العلم الإلكترونية - خديجة بوفوس/روبورتاج
"كان السوق الأسبوعي بالبلدة خلال السنوات الماضية يعج بالمتسوقين من كل المناطق المحيطة بحثًا عن المنتجات الفلاحية المحلية الطبيعية البيولوجية كالخضر وزيت الزيتون، الذي كانت جودته مضرب المثل، ولحوم الماعز والأغنام. غير أنه في السنوات القليلة الماضية بدأنا نلاحظ تراجعًا كبيرًا في المنتجات الفلاحية المحلية،" هكذا حدثنا محفوظ الكابوس، رئيس شبكة جمعيات إفران الكبرى، بكثير من الاستياء، عما آلت إليه أوضاع ساكنة الواحة عن تأثيرات منجم "وانسيمي" على الأمن الغذائي والمائي في المنطقة. وأضاف: "يعزى هذا إلى تراجع الفرشة المائية ونضوب العديد من العيون والآبار التي تُعتمَد لسقي تلك المزروعات، ما نتج عنه لجوء نسبة مهمة من الساكنة إلى النزوح نحو المدن بحثا عن حياة أفضل."
ويستمر منجم "وانسيمي" لاستخلاص المعادن، الذي يبعد ب 10 كلم عن واحة إفران الأطلس الصغير، في استنزاف الموارد المائية لمنطقة إفران الأطلس الصغير الواقعة بجهة كلميم وادنون، حتى بعد أن كشف نزار بركة، وزير التجهيز والماء، نهاية دجنبر من السنة المنصرمة، مؤشرات مقلقة بخصوص الوضعية المائية للبلاد لسنة 2022، بمعدل تساقطات نتجت عنه واردات مائية سنوية ضعيفة.
"كان السوق الأسبوعي بالبلدة خلال السنوات الماضية يعج بالمتسوقين من كل المناطق المحيطة بحثًا عن المنتجات الفلاحية المحلية الطبيعية البيولوجية كالخضر وزيت الزيتون، الذي كانت جودته مضرب المثل، ولحوم الماعز والأغنام. غير أنه في السنوات القليلة الماضية بدأنا نلاحظ تراجعًا كبيرًا في المنتجات الفلاحية المحلية،" هكذا حدثنا محفوظ الكابوس، رئيس شبكة جمعيات إفران الكبرى، بكثير من الاستياء، عما آلت إليه أوضاع ساكنة الواحة عن تأثيرات منجم "وانسيمي" على الأمن الغذائي والمائي في المنطقة. وأضاف: "يعزى هذا إلى تراجع الفرشة المائية ونضوب العديد من العيون والآبار التي تُعتمَد لسقي تلك المزروعات، ما نتج عنه لجوء نسبة مهمة من الساكنة إلى النزوح نحو المدن بحثا عن حياة أفضل."
ويستمر منجم "وانسيمي" لاستخلاص المعادن، الذي يبعد ب 10 كلم عن واحة إفران الأطلس الصغير، في استنزاف الموارد المائية لمنطقة إفران الأطلس الصغير الواقعة بجهة كلميم وادنون، حتى بعد أن كشف نزار بركة، وزير التجهيز والماء، نهاية دجنبر من السنة المنصرمة، مؤشرات مقلقة بخصوص الوضعية المائية للبلاد لسنة 2022، بمعدل تساقطات نتجت عنه واردات مائية سنوية ضعيفة.
بدأ استنزاف الموارد المائية للمنطقة منذ سبعينيات القرن الماضي من قبل شركة أجنبية كانت تستغل المنجم ذاته، ليستأنف نشاطه مجددا سنة 2009 عبر "شركة كولدن مينين،" بعد أن توقف عن العمل أواخر الثمانينيات، حسب أقوال نشطاء محليين.
وفي ظل غياب معطيات دقيقة، يرُوج أن المنجم يستخرج معدن النحاس بالإضافة إلى الذهب، في حين أشار البعض إلى أن المنجم يُنتج كذلك الحديد. هذا بينما اقتصر تقرير المندوبية السامية للتخطيط حول جهة كلميم وادنون، والصادر سنة 2019، على وجود واستخراج النحاس فقط في منطقة "وانسيمي."
