العلم الإلكترونية - سفيان عبد اللوي
قال الناقد الأكاديمي، د. محمد الداهي، في مستهل تسييره لندوة فكرية احتضنها المعرض الدولي للنشر والكتاب يوم الجمعة الأخير، إن "فيليب لوجون" أشار إلى نوعين من السيرة والسيرة الذاتية وصنفهما ضمن الخطابات المرجعية كالخطاب الصحفي والخطاب التاريخي، بمعنى أن السيرة الذاتية أو السيرات التي تشتركان في خاصية قابلية التحقق، أي يمكن أن نتحقق من صدقية الأحداث فيها".
وأضاف "أنهما يتقاطعان في الحياة المزدوجة، ففي السيرة الذاتية الكاتب يتحدث عن نفسه، وفي السيرة الكاتب يتحدث عن شيء آخر، لكن ما يهم هنا هو وجود نموذج وكل شخص يتعامل وفقه، لكن هذا النموذج في السيرة هو أكثر دقة، لأن كاتب السيرة يحرس على الدقة رغم أنه هناك ما يسمى بخرق القوانين."
وأوضح الداهي، أن السيرة تراهن على المشابهة حتى تؤسس المطابقة، في حين أن السيرة الذاتية تراهن على المطابقة من أجل أن تؤسس المشابهة، مسترسلا في حديثه خلال الندوة الموسومة بـ"التخييل في السيرة والسيرة الذاتية"، بأن المشكل الذي يثيره في هذا الموضوع هو "أننا الآن انتقلنا إلى إبدال آخر، أصبح فيه الأدب سياسة، وهناك الآن "أفول الأدبية" أي الرجوع إلى ما يسمى بـ"Post-réalisme" بمعنى أن هذه السير الذاتية التي كتبها عبد القادر الشاوي والتي كتبها الكثير من المثقفين والسياسيين، أو المذكرات التي انتعشت في المغرب الحديث مؤخرا تنتج معرفة وتنتج حقائق".
على هذا الأساس، طرح الناقد سؤالا جوهريا، يقول فيه هل سنتعامل مع السيرة الذاتية والسيرة من باب التخييل فقط؟ "بطبيعة الحال هناك تخييل فكل واحد يريد أن يسرد أحداثا معينة من زاوية معينة أو قد يقفز على أحداث ولكن رغم ذلك هناك حقائق، وهذه الحقائق في المجتمعات التي تسود فيها الديمقراطية تحدث جوا من النقاش، فالأدب فيها يسهم في خلق نقاش عمومي".
وضرب لذلك مثلا بقضية "Raymond Aubrac" وزوجته، أو ما يعرف إعلاميا في الأوساط الفرنسية بـ"l’affaire Aubrac"، مبرزا كيف ساهمت السيرة الذاتية والأبحاث العلمية في هذه القضية لتبرئة الزوجين، الأمر الذي يوضح أن السيرة الذاتية إلى جانب التخييل تنتج الحقائق.
علم الدماغ أو "الانسولا" وكتابة السيرة الذاتية والسيرة..
من جهته، أكد الروائي والناقد، عبد القادر الشاوي، أن موضوع السيرة الذاتية ملتبس لكونه في مرحلة معينة قبل حوالي ثلاثين سنة استقر على مفاهيم نظرية معينة واستقاها باحثون في المجال من متون معينة، ضاربا المثل بما أنجزه "فيليب لوجون" في هذا الجانب، الذي أعطى موضوع السيرة الذاتية بعدا مهما.
