الأكيد أن الهجوم الذي تعرضت له ثلاثة أحياء في مدينة السمارة ليلة السبت / الأحد الماضية وخلفت قتيلا وجريحين حالتهما خطيرة جدا، ستكون له تداعيات على مسار النزاع المفتعل في الصحراء المغربية.
والواضح، ودون الحاجة إلى إجراء أي تحقيقات، أن الهجوم من تدبير وتنفيذ جبهة البوليساريو الانفصالية، التي اختارت هذه المرة نقل حربها المزعومة ضد المغرب إلى استهداف المدنيين، بعدما فشلت فشلا ذريعا، فيما سمته حربا ضد المغرب، ولم يعد ينتبه إليها أحد إعلاميا وديبلوماسيا، وقدرت أن الخيار الوحيد المتبقي أمامها هو إقحام المدنيين لإثارة الانتباه وتسجيل حضور إعلامي في وسائل الإعلام الدولية، ومحاولة إثارة الفتنة داخليا .
وماذا بعد؟ هل نعتبر الهجوم تصرفا طائشا من جبهة طائشة أم نؤكد أن الأمر يتعلق بمنعرج خطير، وأن قيادة الجبهة الانفصالية حاولت جس النبض من خلال شن هجومات محددة ضد المدنيين؟
الحقيقة أن الهجومات تكتسي خطورة بالغة، ولا نعتقد أن المغاربة الذين لم يتساهلوا مع ما أقدمت عليه مليشيات البوليساريو في الكركرات سيغضون الطرف عما اقترفته نفس المليشيات من استهداف لمدنيين، وأنهم سيردون بالرد المناسب في الموضوع. وغير هذا التصرف سيمثل حافزا للإرهابيين الذين ترعاهم الجزائر وتمدهم بالمقذوفات التي تستعمل ضد المغرب .
ما كنا نفكر في يوم من الأيام في استرجاع منطقة الكركرات إلى أن أهدتنا قيادة البوليساريو الانفصالية فرصة ذهبية، حينما سخرت مليشياتها لاحتلالها وقطع شرايين المغرب الجنوبية ،وانتهت الهدية ببسط كامل سيادتنا الفعلية على منطقة الكركرات.
اليوم أيضا تقترف الجبهة الانفصالية جريمة حقيقية في حق مدنيين، وهي جريمة بقدرما تكشف الوجه الحقيقي لعصابات الجبهة أمام العالم، فإنها فرصة مهمة وتاريخية أمامنا لإعادة بسط السيادة الوطنية على مناطق الصحراء المغربية كافة، من خلال تطهير ما تبقى منها من فلول البوليساريو تحديدا كما حدث في الكركرات.
عبد الله البقالي
للتواصل مع الكاتب:
bakkali_alam@hotmail.com