وفي ظل غياب معطيات دقيقة، يرُوج أن المنجم يستخرج معدن النحاس بالإضافة إلى الذهب، في حين أشار البعض إلى أن المنجم يُنتج كذلك الحديد. هذا بينما اقتصر تقرير المندوبية السامية للتخطيط حول جهة كلميم وادنون، والصادر سنة 2019، على وجود واستخراج النحاس فقط في منطقة "وانسيمي."
حملة فيسبوكية ضد تدمير الفرشة المائية للمنطقة
ومن مجموعات فيسبوكية تَجمَعُ أبناء الواحة، تعالى صدى منشورات مطالبة بإيقاف استنزاف الفرشة المائية للواحة خاصة في عز أزمة الجفاف التي شهدتها المملكة والتي اشتد تأثيرها الصيف الماضي. حسب الناشط في الحملة ح. ب. "بدأت الحملة المنظمة ضد استنزاف منجم وانسيمي للفرشة المائية بالمنطقة منذ سنوات على وسائل التواصل الاجتماعي."
حسب تعبير الناشط، عادت الحملة إلى الواجهة مجددا سنة 2022 "مع تزايد عدد العيون التي نضبت بالكامل ويقودها حاليا بعض الناشطين المحليين في جمعيات تعنى بالمياه." وفي غشت من نفس السنة، نظمت ساكنة إفران، التابعة للنفوذ الترابي لإقليم كلميم، مسيرة احتجاجية على ما أسمته "الخطر الكبير الذي أضحى يتهدد المنطقة بسبب الاستنزاف المستمر للفرشة المائية من قبل منجم وانسيمي." وجاءت هذه المسيرة بعد فشل جميع محاولات عقد اجتماع مع مسؤولي المنجم الذي يضخ يوميا مئات الأطنان من المياه الجوفية، الشيء الذي أثر بالسلب على أسر الواحة التي تمارس أنشطة فلاحية معيشية.
شبكة جمعيات إفران الكبرى تندد بتدمير الفرشة المائية لإفران
عبرت شبكة جمعيات إفران الكبرى عن قلقها واستيائها حيال هذا الموضوع في مناسبات عديدة. وقد سبق أن وجهت الشبكة مراسلة توصلنا بنسخة منها، إلى رئيس الحكومة، ووزير الداخلية، ووزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات وفاعلين آخرين، مطالبة إياهم "بالتدخل لإنقاذ الواحة من الجفاف وإنهاك الفرشة المائية."
ومن مجموعات فيسبوكية تَجمَعُ أبناء الواحة، تعالى صدى منشورات مطالبة بإيقاف استنزاف الفرشة المائية للواحة خاصة في عز أزمة الجفاف التي شهدتها المملكة والتي اشتد تأثيرها الصيف الماضي. حسب الناشط في الحملة ح. ب. "بدأت الحملة المنظمة ضد استنزاف منجم وانسيمي للفرشة المائية بالمنطقة منذ سنوات على وسائل التواصل الاجتماعي."
حسب تعبير الناشط، عادت الحملة إلى الواجهة مجددا سنة 2022 "مع تزايد عدد العيون التي نضبت بالكامل ويقودها حاليا بعض الناشطين المحليين في جمعيات تعنى بالمياه." وفي غشت من نفس السنة، نظمت ساكنة إفران، التابعة للنفوذ الترابي لإقليم كلميم، مسيرة احتجاجية على ما أسمته "الخطر الكبير الذي أضحى يتهدد المنطقة بسبب الاستنزاف المستمر للفرشة المائية من قبل منجم وانسيمي." وجاءت هذه المسيرة بعد فشل جميع محاولات عقد اجتماع مع مسؤولي المنجم الذي يضخ يوميا مئات الأطنان من المياه الجوفية، الشيء الذي أثر بالسلب على أسر الواحة التي تمارس أنشطة فلاحية معيشية.