ولفت الناقد إلى "عدم الاهتمام بعلم الدماغ الذي حقق في العقود الأخيرة نتائج مختبرية مبهرة على صعيد الدماغ، وتفرع عن ذلك ليس فقط الدماغ ولكن مجموع الفصوص التي يشتغل عليها الدماغ ومنها مثلا (الانسولا)"، أو ما يطلق عليها في الأوساط العلمية "بالفص الجزيري/ insular cortex"، مضيفا أن "هذه المنطقة بحسب علماء الدماغ هي المتحكم في العواطف وردود الفعل والذاكرة وفي عدد من المقومات التي تعتمد عليها الكتابة السير ذاتية وأساسا الذاكرة (la mémoire)، لهذا ألا يجب أن نقر بوجود مداخل متعددة عوض مدخل واحد لفهم قضية السيرة الذاتية بدلا من أسطرتها من الناحية النظرية ثم ألا يجب أن نذكر في نهاية الأمر مع تقدم علم الدماغ وعلم الأعصاب بأن المدخل الحقيقي حتى من الزاوية الأدبية والنقدية لدراسة مفهوم السيرة الذاتية".
عبد اللطيف محفوظ: سنوات الرصاص هي الحقبة الأكثر حضورا في طفولة جيلي
من جانبه، أكد الناقد عبد اللطيف محفوظ، أن السيرة الذاتية بشكل عام "لم تظهر في وطننا العربي وإنما ظهرت في الغرب غداة ظهور البعد البرجوازي وانتهاء ما يسمى بالوعي بالكلية الاجتماعية والانتماء إليها والانفتاح على ذاتها. وبالنسبة لنا في العالم العربي لم تظهر إلا مع بداية القرن العشرين وظهرت مرتبطة بالذوات الاعتبارية، التي حققت نجاحا واضحا في مجال من المجالات نذكر من أهم هؤلاء طه حسين وسلامة موسى، وظهورها أيضا كان مرتبطا بمحاولة بناء القدوة، ومن ثم فإن حدود التخييل فيها لم تكن تتجاوز التخييل المرجعي ليصل إلى التخييل بمعناه العام".
واعتبر الأستاذ الجامعي، أن هناك نزوحا في الآونة الأخيرة نحو السيرة، خصوصا سيرة الطفولة التي يعد من بين الذين يكتبونها ويعتقد أن "كتابة السيرة وخصوصا سيرة الطفولة هي محاولة لتأريخ آخر، تأريخ للذات مع ارتباط هذه الذات بالذات الجماعية، ومن ثم فإن هذا النوع من الكتابة الذي تبلور بشكل لافت في الآونة الأخيرة، يحاول بشكل أو بآخر أن يتيح للمؤرخين فيما بعد أن يتعرفوا على الحياة الحقيقة واللغة الحقيقية، كما تعاش في إطار المجتمع في حقبة معينة وتعمل مجمل هذه السير على توصيف الحياة، وعلى وصف الكلية الممتدة من مجتمع خلال لحظات محرجة"، ضاربا المثل بالجيل الذي ينتمي إليه، والذي لاحظ أنه يهتم أكثر بما يسمى سنوات الرصاص إذ هذه الحقبة هي الأكثر حضورا في طفولتهم بحسبه".
وبخصوص التخييل فقد أوضح أن "التخييل مرجعي لكن مع ذلك فإن هنالك بعد تخييلي يتمثل في محاولة الربط ما بين الأحداث ومحاولة جعل هذه الأحداث نسقية مما يفرض بالضرورة ملئ الثقوب وإحداث الجسور بين هذه الأحداث وهنا يتحقق فقط مستوى التخييل العام" مسترسلا حديثه بأن "هنالك تخييل آخر ينكر بالكاتب نفسه عن طريق استعمال اللغة وتغدو اللغة قابلة على خلق نوايا لم يقصدها الكاتب وإنما هي التي تخلق هذا الذي يبدو متخيلا، ومن تمت فإن هذا البعد هو الذي يحاول ما أمكن أن يزيح تلك الهالة التي يحاول أغلب كتاب السيرة الذاتية خلقها والتي تتمثل في محاولة الانتقام، انتقام للذات من العالم والواقع ومحاولة الصمود بما هو عادي إلى مستوى آخر والبحث عن مبررات لجعل هذه الحياة العادية والضعيفة تأخد مكانا ساميا، ويعد ذلك بشكل أو بآخر محاولة للانتقام ليس بالضرورة من المجتمع ولكن الانتقام من الحياة ذاتها".
