العلم الإلكترونية - رشيد زمهوط
بعد محاولاتهم الحثيثة للسطو على القفطان والزليج الفاسي ووصفات من الطبخ المغربي ضمن مسعى التطاول على التراث اللامادي المغربي الموغل في التاريخ ونسبه إلى الجارة الشرقية، جاء الدور على التراث الايكولوجي التاريخي للمملكة لتمتد إليه أطماع نظام الجارة الشرقية على هامش فعاليات المنتدى العالمي للماء ببالي، وذلك تزامنا مع فضيحة رئيس الوفد الجزائري بالمؤتمر المذكور الذي قاطع الجلسة الافتتاحية للمنتدى وزعم بعد ذلك أن المغرب يقوم بالتجفيف المقصود والممنهج لبعض السدود الجزائرية.
بعد محاولاتهم الحثيثة للسطو على القفطان والزليج الفاسي ووصفات من الطبخ المغربي ضمن مسعى التطاول على التراث اللامادي المغربي الموغل في التاريخ ونسبه إلى الجارة الشرقية، جاء الدور على التراث الايكولوجي التاريخي للمملكة لتمتد إليه أطماع نظام الجارة الشرقية على هامش فعاليات المنتدى العالمي للماء ببالي، وذلك تزامنا مع فضيحة رئيس الوفد الجزائري بالمؤتمر المذكور الذي قاطع الجلسة الافتتاحية للمنتدى وزعم بعد ذلك أن المغرب يقوم بالتجفيف المقصود والممنهج لبعض السدود الجزائرية.
أمام عجز الوفد الجزائري الرسمي الذي تم إيفاده إلى أندونيسيا، عن مجاراة ومقارعة أجواء التألق والتميز التي ميزت المشاركة المغربية بمواضيع ولقاءات وتجارب غنية ومفيدة للإنسانية جمعاء في مجال تدبير الموارد المائية والحفاظ عليها، لجأ أفراد الوفد الجزائري الى أسلوب المناكفة وسياسة الحقد والضغينة ومناورات التنقيص من حجم وميزة النجاح الذي راكمته الخبرة والمصداقية والسمعة المغربية خلال فعاليات المنتدى العالمي والتي حولت جناح المملكة المغربية بالمنتدى الى قبلة لكبار الخبراء والوفود والشخصيات الدولية المختصة بموضوع المنتدى للاطلاع على التجربة المغربية الفريدة والاستفادة منها .
عضوة محسوبة على الوفد الجزائري لم تجد ما تنغص به على المشاركة الناجحة للمغرب، غير الادعاء كذبا مرة أخرى بأن المغرب قام بمحاولة سرقة تراث نظام السقي التقليدي«الفقارة» المتواجد بالجزائر حسب زعم المسؤولة الجزائرية منذ آلاف السنين في منطقة الصحراء الجنوبية الغربية بمناطق أدرار تيميمون، وتيديكالت.
وبغض النظر عما إذا كانت المسؤولة الجزائرية تدرك معنى ما تتفوه به بورشة بمنتدى عالمي متخصص، أم أنه تم تلقينها جمل بدون معنى وتكليفها بترديدها دون إدراك لعواقبها.
الوفد الجزائري يتعمد مجددا التطاول على نظام السقي التقليدي المعروف بالخطارات وهو نظام هيدروليكي وإيكولوجي يسمح بنقل الماء من المياه الجوفية بشكل جاذبي عبر الصحراء القاحلة من أجل بناء وسقي واحة معينة، دون الحاجة إلى مجهود ميكانيكي أو طاقي.
الخطارة تراث مغربي خالص بني لأول مرة بالمغرب منذ أزيد من ألف سنة، و يخدم فضاءات صحراوية واسعة مما جعل منه مكونا اقتصاديا وثقافيا في مناطق عديدة من المملكة، كما بنيت تنظيمات اجتماعية مختلفة على جنبات الخطارات، وارتكز البشر فيها نظرا لتوفر التدبير اليومي للمياه.
ويبقى المغرب من بين الدول القلائل التي لا تزال تتمتع بأنظمة نقل نشيطة للمياه، وذلك عبر أروقة تحت أرضية اصطناعية، حيث يوجد حاليا بالمغرب حوالي 300 ألف شخص يستفيدون، بشكل مباشر أو غير مباشر، من الأنشطة الاقتصادية التي تدرها عليهم الخطارات النشطة.
ويبذل المغرب منذ سنوات جهودا لإدراج نظام الخطارات ضمن التراث اللامادي من قبل اليونسكو كواحد من أعرق أنظمة السقي التقليدية والذكية بالمغرب، حيث تمتد لأزيد من ألف سنة وتتواجد بكثرة في مناطق الجنوب الشرقي، كما تعد تراثا إنسانيا حضاريا ينم عن عبقرية الانسان الواحي، خاصة في الجانب المتعلق بقدرته على التكيف مع خصائص البيئة الجافة .
تم إدراج هذا النظام المائي الفريد من نوعه والمستمر منذ قرون، ضمن ملف ترشيح «المهارات والمعارف التقليدية المرتبطة بالخطارات»، كعناصر في لائحة منظمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي , و هو ما يؤشر على اعتراف دولي وإنساني للمغرب وتتويجا لهذا الأخير كبلد يعد الأكثر غنى بين الوطن العربي وإفريقيا من حيث المواقع والأنشطة الإنسانية المدرجة على قائمة مواقع التراث العالمي اللامادي، وذلك للتناغم الحاصل بين الإرث التاريخي والموقع الجغرافي للمملكة .
وبمنتدى بالي للماء في دورته العاشرة الذي تسعى الجزائر للتشويش على البصمة الإيجابية والوازنة التي خلفتها المشاركة المغربية، احتضن جناح المملكة المغربية بالمنتدى العالمي، فعالية هامة حول موضوع: «إنجاز متحف بيئي لواحة الرشيدية بالمغرب» وذلك بحضور كل من رئيس شبكة المتاحف العالمية للمياه، ومدير شبكة المتاحف العالمية للمياه وممثل برنامج اليونسكو الدولي للهيدرولوجيا، إضافة إلى عدد من الخبراء والمتدخلين والباحثين في مجال الماء، حيث ناقش الاجتماع موضوع إنشاء متحف بيئي للواحات في الرشيدية، سيُعتبر أول متحف للواحات يتم تشييده على مستوى العالم، من قبل خبراء الشبكة العالمية للمتاحف الخاصة بالمياه وخبراء اليونسكو في مجال الهيدرولوجيا.
وبعد كل هذا تتجرأ الألسن المتطفلة والنوايا الخبيثة والمناورات القذرة على محاولة النيل من سمعة المغرب الذي يترأس الشبكة الدولية لمنظمات الأحواض المائية بالعالم والطعن في سمعته ومصداقيته وخبراته في مجال الماء التي تحولت إلى نموذج يحتذى به بشهادة أعلى سلطة في منظمة الأمم المتحدة للتغذية والزراعة (الفاو).