
العلم الالكترونية - محمد بلبشير
رمضان هو استجابة لأمر الله عز وجل، الذي قال في كتابه الكريم: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"، فالصيام فريضة بين العبد وربه، تكفّل سبحانه وتعالى بالمكافأة عليها كما جاء في الحديث القدسي: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فهو لي وأنا أجزي به".
ومع ذلك، فإن للصيام فوائد صحية عديدة، حيث يُعدّ فرصة للتدريب الجسدي والروحي، مع الأمل في استمرار هذه العادات بعد رمضان. إلا أن هذه الفوائد تختلف عند المرضى، حيث يتأثر الصيام بنوعية الأدوية التي يتناولها المريض. في هذا السياق، يقدّم الدكتور سمير زناتي، الصيدلي بمدينة وجدة، رأيه حول تأثير الصيام على صحة الإنسان والأدوية الأكثر استهلاكًا خلال الشهر الفضيل.
ما نوع الأدوية الأكثر استهلاكًا خلال شهر الصيام؟
الصيام، إلى جانب تغيير النظام الغذائي واتباع عادات غير صحية في الأكل، قد يؤثر سلبًا على صحة الإنسان، مما يستدعي زيارة الطبيب الذي يصف له الدواء المناسب.
وتأتي في مقدمة الأدوية الأكثر استهلاكًا خلال رمضان أدوية أمراض المعدة، وخاصة الأدوية المضادة للحموضة وقرحة المعدة، مثل أوميبرازول، ورانيتيدين، إذ يؤدي فراغ المعدة من الطعام إلى ارتفاع نسبة الحموضة، مما يسبب آلامًا بالمعدة والمريء. وبالنسبة لمرضى قرحة المعدة، يُمنعون تمامًا من الصيام، لأن الامتناع عن الطعام قد يؤدي إلى نزيف في المعدة.
كما تُستهلك بكثرة الأدوية المضادة للغازات والانتفاخ وآلام القولون وعسر الهضم، مثل شاربون نباتي، تريميبوتين، وفلوروكليسينول، وذلك بسبب اضطرابات الجهاز الهضمي التي تكثر في رمضان.
ما تأثير الإفراط في الأكل خلال رمضان؟
الإفراط في تناول الطعام، خاصة بسرعة، إلى جانب استهلاك المشروبات الغازية والعصائر الصناعية، والإكثار من التوابل والمقليات والحلويات مثل الشباكية، مع تقليل شرب الماء وتناول الخضروات والوجبات الصحية، يؤدي في معظم الأحيان إلى ظهور اضطرابات هضمية مثل الانتفاخ، وعسر الهضم، وآلام المعدة، وهو ما يجعل الكثيرين يلجؤون إلى الأدوية المضادة لهذه الأعراض.
كيف يمكن لمرضى الأمراض المزمنة التفاعل مع أدويتهم خلال الصيا؟
المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والشرايين، يتوجب عليهم استشارة الطبيب قبل الصيام.
فيما يخص مرض السكري، فإن مرضى السكري الذين يتناولون الأنسولين أو بعض العلاجات الفموية مثل سولفونيل يوريا، يكونون عرضة لمضاعفات خطيرة إذا لم يحترموا النظام الغذائي أو تناولوا أدويتهم بطريقة غير صحيحة. بعض المرضى يمتنعون عن تناول الدواء أو يتجاوزون تعليمات الطبيب بالصيام رغم منعهم من ذلك، مما قد يؤدي إلى هبوط حاد في نسبة السكر في الدم، قد يسبب غيبوبة أو حتى الوفاة. هؤلاء المرضى يُمنعون تمامًا من الصيام.
أما بالنسبة للأشخاص الذين يتناولون أدوية ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والشرايين، مثل أملوديبين، وسيمفاستاتين، فإن التغييرات الغذائية، مثل الإكثار من الأطعمة المالحة، واللحوم الحمراء، والشوربات الدسمة، وعدم انتظام النوم، قد تؤدي إلى تفاقم الحالة الصحية لديهم، لذا يجب أن يكون تناول الأدوية تحت إشراف الطبيب.
بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض المرضى الذين يتناولون أدوية فتح الشهية والفيتامينات، خاصة سيبروهيبتادين، لمواجهة فقدان الشهية وضعف البنية، لا سيما عند الفتيات.
ما هي الأدوية الأكثر تداولًا خلال شهر رمضان؟
إلى جانب الأدوية المتعلقة بالجهاز الهضمي، تُستهلك بكثرة خلال رمضان أدوية علاج الصداع وآلام الأسنان، بالإضافة إلى الأدوية المضادة للإسهال. أما بالنسبة لمرضى السكري، فهناك الأنسولين، الذي يُعد أساسيًا لتنظيم نسبة السكر في الدم، إلا أن المصابين بالسكري غير معنيين بالصيام إذا كانوا يعتمدون على الأنسولين، لأن مفعوله يمتد على مدار 24 ساعة، مما يجعل الامتناع عن الطعام يشكل خطرًا على صحتهم.