العلم الإلكترونية - الرباط
أصدرت الفيدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة بياناً تفاعلياً في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها الساحة المسرحية الوطنية، حيث يواجه القطاع العديد من التحديات التي أثرت سلباً على أداء الفرق المسرحية، خاصة مع بداية الموسم الحالي. وتشمل هذه التحديات التأخير في الإعلان عن نتائج الدعم المسرحي وتحديد مواعيده، فضلاً عن تأخير وصول العقود للفرق، ما يزيد من ضغوط الإنتاج ويؤدي إلى تنفيذ مشاريع فنية في وقت محدود، بعيداً عن الجودة والاحترافية المطلوبة.
ورغم تنبيهات الفيدرالية السابقة للوزارة حول هذه التداعيات، إلا أن المطالبات المتكررة لم تلقَ استجابة فعلية من الجهات المسؤولة، حيث أُرسلت مذكرات موضوعية وطلبات لعقد لقاءات عاجلة لبحث حلول فعالة ودائمة، دون تلقي أي رد حتى الآن.
وفي ظل هذه الظروف، بادرت الفيدرالية إلى بناء جسور الحوار مع باقي التنظيمات المهنية لتحقيق أهداف مشتركة تخدم مصلحة المسرح والفنانين المسرحيين. وقد أسفر هذا التوجه عن تجاوب بعض التنظيمات، بينما تحفظت أخرى لأسباب خاصة بها، مما انعكس على جودة الإنتاجات المسرحية وأدى إلى مستوى لا يتوافق مع طموحات الوزارة والفرق المسرحية نفسها.
وانطلاقاً من مخرجات المناظرة الوطنية حول المسرح التي عقدت في مارس 2023، دعت الفيدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة جميع الأطراف المعنية إلى تغليب مصلحة المسرح المغربي، ووضع خطط إصلاحية تساهم في استعادة هذا القطاع لمساره الصحيح. وطالبت الفيدرالية بتحديد جداول ثابتة ومواعيد مناسبة لتقديم طلبات الدعم وإنتاج العروض المسرحية، بحيث تنطلق العروض مع بداية موسم الربيع، مما يوفر الوقت الكافي للإعداد ويضمن جودة العمل.
كما شددت على ضرورة التعاون مع المؤسسات النقابية والجمعيات التمثيلية لوضع حلول عملية تعزز من تسهيل عملية الإنتاج والترويج، في إطار دفتر تحملات واضح الأهداف. واقترحت الفيدرالية تنظيم يوم دراسي يُشارك فيه جميع الأطراف الفاعلة لصياغة تصور شامل يركز على تحسين الإنتاجات، الجولات، وتنظيم المهرجان الوطني للمسرح.
وطالبت الفيدرالية الوزارة بالنظر في وضع الفرق التي تواجه صعوبات في تقديم عروضها، والعمل على وضع آليات للتسوية، كما دعت إلى معالجة التأخير في صرف مستحقات الدعم الخاصة بجولات الموسم الماضي والشطر الأول من دعم هذا الموسم. وخلصت الفيدرالية إلى اقتراح أن تُصنف الإجراءات المتعلقة بالموسم الحالي كإجراءات استثنائية، مع التركيز على وضع آليات أفضل للمواسم القادمة.
وختم المكتب الوطني للفيدرالية بيانه بدعوة جميع الجهات المعنية للمساهمة في ضمان استمرارية وازدهار الحياة المسرحية في المغرب، وتطوير بيئة إبداعية مستدامة تحقق طموحات الفنانين المسرحيين والجمهور على حد سواء.