لحظة احتفاء..
فيما قدم الناقد بوجمعة العوفي، شهادة في حق الكاتب والناقد عبد القادر الشاوي، الذي جمع بين تجربة الكتابة والحياة، إذ جعل من هذه الفرصة لحظة للاحتفاء بهذا الهرم الكبير في مجال الإبداع والنقد الأدبي، مذكرا بأهم إنتاجاته ومجالات اشتغاله وانشغالاته الأدبية والسياسية.
السيرة الذاتية بين حدود التخييل وإنتاج الحقيقة
اعتبر الأستاذ الجامعي، عبد اللطيف الوراري، أن "مسألة التخييل في نصوص وأجناس مرجعية مثل السيرة والسير الذاتية عند الكُتاب ومن قبل مُؤوليها على اختلاف التوجهات في النظر والفهم، كانت دائما مثار نقاش في خضم القرن العشرين وماتزال"، مضيفا أنه "صحيح أن اللهجة الأخلاقية خفت ووضعيات الكتابة ومفهوماتها قد تبدلت ولكن جوهر المسألة يبقى في قلب كل تأمل نظري ويستتبع مشكلات إبستمولوجية تثار أثناء ممارسة الكتابة".
وأكد الناقد، أنه من النادر "أن نجد مُؤلفا وهو يكتب سيرته الذاتية قد أقسم أمام قرائه ألا يقول إلا الحقيقة، وإن كان هذا الأمر يقطع بفعل مع رغبته في أنما يحكيه عن ذاته ينبغي أن يكون حقيقيا، وأن يكون صادقا فيما يحكيه من ذكرياته الماضية التي عاشها لكنه يكتشف أثناء كتابة هذه السيرة أو بعد أن يفرغ منها، أنه يعلن فيها التخييل بوعي أو في غفلة منه وعلى نحو قد يقل أو يزيد، بدل أن يعيد إنتاج الحقيقة كما عاشها".
قال الناقد الأكاديمي، د. محمد الداهي، في مستهل تسييره لندوة فكرية احتضنها المعرض الدولي للنشر والكتاب يوم الجمعة الأخير، إن "فيليب لوجون" أشار إلى نوعين من السيرة والسيرة الذاتية وصنفهما ضمن الخطابات المرجعية كالخطاب الصحفي والخطاب التاريخي، بمعنى أن السيرة الذاتية أو السيرات التي تشتركان في خاصية قابلية التحقق، أي يمكن أن نتحقق من صدقية الأحداث فيها".
وأضاف "أنهما يتقاطعان في الحياة المزدوجة، ففي السيرة الذاتية الكاتب يتحدث عن نفسه، وفي السيرة الكاتب يتحدث عن شيء آخر، لكن ما يهم هنا هو وجود نموذج وكل شخص يتعامل وفقه، لكن هذا النموذج في السيرة هو أكثر دقة، لأن كاتب السيرة يحرس على الدقة رغم أنه هناك ما يسمى بخرق القوانين."
وأوضح الداهي، أن السيرة تراهن على المشابهة حتى تؤسس المطابقة، في حين أن السيرة الذاتية تراهن على المطابقة من أجل أن تؤسس المشابهة، مسترسلا في حديثه خلال الندوة الموسومة بـ"التخييل في السيرة والسيرة الذاتية"، بأن المشكل الذي يثيره في هذا الموضوع هو "أننا الآن انتقلنا إلى إبدال آخر، أصبح فيه الأدب سياسة، وهناك الآن "أفول الأدبية" أي الرجوع إلى ما يسمى بـ"Post-réalisme" بمعنى أن هذه السير الذاتية التي كتبها عبد القادر الشاوي والتي كتبها الكثير من المثقفين والسياسيين، أو المذكرات التي انتعشت في المغرب الحديث مؤخرا تنتج معرفة وتنتج حقائق".
