. وعندما سألهم أحد السكان عن سبب تحطيمهم للنوافذ أجاب أحدهم: «لأننا إنجليز». وتجمع المئات من المتظاهرين الآخرين في مواجهة الشرطة وهم يحملون الدروع عند نصب تذكاري في المدينة، وألقوا الطوب والعلب، والأواني على قوات الشرطة.
ووقعت مواجهات بين نشطاء اليمين المتطرف والمتظاهرين المناهضين للعنصرية، في جميع أنحاء المملكة المتحدة، حيث ظهرت مقاطع لأعمال عنف في مواقع من بلفاست، عاصمة أيرلندا الشمالية، إلى ليفربول في شمال غربي إنجلترا وبريستول في الغرب.
وحطم محتجون مناهضون للهجرة نوافذ فنادق، وأضرموا النيران في صناديق قمامة شمال إنجلترا، فيما اندلعت احتجاجات عنيفة، شارك فيها مئات المناهضين للهجرة في مدن وبلدات بأنحاء بريطانيا. واستغلت جماعات معادية للمهاجرين والمسلمين هذه الواقعة بعد انتشار معلومات مضللة، مفادها أن المشتبه به مهاجر متطرف. وقالت الشرطة إن المشتبه به ولد في بريطانيا.
وألقت الشرطة القبض على حوالي 100 شخص، فيما من المرجح أن تقوم الشرطة بمزيد من الاعتقالات، إذ يقوم الضباط بفحص كاميرات المراقبة، ووسائل التواصل الاجتماعي ولقطات كاميرات الجسم. وحذرت الشرطة من أن التدابير الأمنية الواسعة النطاق مع نشر الآلاف من الضباط تعني أن الجرائم الأخرى قد لا يتم التحقيق فيها بشكل كامل.
وقالت تيفاني لينش من اتحاد شرطة إنجلترا وويلز لـ«بي بي سي»: «نرى ضباطاً يتم سحبهم من الشرطة اليومية، ولكن بينما يحدث ذلك فإن المجتمعات التي توجد هناك، والتي تتعرض لحوادث ضدها ضحايا الجريمة للأسف، لا يتم التحقيق في جرائمهم».
وأدان رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، بشدة الهجوم على فندق يؤوي طالبي اللجوء، ووصفه بأنه بلطجة يمينية متطرفة. وفي بيان من 10 داونينغ ستريت، تعهد رئيس الوزراء بأن «السلطات ستفعل كل ما يلزم لتقديم هؤلاء البلطجية إلى العدالة».
وقال: «أضمن أنكم ستندمون على المشاركة في هذه الفوضى، سواء بشكل مباشر أو أولئك الذين يحرضون على هذا العمل عبر الإنترنت ثم يفرون بأنفسهم.. هذه ليست احتجاجاً، إنها بلطجة منظمة وعنيفة، وليس لها مكان في شوارعنا أو عبر الإنترنت».
بدوره قال أوليفر كوبارد، عمدة جنوب يوركشاير، التي تضم روثرهام، إنه يشعر بخوف بالغ من أعمال العنف. وأضاف: «ما نراه ليس احتجاجاً بل هو بلطجة وحشية موجهة ضد بعض أكثر الناس ضعفاً في مجتمعنا.. سنلاحق أولئك الذين يرتكبون هذا العنف بكل قوة القانون».
العلم الإلكترونية – وكالات