شبكة جمعيات إفران الكبرى تندد بتدمير الفرشة المائية لإفران
عبرت شبكة جمعيات إفران الكبرى عن قلقها واستيائها حيال هذا الموضوع في مناسبات عديدة. وقد سبق أن وجهت الشبكة مراسلة توصلنا بنسخة منها، إلى رئيس الحكومة، ووزير الداخلية، ووزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات وفاعلين آخرين، مطالبة إياهم "بالتدخل لإنقاذ الواحة من الجفاف وإنهاك الفرشة المائية."
وطالب مكتب الشبكة في يوليوز من 2020، المدير الجهوي لوزارة الطاقة والمعادن بجهة كلميم، بتزويده بنسخة من دراسة التأثير على البيئة والموافقة البيئية الخاصة بمنجم "وانسيمي" والمنجزة طبقا لمقتضيات القانون 33.13 المتعلق بالمناجم. لكن حسب السيد عثمان لوخي، الرئيس السابق للشبكة، لم يتوصلوا بأي رد.
وحسب عثمان لوخي، فإن المشكل لا يتعلق فقط باستنزاف الموارد المائية للمنطقة لاستخدامها في عملية استخراج المعادن، بل كذلك ب "الضخ المتواصل للمياه الباطنية بكميات هائلة من أجل تسهيل عملية استخراج المعادن."
وأكد نفس المصدر أن إدارة الشركة ترفض اللقاء مع الجمعيات والمنتخبين في المنطقة. وانتهى آخر اجتماع عقدته إدارة منجم وانسيمي مع رئيس الجماعة و السلطة المحلية يوم 25 يوليوز 2020 بوعد إدارة المنجم بإيصال المياه المستخرج لواد إفران لتستفيد منها الآبار و العيون على طول واد افران. "لكنها لم تُفعِّل هذه الخطوة إلى حدود اليوم."
وحسب وثيقة توصلنا بها من الشبكة، تتعدد مطالب المجتمع المدني المحلي لتشمل إيصال المياه المستخرجة من المنجم إلى وادي إفران لاستدراك آثار الجفاف ونضوب عيون افران مع الالتزام بإيصال المياه غير الضارة للواحة، وتفعيل الالتزامات الاجتماعية و الثقافية والبيئة للشركة بشراكة مع المجتمع المدني ثم تزويد الفاعلين المحليين في مجال البيئة و التنمية بالمعطيات المتعلقة بالأنشطة المنجمية التي تؤثر على البيئة و التدابير المتخذة لمنع أضراره.
أشغال المنجم تهدد الأمن الغذائي للمنطقة
تواصلنا مع محفوظ الكابوس، الرئيس الحالي لشبكة جمعيات إفران الكبرى، الذي أكد على أنه "رغم أطنان المعادن التي تستخرج من المنجم سنويا، لم تستفد واحة إفران من عائداته لا على مستوى البنيات التحتية ولا المشاريع التنموية شيئا."
وحسب ما جاء في معرض حديثه، "أثَّر النشاط المنجمي على البيئة وعلى كل الأنظمة الايكولوجية والمحاصيل الزراعية و على النشاط الفلاحي في القرية، بعد أن حرم التلوث و الجفاف الساكنة من استغلال أراضيهم وممارسة نشاطهم الفلاحي، الذي يعتبر النشاط الرئيسي و مصدر عيش سكان المنطقة."
وحسب وثيقة توصلنا بها من الشبكة، تتعدد مطالب المجتمع المدني المحلي لتشمل إيصال المياه المستخرجة من المنجم إلى وادي إفران لاستدراك آثار الجفاف ونضوب عيون افران مع الالتزام بإيصال المياه غير الضارة للواحة، وتفعيل الالتزامات الاجتماعية و الثقافية والبيئة للشركة بشراكة مع المجتمع المدني ثم تزويد الفاعلين المحليين في مجال البيئة و التنمية بالمعطيات المتعلقة بالأنشطة المنجمية التي تؤثر على البيئة و التدابير المتخذة لمنع أضراره.
أشغال المنجم تهدد الأمن الغذائي للمنطقة
تواصلنا مع محفوظ الكابوس، الرئيس الحالي لشبكة جمعيات إفران الكبرى، الذي أكد على أنه "رغم أطنان المعادن التي تستخرج من المنجم سنويا، لم تستفد واحة إفران من عائداته لا على مستوى البنيات التحتية ولا المشاريع التنموية شيئا."