على هذا الأساس، طرح الناقد سؤالا جوهريا، يقول فيه هل سنتعامل مع السيرة الذاتية والسيرة من باب التخييل فقط؟ "بطبيعة الحال هناك تخييل فكل واحد يريد أن يسرد أحداثا معينة من زاوية معينة أو قد يقفز على أحداث ولكن رغم ذلك هناك حقائق، وهذه الحقائق في المجتمعات التي تسود فيها الديمقراطية تحدث جوا من النقاش، فالأدب فيها يسهم في خلق نقاش عمومي".
وضرب لذلك مثلا بقضية "Raymond Aubrac" وزوجته، أو ما يعرف إعلاميا في الأوساط الفرنسية بـ"l’affaire Aubrac"، مبرزا كيف ساهمت السيرة الذاتية والأبحاث العلمية في هذه القضية لتبرئة الزوجين، الأمر الذي يوضح أن السيرة الذاتية إلى جانب التخييل تنتج الحقائق.
علم الدماغ أو "الانسولا" وكتابة السيرة الذاتية والسيرة..
من جهته، أكد الروائي والناقد، عبد القادر الشاوي، أن موضوع السيرة الذاتية ملتبس لكونه في مرحلة معينة قبل حوالي ثلاثين سنة استقر على مفاهيم نظرية معينة واستقاها باحثون في المجال من متون معينة، ضاربا المثل بما أنجزه "فيليب لوجون" في هذا الجانب، الذي أعطى موضوع السيرة الذاتية بعدا مهما.
ولفت الناقد إلى "عدم الاهتمام بعلم الدماغ الذي حقق في العقود الأخيرة نتائج مختبرية مبهرة على صعيد الدماغ، وتفرع عن ذلك ليس فقط الدماغ ولكن مجموع الفصوص التي يشتغل عليها الدماغ ومنها مثلا (الانسولا)"، أو ما يطلق عليها في الأوساط العلمية "بالفص الجزيري/ insular cortex"، مضيفا أن "هذه المنطقة بحسب علماء الدماغ هي المتحكم في العواطف وردود الفعل والذاكرة وفي عدد من المقومات التي تعتمد عليها الكتابة السير ذاتية وأساسا الذاكرة (la mémoire)، لهذا ألا يجب أن نقر بوجود مداخل متعددة عوض مدخل واحد لفهم قضية السيرة الذاتية بدلا من أسطرتها من الناحية النظرية ثم ألا يجب أن نذكر في نهاية الأمر مع تقدم علم الدماغ وعلم الأعصاب بأن المدخل الحقيقي حتى من الزاوية الأدبية والنقدية لدراسة مفهوم السيرة الذاتية".
عبد اللطيف محفوظ: سنوات الرصاص هي الحقبة الأكثر حضورا في طفولة جيلي
من جانبه، أكد الناقد عبد اللطيف محفوظ، أن السيرة الذاتية بشكل عام "لم تظهر في وطننا العربي وإنما ظهرت في الغرب غداة ظهور البعد البرجوازي وانتهاء ما يسمى بالوعي بالكلية الاجتماعية والانتماء إليها والانفتاح على ذاتها. وبالنسبة لنا في العالم العربي لم تظهر إلا مع بداية القرن العشرين وظهرت مرتبطة بالذوات الاعتبارية، التي حققت نجاحا واضحا في مجال من المجالات نذكر من أهم هؤلاء طه حسين وسلامة موسى، وظهورها أيضا كان مرتبطا بمحاولة بناء القدوة، ومن ثم فإن حدود التخييل فيها لم تكن تتجاوز التخييل المرجعي ليصل إلى التخييل بمعناه العام".
