أمطار طوفانية تغرق مدن جهة الشرق.. ووفاة طفلة في بركان بسبب بالوعة للصرف الصحي

عاشت مدن وأقاليم جهة الشرق، منذ يوم الأربعاء وإلى غاية الخميس 6 فبراير الجاري، تساقطات مطرية غزيرة تحولت إلى شبه طوفانية، مما كشف عن هشاشة البنية التحتية التي تعاني منها المنطقة.

 

وفي مدينة بركان، اهتز حي جابر قبل مغرب يوم الخميس 5 رمضان 1446هـ على وقع مأساة أليمة، حيث جرفت مياه الأمطار الغزيرة طفلة كانت ترافق والدها، لتبتلعهما بالوعة للصرف الصحي. وسارع بعض أبناء الحي إلى محاولة إنقاذ الضحيتين، حيث تمكنوا من إخراج الأب، فيما لم يُعثر على الطفلة إلى حدود كتابة هذه السطور.

 

وحلت بعين المكان عناصر الوقاية المدنية، التي بذلت جهودًا كبيرة في عمليات البحث، غير أن قوة جريان المياه حالت دون العثور على الطفلة في اللحظات الأولى. وبعد ساعات من البحث المضني، تم العثور على جثتها بوادي شراعة، حيث تم انتشالها جثة هامدة، رحمها الله وأسكنها فسيح جناته.

 

وشهدت عمالة وجدة-أنكاد ومدن الجهة أمطارًا غزيرة تسببت في فيضانات غير مسبوقة، حيث فاض واد الناشف لأول مرة منذ سنوات، كما غمرت المياه الطرقات والشوارع في مدن بركان، أحفير، وجدة، العيون الشرقية، النعيمة، بني درار، والسعيدية. وتسببت السيول في تشكل برك مائية وأوحال في عدد من الشوارع والساحات العمومية، ما زاد من معاناة الساكنة أثناء توجههم إلى المساجد لأداء صلاة العشاء والتراويح.

 

كما علمت الجريدة أن القطار القادم من فاس في اتجاه وجدة اضطر إلى التوقف بمدينة العيون، بسبب الفيضانات التي شهدتها المنطقة ما بين العيون ووجدة، مرورًا بمدينة النعيمة التي غمرتها المياه.

 

وقد كشفت هذه الأمطار الغزيرة عن غياب الصيانة الدورية لشبكات تصريف المياه وضعف البنية التحتية بشكل عام، مما يطرح تساؤلات جادة حول مدى استعداد المجالس المنتخبة للتعامل مع هذه الأوضاع المتكررة كل موسم أمطار.