وحسب ما جاء في معرض حديثه، "أثَّر النشاط المنجمي على البيئة وعلى كل الأنظمة الايكولوجية والمحاصيل الزراعية و على النشاط الفلاحي في القرية، بعد أن حرم التلوث و الجفاف الساكنة من استغلال أراضيهم وممارسة نشاطهم الفلاحي، الذي يعتبر النشاط الرئيسي و مصدر عيش سكان المنطقة."
وقال: "منذ أن استأنف المنجم أشغاله سنة 2009، بدأت ملامح الأثار السلبية تظهر للعيان بدأ بنضوب مجموعة من العيون بالواحات وتراجع في صبيب مجموعة منها و كذلك جفت العديد من الآبار، مقدرة في حوالي 12 عين و 20 بئر، و ذلك بسبب الاستنزاف الكبير الفرشة المائية." وصرح بأن من بين ملامح الاستغلال المفرط الفرشة المائية أيضا هبوط منسوب المياه الجوفية. إذ "أصبح استخراج الماء يستلزم حفر أزيد من 130 مترا عوض 70 فيما مضى."
وشدد على تأثير المنجم على الأمن الغذائي للساكنة، مؤكدا أن السوق الأسبوعي للبلدة كان يعج بالمنتجات الفلاحية المحلية الطبيعية البيولوجية كالخضر، وزيت الزيتون، ولحوم الماعز والأغنام. إلا أن المنتجات المحلية عرفت تراجعا كبيرا في السنوات القليلة الماضية. وحسب الفلاحين والساكنة، يعزى هذا التغيير إلى تراجع الفرشة المائية ونضوب العديد من العيون والآبار التي تُعتمَد لسقي تلك المزروعات، "ما نتج عنه لجوء نسبة مهمة من الساكنة إلى النزوح نحو المدن بحثا عن حياة أفضل." وقدر عبد الله بنحسي، رئيس جمعية أغبالو للتنمية والتعاون، عدد السكان الذين هاجروا الدواوير المحيطة بالواحة بنسبة 50 في المائة من مجموع الساكنة.
وفي آخِر بيان لها، نبّهت شبكة جمعيات إفران الكبرى، وزارتي الداخلية والفلاحة إلى الخطر الذي يهدد المنطقة في غياب حلول للمشكل، داعية إلى إنجاز دراسة مستعجلة للتأثيرات البيئية للمنجم على الفرشة المائية، وباقي المكونات الإيكولوجية بالمحيط المنجمي.
قضية "وانسيمي" في البرلمان
توجهت عائلة لبلق، النائبة البرلمانية عن المجموعة النيابية للتقدم والاشتراكية، سنة 2020، بسؤال إلى كتابي إلى وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة بخصوص الأضرار الناجمة عن الأشغال بمنجم "وانسيمي" على الفرشة المائية التي سجلت تراجعا تجلى بشكل واضح في تقلص وندرة مياه الآبار، سواء الفلاحية أو المستعملة لتزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب.
أشارت لبلق في سؤالها إلى "الهدر الكبير للمياه الباطنية المستخرجة جراء الأشغال الأولية بالمنجم وإلقائها في الطبيعة دون دراسة ودون جدوى، وأيضا جراء آثار عمليات الأشغال الداخلية التي يتم إنجازها بالمنجم من جهة أخرى، مما يؤدي إلى التأثير على الفرشة المائية التي ينزل مستواها في عمق الأرض."
وفي غشت الماضي، وجهت منسقة جهة كلميم واد نون التابعة للنقابة الشعبية للمأجورين مراسلة إلى ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة حول مدى التزام منجم "وانسيمي" بالميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة وأهداف دراسات التأثير على البيئة، حسب ما نقلته جريدة الأيام.
وحسب المراسلة، يُعدُّ انخراط الشركات المتعاقبة على استغلال المنجم في التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة يبقى جد محدود أو شبه منعدم، على الرغم من كون هذه الأهداف رئيسية لقطاع الصناعة المعدنية. إذ أن أي مشروع منجمي ينخرط داخل منهجية مندمجة تحترم المعايير البيئية والاستهلاك الرشيد للماء.
