العلم الإلكترونية - الرباط
وضع الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى الثامنة و الأربعين للمسيرة الخضراء ، القواعد لاستراتيجية استثمار البعد الأطلسي لبلادنا الذي مكن استرجاعُ أقاليمنا الجنوبية من تعزيزه ، بقدر ما مكنت تعبئة الدبلوماسية الوطنية من تقوية موقف المغرب و تزايد الدعم الدولي للوحدة الترابية ، ومن التصدي لمناورات الخصوم المكشوفين و الخفيين ، مؤكداً أن غايتنا هي أن نحول الوجهة الأطلسية إلى فضاء للتواصل الإنساني ، والتكامل الاقتصادي ، والاندماج القاري والدولي ، من خلال الربط بين مختلف مكونات الساحل الأطلسي الذي يجمع بين ثلاث وعشرين دولة أفريقية ، و عبر توفير وسائل النقل ومحطات اللوجستيك ، بما في ذلك التفكير في تكوين أسطول بحري تجاري وطني قوي وتنافسي ، يخدم أهداف التنمية البشرية والاقتصادية في المنطقة .
وضع الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى الثامنة و الأربعين للمسيرة الخضراء ، القواعد لاستراتيجية استثمار البعد الأطلسي لبلادنا الذي مكن استرجاعُ أقاليمنا الجنوبية من تعزيزه ، بقدر ما مكنت تعبئة الدبلوماسية الوطنية من تقوية موقف المغرب و تزايد الدعم الدولي للوحدة الترابية ، ومن التصدي لمناورات الخصوم المكشوفين و الخفيين ، مؤكداً أن غايتنا هي أن نحول الوجهة الأطلسية إلى فضاء للتواصل الإنساني ، والتكامل الاقتصادي ، والاندماج القاري والدولي ، من خلال الربط بين مختلف مكونات الساحل الأطلسي الذي يجمع بين ثلاث وعشرين دولة أفريقية ، و عبر توفير وسائل النقل ومحطات اللوجستيك ، بما في ذلك التفكير في تكوين أسطول بحري تجاري وطني قوي وتنافسي ، يخدم أهداف التنمية البشرية والاقتصادية في المنطقة .
وقد انطلق الخطاب السامي من الربط بين الوفاء لقسم المسيرة الخضراء الخالد من جهة ، و تأكيد مواصلة المغرب لمسيرات التنمية والتحديث والبناء من أجل تكريم المواطن المغربي من جهة أخرى ، وبين الحرص على استكمال المشاريع الكبرى التي تشهدها أقاليمنا الجنوبية ، وتوفير الخدمات والبنيات التحتية المرتبطة بالتنمية البشرية و الاقتصادية . مما يرسخ الاقتناع بأن البعد الاقتصادي و الإنمائي ، سواء في الصحراء المغربية ، أو في الدول المشاطئة للمحيط الأطلسي ، في توازن بين تعزيز التنمية الوطنية وبين التنمية الأفريقية ، خاصة في الدول التي ستستفيد من مشروع أنبوب الغاز المغرب/ نيجيريا ، و دول الساحل الأفريقي . وهي رؤية مستقبلية بعيدة المدى ، تربط المغرب بمحيطه الأفريقي من خلال المشروع الاستراتيجي الذي يعد مشروعاً نموذجياً للاندماج الجهوي والإقلاع الاقتصادي المشترك ، علاوة على أنه يشجع دينامية التنمية على الشريط الأطلسي ، إلى جانب أن هذا المشروع سيشكل مصدراً مضموناً لتزويد الدول الأوروبية بالطاقة .
وعلى هذا النحو من المزج بين الداخل الوطني والخارج الأفريقي ، واصل الخطاب السامي إبراز التوجه الأفريقي في السياسة الخارجية المغربية ، وهو التوجه الذي دفع المغرب لإطلاق مبادرة إحداث إطار مؤسسي يجمع الدول الأفريقية المطلة على المحيط الأطلسي الثلاث والعشرين ، بغية توطيد الأمن والاستقرار والازدهار المشترك .
و تأسيساً على البعد الأفريقي والتوجه الأطلسي ، أكد الخطاب السامي أن المغرب باعتباره بلداً مستقراً و ذا مصداقية ، يعرف جيداً الرهانات والتحديات التي تواجه الدول الأفريقية عموماً والأطلسية على وجه الخصوص ، مما يجعل الواجهة الأطلسية الأفريقية تعاني من خصاص ملموس في البنيات التحتية والاستثمارات ، رغم مؤهلاتها البشرية ووفرة مواردها الطبيعية ، وهو الأمر الذي يؤكد ، وكما جاء في الخطاب الملكي ، أن المشاكل والصعوبات التي تواجه منطقة الساحل ، لن يتم حلها بالأبعاد الأمنية والعسكرية فقط ، بل باعتماد مقاربة تقوم على التعاون والتنمية المشتركة . و هذا تحليل عميق الغور للأوضاع غير المستقرة التي تسود دول هذه المنطقة من القارة الأفريقية ، من قائد أفريقي حكيم ، ورئيس دولة ذات مركز قاري و دولي متميز ، هو جلالة الملك محمد السادس ، حفظه الله .
و الحق أن الخطاب الملكي السامي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء ، يرسم خريطة طريق لمواصلة تنمية الصحراء المغربية ، في موازاة مع إرساء القواعد لاستراتيجية تنمية الدول الأفريقية الشقيقة اقتصادياً و بشرياً . وتلك هي إحدى القيم المضافة للبعد الأفريقي لبلادنا .