واعتبر الأستاذ الجامعي، أن هناك نزوحا في الآونة الأخيرة نحو السيرة، خصوصا سيرة الطفولة التي يعد من بين الذين يكتبونها ويعتقد أن "كتابة السيرة وخصوصا سيرة الطفولة هي محاولة لتأريخ آخر، تأريخ للذات مع ارتباط هذه الذات بالذات الجماعية، ومن ثم فإن هذا النوع من الكتابة الذي تبلور بشكل لافت في الآونة الأخيرة، يحاول بشكل أو بآخر أن يتيح للمؤرخين فيما بعد أن يتعرفوا على الحياة الحقيقة واللغة الحقيقية، كما تعاش في إطار المجتمع في حقبة معينة وتعمل مجمل هذه السير على توصيف الحياة، وعلى وصف الكلية الممتدة من مجتمع خلال لحظات محرجة"، ضاربا المثل بالجيل الذي ينتمي إليه، والذي لاحظ أنه يهتم أكثر بما يسمى سنوات الرصاص إذ هذه الحقبة هي الأكثر حضورا في طفولتهم بحسبه".
وبخصوص التخييل فقد أوضح أن "التخييل مرجعي لكن مع ذلك فإن هنالك بعد تخييلي يتمثل في محاولة الربط ما بين الأحداث ومحاولة جعل هذه الأحداث نسقية مما يفرض بالضرورة ملئ الثقوب وإحداث الجسور بين هذه الأحداث وهنا يتحقق فقط مستوى التخييل العام" مسترسلا حديثه بأن "هنالك تخييل آخر ينكر بالكاتب نفسه عن طريق استعمال اللغة وتغدو اللغة قابلة على خلق نوايا لم يقصدها الكاتب وإنما هي التي تخلق هذا الذي يبدو متخيلا، ومن تمت فإن هذا البعد هو الذي يحاول ما أمكن أن يزيح تلك الهالة التي يحاول أغلب كتاب السيرة الذاتية خلقها والتي تتمثل في محاولة الانتقام، انتقام للذات من العالم والواقع ومحاولة الصمود بما هو عادي إلى مستوى آخر والبحث عن مبررات لجعل هذه الحياة العادية والضعيفة تأخد مكانا ساميا، ويعد ذلك بشكل أو بآخر محاولة للانتقام ليس بالضرورة من المجتمع ولكن الانتقام من الحياة ذاتها".
لحظة احتفاء..
فيما قدم الناقد بوجمعة العوفي، شهادة في حق الكاتب والناقد عبد القادر الشاوي، الذي جمع بين تجربة الكتابة والحياة، إذ جعل من هذه الفرصة لحظة للاحتفاء بهذا الهرم الكبير في مجال الإبداع والنقد الأدبي، مذكرا بأهم إنتاجاته ومجالات اشتغاله وانشغالاته الأدبية والسياسية.
السيرة الذاتية بين حدود التخييل وإنتاج الحقيقة
اعتبر الأستاذ الجامعي، عبد اللطيف الوراري، أن "مسألة التخييل في نصوص وأجناس مرجعية مثل السيرة والسير الذاتية عند الكُتاب ومن قبل مُؤوليها على اختلاف التوجهات في النظر والفهم، كانت دائما مثار نقاش في خضم القرن العشرين وماتزال"، مضيفا أنه "صحيح أن اللهجة الأخلاقية خفت ووضعيات الكتابة ومفهوماتها قد تبدلت ولكن جوهر المسألة يبقى في قلب كل تأمل نظري ويستتبع مشكلات إبستمولوجية تثار أثناء ممارسة الكتابة".
وأكد الناقد، أنه من النادر "أن نجد مُؤلفا وهو يكتب سيرته الذاتية قد أقسم أمام قرائه ألا يقول إلا الحقيقة، وإن كان هذا الأمر يقطع بفعل مع رغبته في أنما يحكيه عن ذاته ينبغي أن يكون حقيقيا، وأن يكون صادقا فيما يحكيه من ذكرياته الماضية التي عاشها لكنه يكتشف أثناء كتابة هذه السيرة أو بعد أن يفرغ منها، أنه يعلن فيها التخييل بوعي أو في غفلة منه وعلى نحو قد يقل أو يزيد، بدل أن يعيد إنتاج الحقيقة كما عاشها".