المجلس الجماعي يلزم الصمت
قصد الاستفسار عن رأي المجلس الجماعي لمنطقة إفران الأطلس الصغير في الموضوع وجهود المجلس للمحافظة على الأمن الغذائي للمنطقة، تواصلنا، مع السيدة حنان بلوش، رئيسة المجلس الجماعي حاليا، عبر الهاتف يوم الخميس ثاني فبراير، ووعدت بأن تقدم تصريحها في اليوم الموالي، لنُفاجأ بعدم ردها بعد ذلك وتجاهلها لكل اتصالاتنا.
وسبق ونفى رئيس جماعة إفران الأطلس الصغير السابق، المحفوظ حجي، في تصريحه لجريدة هسبريس، معاناة ساكنة المنطقة مع العطش، مشيرا إلى أن "جميع الدواوير تتوفر على صبيب كاف من الماء الصالح للشرب، باستثناء دوار إد علي الحاج الذي كان يعاني من شح المياه قبل تدارك الموقف عبر حفر بئر خاصة به مؤخرا."
وأكد المحفوظ حجي أن المنجم ليس السبب الأول والأخير للاستنزاف الذي عرفته الفرشة المائية. واعتبر أن المشكل نتيجة لعوامل عديدة من بينها ندرة التساقطات المطرية. وأوضح أن الجماعة راسلت الإدارة المعنية من أجل إخضاع عينات المياه المستخرجة للخبرة قبل توجيهها نحو إغناء العيون الباطنية، معتبرا أن "التضخيم" الذي عرفه هذا الملف آنذاك "له خلفيات سياسية محضة،" تزامنا مع الاستحقاقات الانتخابية الجماعية لسنة 2021.
قضية "وانسيمي" في البرلمان
توجهت عائلة لبلق، النائبة البرلمانية عن المجموعة النيابية للتقدم والاشتراكية، سنة 2020، بسؤال إلى كتابي إلى وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة بخصوص الأضرار الناجمة عن الأشغال بمنجم "وانسيمي" على الفرشة المائية التي سجلت تراجعا تجلى بشكل واضح في تقلص وندرة مياه الآبار، سواء الفلاحية أو المستعملة لتزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب.
أشارت لبلق في سؤالها إلى "الهدر الكبير للمياه الباطنية المستخرجة جراء الأشغال الأولية بالمنجم وإلقائها في الطبيعة دون دراسة ودون جدوى، وأيضا جراء آثار عمليات الأشغال الداخلية التي يتم إنجازها بالمنجم من جهة أخرى، مما يؤدي إلى التأثير على الفرشة المائية التي ينزل مستواها في عمق الأرض."
وفي غشت الماضي، وجهت منسقة جهة كلميم واد نون التابعة للنقابة الشعبية للمأجورين مراسلة إلى ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة حول مدى التزام منجم "وانسيمي" بالميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة وأهداف دراسات التأثير على البيئة، حسب ما نقلته جريدة الأيام.
وحسب المراسلة، يُعدُّ انخراط الشركات المتعاقبة على استغلال المنجم في التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة يبقى جد محدود أو شبه منعدم، على الرغم من كون هذه الأهداف رئيسية لقطاع الصناعة المعدنية. إذ أن أي مشروع منجمي ينخرط داخل منهجية مندمجة تحترم المعايير البيئية والاستهلاك الرشيد للماء.
المجلس الجماعي يلزم الصمت
قصد الاستفسار عن رأي المجلس الجماعي لمنطقة إفران الأطلس الصغير في الموضوع وجهود المجلس للمحافظة على الأمن الغذائي للمنطقة، تواصلنا، مع السيدة حنان بلوش، رئيسة المجلس الجماعي حاليا، عبر الهاتف يوم الخميس ثاني فبراير، ووعدت بأن تقدم تصريحها في اليوم الموالي، لنُفاجأ بعدم ردها بعد ذلك وتجاهلها لكل اتصالاتنا.
