تسرب الغاز في حقل "تورتو أحميم" يهدد مستقبل مشروع ضخم بين موريتانيا والسنغال

 

كشفت شركة بريتش بتروليوم (BP) عن رصد فقاعات غاز بمعدل منخفض في أحد آبار مشروع تورتو أحميم الكبير (GTA)، المشترك بين موريتانيا والسنغال. التسرب، الذي ظهر تحت سطح البحر خلال عمليات اختبار، لا يزال قيد المتابعة الدقيقة من قِبَل الفرق الفنية، وسط تطمينات من الشركة بأن التأثير البيئي سيكون محدودًا ولن يؤثر على الإنتاج.

 

أكدت BP أنها باشرت بخطة لمعالجة المشكلة، حيث تم إرسال معدات متخصصة وخبراء فنيين لاحتواء التسرب ومنع تفاقمه. في المقابل، لم تصدر الحكومتان الموريتانية والسنغالية حتى الآن تصريحات تفصيلية حول الحادث، باستثناء إعلان وزارة البيئة الموريتانية عن تحقيقات جارية بالشراكة مع الجهات المعنية لضمان عدم حدوث تداعيات خطيرة على البيئة البحرية.

 

بالرغم من تطمينات الشركة، فإن ظهور تسرب غازي، حتى ولو كان بمعدل منخفض، يثير مخاوف بشأن سلامة البنية التحتية للمشروع وإمكانية وقوع مشكلات مماثلة مستقبلاً. بالإضافة إلى ذلك، فإن أي تأثير بيئي مهما كان بسيطًا قد تكون له انعكاسات على الثروة السمكية والنشاط البحري في المنطقة.

 

من المقرر أن يكون GTA أحد المشاريع الكبرى في تصدير الغاز الطبيعي المسال، وكان متوقعًا أن تنطلق أول شحنة في السوق العالمية قريبًا. لكن حتى الآن، لم يتم تأكيد موعد الشحن الأول، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كان حادث التسرب قد ساهم في تأخير بدء التصدير.

 

في ظل استمرار التحقيقات، تتجه الأنظار إلى مدى نجاح جهود الإصلاح. فإذا تمكنت BP من احتواء المشكلة بسرعة دون تداعيات إضافية، فقد يستمر المشروع وفق الخطط الموضوعة. أما إذا استمر الغموض وظهرت مشكلات جديدة، فقد تتعرض الشركة لانتقادات واسعة، ما قد يؤثر على سمعة المشروع وجدواه الاقتصادية.

 

يمثل تورتو أحميم الكبير ركيزة أساسية للطموحات الطاقوية في موريتانيا والسنغال، لكن حادثة التسرب الحالية تضعه في اختبار صعب. وبينما تؤكد الشركة أن الوضع تحت السيطرة، يبقى التساؤل الأهم: هل هذه الحادثة مجرد خلل عابر، أم أنها إنذار مبكر لمشكلات أعمق في إدارة المشروع؟