
العلم الإلكترونية - الرباط
ساعات قليلة بعد اختتام القمة العربية الطارئة التي احتضنتها العاصمة المصرية، القاهرة، والتي بحثت التصدي لمخطط تهجير الفلسطينيين من أرضهم وإعادة إعمار غزة، والتي توجت بإصدار بيان صودق عليه بالإجماع، تفاجأ الرأي العام العربي بإعلان ثلاث دول عربية عن عقد قمة ثلاثية لم يتم الكشف عن جدول أعمالها الحقيقي، لكن مصادر متطابقة أكدت أن القمة المرتقبة ستبحث الأوضاع في فلسطين.
و يتعلق الأمر طبعا بدول الجزائر و تونس و ليبيا التي قرر رؤساؤها عقد قمة ثلاثية بديلة للقمة العربية الطارئة التي احتضنتها القاهرة قبل أيام، وحددوا لها العاصمة طرابلس مكانا للانعقاد .
جدير بالذكر أن الرئيسين الجزائري و التونسي تعمدا الغياب عن القمة الاستثنائية واكتفيا بانتداب وزيري خارجيتيهما للحضور، وبررت مصادر رسمية في البلدين هذا الغياب باتهام الحكومة المصرية بالتقصير في الاستشارة معهما قبل انعقاد القمة الطارئة، ويبدو أنهما تعمدا الرد على القاهرة بالدعوة إلى قمة ثلاثية.
والأكثر إثارة في هذا الصدد أن المسؤولين في الدول الثلاث اختاروا التصعيد في وتيرة المواجهة مع القاهرة، بأن عقد وزراء خارجية هذه الدول اجتماعا لهم بالقاهرة موازاة مع انعقاد القمة العربية الطارئة بحثوا خلاله الترتيبات الأخيرة المتعلقة بالقمة الثلاثية المنتظرة .
ولم يكن خافيا على المتتبعين والملاحظين أن النظام الجزائري هو اللاعب الرئيسي في هذه المواجهة المفتوحة، وأن الرئيس التونسي ورئيس المجلس الرئاسي الليبي مجرد مشاركين، وأن النظام الجزائري خطط لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد . أولا عقد قمة لتوجيه ضربة مؤلمة لمصر التي همشته في التحضير للقمة العربية الطارئة، ومن ثمة إفشال مخطط مصر الذي تبته القمة العربية المتعلق بالتصدي لتهجير الفلسطينيين و إعادة إعمار غزة، وثانيا استعراض قوتها فيما يتعلق بخلق تكتل إقليمي يكون بديلا لاتحاد المغرب العربي بما يحقق لها عزل المغرب عن محيطه الإقليمي .
لكن واقع الحال فيما يجري يؤكد أن النظام الجزائري و وراءه النظام التونسي و نصف النظام في ليبيا بهذا العمل يتعمدون السعي نحو تعميق التجزيء و التشتت بين البلدان العربية، و محاولة إفراغ القمة العربية من محتواها، بما يزيد من مآسي الشعب الفلسطيني في غزة و في الضفة و بما يضمن للعدو الإسرائيلي مواصلة اقتراف جرائمه الإرهابية .
وبعيدا عن الوقائع و المعطيات المرتبطة بهذه القمة ، فإن الإجماع حاصل على أن الرهان الوحيد المعقود عليها يقتصر على تصفية حسابات ثنائية ضيقة للنظام الجزائري تجاه مصر و المغرب ، مع التأكيد على أن القمة الثلاثية المرتقبة لن تكون لها أية أهمية تذكر اللهم أنها ستكون فرصة أخرى لالتقاط صور تذكارية بين رؤساء الدول الثلاث .