وسبق ونفى رئيس جماعة إفران الأطلس الصغير السابق، المحفوظ حجي، في تصريحه لجريدة هسبريس، معاناة ساكنة المنطقة مع العطش، مشيرا إلى أن "جميع الدواوير تتوفر على صبيب كاف من الماء الصالح للشرب، باستثناء دوار إد علي الحاج الذي كان يعاني من شح المياه قبل تدارك الموقف عبر حفر بئر خاصة به مؤخرا."
وأكد المحفوظ حجي أن المنجم ليس السبب الأول والأخير للاستنزاف الذي عرفته الفرشة المائية. واعتبر أن المشكل نتيجة لعوامل عديدة من بينها ندرة التساقطات المطرية. وأوضح أن الجماعة راسلت الإدارة المعنية من أجل إخضاع عينات المياه المستخرجة للخبرة قبل توجيهها نحو إغناء العيون الباطنية، معتبرا أن "التضخيم" الذي عرفه هذا الملف آنذاك "له خلفيات سياسية محضة،" تزامنا مع الاستحقاقات الانتخابية الجماعية لسنة 2021.
الصناعات المنجمية تدمر البيئة
حسب المهندس بوعزيز عيماد، الخبير في مجال المياه الجوفية، تتعدد استعمالات المياه في الصناعات المنجمية لتشمل الاستخراج، وتكسير الصخور، والمعالجة، ثم نقل المعادن. وتخلف هذه الاستعمالات ندوبا وخيمة على الموارد المائية والغطاء النباتي.
أكد لنا الخبير أنه زيادة على تدمير وتسميم المجال البيئي المحيط بهذه المناجم هناك تهديد آخر، لا يقل خطورة ويعتبر السبب الرئيسي لجل النزاعات التي تعرفها المناطق الحاضنة للمناجم، "وهذا التهديد يتجلى عندما تكون مستويات الاستغلال المنجمي تحت مستوى الفرشة المائية في هذه الحالة تقوم الشركات المستغلة بخلق مستوى منخفض للفرشة المائية وذلك بحفر أثقاب والضخ صباح مساء لتثبيت مستوى أدنى من مستوى اشتغال المنجميين وآلياتهم، وهذه الطريقة كفيلة لتجفيف العيون والآبار المجاورة."
وحسب الأخصائي، في حالة عدم إشراك الساكنة وإيجاد حلول تقنية كفيلة بخلق إنتاجية مستدامة وصديقة للبيئة سنستمر في خلق "مناطق التضحية كما عبرت عنها الصحفية الكندية نعومي كلاين. وقالت إنها تلك المناطق التي يتم تخريبها عبر النشاط الاستخراجي والمعالجة الكيميائية على حساب صحة وأراضي ومياه ساكنيها."
حسب المهندس بوعزيز عيماد، الخبير في مجال المياه الجوفية، تتعدد استعمالات المياه في الصناعات المنجمية لتشمل الاستخراج، وتكسير الصخور، والمعالجة، ثم نقل المعادن. وتخلف هذه الاستعمالات ندوبا وخيمة على الموارد المائية والغطاء النباتي.
أكد لنا الخبير أنه زيادة على تدمير وتسميم المجال البيئي المحيط بهذه المناجم هناك تهديد آخر، لا يقل خطورة ويعتبر السبب الرئيسي لجل النزاعات التي تعرفها المناطق الحاضنة للمناجم، "وهذا التهديد يتجلى عندما تكون مستويات الاستغلال المنجمي تحت مستوى الفرشة المائية في هذه الحالة تقوم الشركات المستغلة بخلق مستوى منخفض للفرشة المائية وذلك بحفر أثقاب والضخ صباح مساء لتثبيت مستوى أدنى من مستوى اشتغال المنجميين وآلياتهم، وهذه الطريقة كفيلة لتجفيف العيون والآبار المجاورة."
وحسب الأخصائي، في حالة عدم إشراك الساكنة وإيجاد حلول تقنية كفيلة بخلق إنتاجية مستدامة وصديقة للبيئة سنستمر في خلق "مناطق التضحية كما عبرت عنها الصحفية الكندية نعومي كلاين. وقالت إنها تلك المناطق التي يتم تخريبها عبر النشاط الاستخراجي والمعالجة الكيميائية على حساب صحة وأراضي ومياه ساكنيها."