هل بدأ ترامب تنفيذ مخططه المتعلق بالشرق الأوسط؟

يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدأ فعليا في تنفيذ استراتيجيته الخاصة بالشرق الأوسط، مستندا إلى وعوده الانتخابية التي تعهد خلالها بإعادة تشكيل الخريطة السياسية للمنطقة، وإنهاء النزاعات المستعصية، وعلى رأسها الحرب الروسية الأوكرانية، إضافة إلى الصراع في غزة.  

 

ومن بين أبرز الملفات التي شملتها تحركات ترامب، الملف السوري، حيث أظهرت التطورات التي صاحبت هذا الملف إلى أنه استطاع، دفع موسكو نحو التخلي عن دعمها لنظام بشار الأسد، ما مهد الطريق لإعادة رسم مستقبل سوريا الجديدة التي يقودها اليوم أحمد الشرع وحكومته، بعيدا عن النفوذ الروسي المباشر، وقد طرحت علامات استفهام حول الثمن الذي حصل عليه الكرملين مقابل هذه الخطوة.

 

وفي هذه الأيام وصل الجواب "الغنيمة" من خلال التحركات الأمريكية التي لم تتوقف عند الساحة السورية، بل وجهت آلياتها الدبلوماسية نحو الملف الأوكراني أيضا، فقد تصاعدت حدة التوتر بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث بدأت دوائر مقربة من البيت الأبيض في الإشارة إلى ضرورة تغيير القيادة الأوكرانية، معتبرة أن زيلينسكي لم يعد مؤهلا لمواكبة الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في التعامل مع روسيا.  

 

وفي هذا السياق، صرح مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، مايك والتز، بأن الولايات المتحدة بحاجة إلى قائد قادر على التفاوض مع موسكو وإيجاد حل لإنهاء الحرب، في إشارة واضحة إلى احتمال تنحية زيلينسكي عن المشهد السياسي، وهو ما يؤكد التحول الجذري لسياسة أمريكا تجاه الأزمة الأوكرانية، ويبرهن على أن الولايات المتحدة باتت وشيكة من إحكام قبضتها على الشرق الأوسط بشكل مطلق.